الأمم المتحدة تؤكد “تدمير” مبنيين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي قرب طهران

0

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء، أن الضربات الإسرائيلية أدّت إلى “تدمير” مبنيَين قرب طهران يتمّ فيهما تصنيع مكوّنات لأجهزة الطرد المركزي، في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع نووية جديدة وأخرى لتصنيح الأسلحة.

سياسيا، ردّ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى “الاستسلام غير المشروط” بنبرة تحدٍّ، متوعّدا إسرائيل برد “من دون رحمة”.

وسيلقي المرشد الأعلى كلمة “في الدقائق” المقبلة “في اليوم السادس من المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.

صحيفة عبرية: إيران طلبت من دول عربية التوسط لدى واشنطن لوقف التصعيد

وليل الثلاثاء الأربعاء، تعهّد منشور عبر حساب خامنئي في منصة اكس ليل الثلاثاء الأربعاء، “برد قوي على الكيان الصهيوني الإرهابي” مشددا على أنه سيكون “من دون رحمة”، في وقت أطلقت القوات الإيرانية صواريخ بالستية فرط صوتية على الدولة العبرية.

صورة مؤرخة في 18 حزيران/يونيو 2025 من تل أبيب خلال اعتراض الدفاعات الجوية صواريخ إيرانية
صورة مؤرخة في 18 حزيران/يونيو 2025 من تل أبيب خلال اعتراض الدفاعات الجوية صواريخ إيرانية
© مناحم كهانا
ومنذ بداية المواجهة غير المسبوقة بين البلدَين العدوَين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران، وفقا لحصيلة رسمية أصدرتها السلطات الأحد.

وفي إسرائيل، أسفرت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية عن مقتل 24 شخصا على الأقل، بحسب آخر حصيلة أوردها مكتب رئيس الوزراء الاثنين.

وقبل فترة وجيزة من فجر الأربعاء، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن اكثر من 50 من طائراته الحربية استهدفت موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وعدة مواقع لتصنيع الأسلحة في محيط طهران خلال الساعات الماضية.

وقال “تم استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران، والتي يستخدمها النظام الإيراني لتوسيع نطاق وسرعة تخصيب اليورانيوم بهدف تطوير سلاح نووي” فضلا عن “عدة مواقع لإنتاج الأسلحة”.

وفي وقت لاحق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ إسرائيل دمّرت مبنيين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج قرب طهران.

وقالت في منشور على منصة إكس، إنّ الضربات الإسرائيلية طالت أيضا مبنى تابعا لمركز طهران للأبحاث يُنتج أجزاء لهذه المعدّات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

ونشرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عبر اكس شريطا مصورا يظهر انفجارات في أجواء العاصمة خلال الليل.

ومن جانبها، أعلنت إيران مساء الثلاثاء هجمات “عقابية” وشيكة على إسرائيل داعية سكان مدينتي حيفا وتل أبيب الرئيسيتين إلى إخلائهما.

وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن حوالى عشرة صواريخ بالستية أُطلقت من إيران واعترض معظمها.

وأعلن الجيش الإسرئيلي كذلك اعتراضه مسيرتين في منطقة البحر الميت فجر الأربعاء.

كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إحدى طائراته المسيّرة أسقطت بعد استهدافها بصاروخ أرض جو داخل الأراضي الإيرانية.

من جهته، قال الحرس الثوري الإيراني إنه أطلق صواريخ فرط صوتية من طراز فتاح-1 بمدى متوسط، وفق التلفزيون الرسمي.

– “نعرف أين يختبئ” –

على المستوى السياسي، أكد الرئيس الأميركي الثلاثاء أن بلاده قادرة بسهولة على قتل المرشد الأعلى الإيراني في وقت تتزايد التكهنات عن إمكان تدخل واشنطن إلى جانب إسرائيل في المواجهة التي بدأتها الدولة العبرية الجمعة بهدف معلن هو منع إيران من الحصول على السلاح النووي.

وعقد دونالد ترامب الذي يقول إنه يفضّل حلا دبلوماسيا للصراع الإسرائيلي-الإيراني، اجتماعا لمجلس الأمن القومي الأميركي الثلاثاء، وفق ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض.

كذلك، شدد الرئيس الأميركي الذي أعادت بلاده إطلاق المفاوضات مع طهران في نيسان/أبريل الماضي بشأن برنامجها النووي، لهجته تجاه طهران إلى درجة أنه هدد باغتيال المرشد الأعلى الإيراني.

وأطلق ترامب سلسلة منشورات بشأن إيران على منصة تروث سوشال جاء فيها “نعرف بالتحديد أين يختبئ المدعو +المرشد الأعلى+. هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي”.

وأضاف “لكننا لا نريد أن تُطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا يقترب من النفاد”، قبل أن ينشر في وقت لاحق رسالة جاء فيها “استسلام غير مشروط!”.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رأى الاثنين أن اغتيال خامنئي من شأنه أن “يضع حدا للنزاع” بين الخصمين اللدودين، ودعا الإيرانيين إلى الانتفاضة، في حين حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء من أن أي محاولة لتغيير النظام في طهران قد تؤدي إلى “فوضى”.

– جي بي يو-57 –

وعقب الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ الجمعة، قالت الولايات المتحدة إنها ستعزز “وضعيتها الدفاعية” في الشرق الأوسط وأرسلت حاملة الطائرات نيميتز إلى المنطقة.

كذلك، أعلنت واشنطن الثلاثاء إغلاق سفارتها في القدس لأسباب أمنية حتى الجمعة، وطلبت من جميع موظفي الحكومة الأميركية وعائلاتهم الاحتماء، وأنشأت مجموعة عمل الغرض منها مساعدة الرعايا الأميركيين في الشرق الأوسط.

وتعهدت إيران مواصلة ضرباتها على إسرائيل حتى توقف الأخيرة هجماتها.

وتشتبه الدول الغربية بأن ايران تسعى الى امتلاك قنبلة نووية. وتنفي طهران ذلك وتدافع عن حقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض بشان امتلاكها السلاح النووي، الا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأسا نووية.

وإذا قرر دونالد ترامب إشراك بلاده في الصراع، فإن القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات “جي بي يو-57″، الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة في عمق الأرض، قد تشكل سلاحا استراتيجيا أساسيا لذلك.

وتشنّ الدولة العبرية منذ فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران يشمل خصوصا مواقع عسكرية ونووية إيرانية. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية مئات المواقع وقتلت عددا من القادة العسكريين والعلماء النوويين.

والأربعاء، أعلنت إيران توقيف خمسة أشخاص قالت إنّهم عملاء لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد) بتهمة “تشويه” صورة البلاد عبر الإنترنت، حسبما أفادت وكالات أنباء محلية.

وكانت وسائل إعلام إيرانية أشارت إلى انقطاع واسع النطاق في خدمة الإنترنت، من دون تحديد الأسباب.

وفي إسرائيل، حطت في مطار بن غوريون القريب من تل أبيب أول طائرة تعيد إسرائيليين كانوا عالقين في الخارج بسبب إلغاء الحرلة الجوية.

إلى ذلك، أعلنت الصين إجلاء نحو 800 من رعاياها من إيران، منذ بدء المواجهة، بينما أفاد السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف، بأنّ عائلات دبلوماسيين روس غادرت إسرائيل.

ولم يستبعد نقل السفارة الروسية “إلى مكان أكثر أمنا من دون مغادرة إسرائيل”، مع دخول المواجهة يومها السادس الأربعاء.