انتبه.. علامات تدل على تعرض طفلك للتحرش وهذه سبل الوقاية

156

التحرش يهدد حياة أطفالنا، ففي كل يوم نسمع عن قصص صادمة، تروي العديد من التفاصيل التي
يقوم فيها المجرمون بالتعدي على الطفل جسدياً ولفظياً.

وحماية الطفل من التحرش والاعتداء الذي قد يتعرّض له، أصبح أمراً إلزامياً للأهل، عبر التوعية بالأضرار
الجسيمة التي قد تلحق الطفل نتيجة التحرش، وكيفية حماية الطفل لنفسه، ولهذا تحدثنا لاستشاري
الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، عن العلامات التي تدل على أن الطفل يتعرض للتحرش، وبعض
النصائح من أجل الوقاية أيضاً.

علامات التحرش

أوضح فرويز أن هناك الكثير من العلامات التي تخبرنا أن الطفل يتم التحرش به مثل، اضطرابات في
النوم والأكل، والخوف الشديد بمعنى أن الطفل يشعر بالفزع بمجرد لمسه أو سماع صوت ضجيج،
والخوف من شخص ما بعينه ومحاولة الهروب عند مقابلته، ورفض الذهاب إلى مكان معين،
فضلاً عن البكاء باستمرار أو الغضب الشديد دون وجود أسباب أو مبررات على ذلك.

التعامل مع الطفل المتحرش به

أشار فرويز إلى أن الأمر يتوقف حسب عُمر الطفل، فكلما كان عُمر الطفل كبيراً كلما كانت المشكلة
أكثر صعوبة، ففي سن أقل من 4 سنوات، من الممكن محاولة تهدئة الطفل واحتوائه، وإذا لم يكن
يرغب الطفل في محاولة الحديث عن الموضوع يفضل احترام رغبته، لأن الطفل بهذا العمر من
السهل أن يتعامل مع الأمر، بالإضافة إلى توعيته من أجل حمايته في المستقبل، ومحاولة البحث
عن الجاني وتحذيره وعقابه، وإخبار الطفل أن هذا الشخص لن يكون موجوداً بحياته بعد الآن.

أما بعد سن 4 سنوات، فالحديث مع الطفل سيكون ربما أكثر وضوحاً، وفي هذه الحالة يجب أن
يشعر الطفل بعدم الخجل أو الخوف، وستكون طمأنته أمراً أولياً، بالإضافة إلى محاولة استيعاب
مشاعره دون إلقاء اللوم عليه إطلاقاً لأي سبب كان.

ويضيف فرويز أن عقاب المتحرش سيكون بمثابة علاج نفسي للطفل، فعندما يعلم الطفل أن
الشخص الذي قام بالاعتداء عليه وتهديده تم الإمساك به، ومعاقبته، سيشعر بالارتياح والاطمئنان
، وسيساهم ذلك في علاجه نفسياً.

أما إذا دخل الطفل في حالة اكتئاب شديدة، وظهرت عليه أعراض مبالغ فيها كالبكاء المستمر،
والفزع الشديد، فيفضل الذهاب إلى الطبيب النفسي المختص.

سبل الوقاية

أكد فرويز أن التوعية الثقافية الجنسية واحدة من أهم الأمور التي ستساعد الطفل في فهم
«كيف يمكن أن تحمي نفسك من التحرش»، بمعنى أوضح أن نعرّف الطفل كيفية احترام جسده،
وأنه محظور على من حوله أن يقوموا بلمس بعض المناطق في جسمه، مع شرح ذلك بطريقة مبسطة.

ولفت فرويز إلى أن الأطفال أذكياء جداً وسيسهل عليهم فهم الأمر، ولكن عادة المشكلة ما تنبع
من الأهالي الذين يشعرون بالخجل بالحديث عن مثل تلك الأمور.

وشدد فرويز، على أنه يجب أيضاً أن يتم تحذير الطفل من الذهاب مع أي شخص ما، حتى لو كان من
الأقرباء، فالتحرش بالأطفال من قبل الأقارب وصل إلى نسب تشعرنا بالفزع، ولهذا يجب الحذر من
الكل الغرباء والأقرباء.

فضلاً عن ذلك، يجب أن ننبه الطفل أنه في حالة بدأ أحد ما يعتدي عليه، أو يتحرش به، علينا أن نقول
لأطفالنا بأن يبدؤوا بالصراخ أو التعبير بالرفض بصوت عالٍ، لأن المتحرش عادة ما يكون شخصاً جباناً جداً.