بعد اتهامات بخرق الهدنة.. هدوء حذر عند الحدود بين الهند وباكستان
لا يزال الهدوء الذي عاد إلى المناطق الحدودية بين الهند وباكستان بفضل وساطة أمريكية، صامدا الأحد، إذ عقب تبادل الطرفين اتهامات بخرق الهدنة، توقفت الأعمال القتالية بين الجارتين المسلحتين نوويا. وبحسب تقديرات جزئية صادرة عن البلدين لم يمكن التحقق من صحتها، أسفرت المعارك منذ الأربعاء عن مقتل 60 مدنيا من الجانبين. رغم ذلك، حذر عدد من الخبراء من أن مستوى التوتر بين البلدين ما زال مرتفعا فيما يعد الوضع الميداني هشا.
بعد ساعات على تبادل الطرفين الاتهامات بخرق هدنة توسطت فيها واشنطن، ساد الهدوء عند الحدود بين الهند وباكستان الأحد، سيما بلدة بونش الهندية بشمال غرب البلاد التي تضررت بشدة جراء القصف الباكستاني وأعيد فتح سوقها.
“دي إتش إل” تتوقع انتعاش أعمالها على وقع الحرب التجارية
وعلى مدى أربعة أيام، تبادلت الدولتان الجارتان قصفا مدفعيا وهجمات بمسيّرات وصواريخ، الأمر الذي أثار مخاوف من تطور الوضع إلى حرب شاملة بين القوتين النوويتين ودفع العديد من العواصم الأجنبية للدعوة إلى ضبط النفس.
بدأ التوتر في 22 نيسان/أبريل عندما شهد الشطر الهندي من كشمير هجوما نفذه مسلحون قتلوا خلاله 26 شخصا في موقع سياحي.
واتهمت الهند جماعة “عسكر طيبة”، المنظمة التي تتخذ من باكستان مقرا، بتنفيذ الهجوم. لكن إسلام آباد نفت أي علاقة لها به ودعت إلى تحقيق مستقل.
والأربعاء، نفذت الهند ضربات على العديد من المدن الباكستانية مؤكدة أنها دمرت فيها “معسكرات إرهابية”، الأمر الذي أثار دوامة من الهجمات والهجمات المضادة.
وبحسب تقديرات جزئية صادرة عن البلدين ولا يمكن التحقق من صحتها، أسفرت المعارك منذ الأربعاء عن مقتل 60 مدنيا من الجانبين.
ووسط غياب أي مؤشرات على تراجع الأعمال العدائية، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجأة بعد ظهر السبت بإعلانه التوصل إلى “وقف لإطلاق النار كامل وفوري” بين الهند وباكستان برعاية واشنطن.
وسرعان ما أكد البلدان موافقتهما.
“انتهاكات متكررة”
لكن بعد ساعات قليلة فقط على صدور الإعلان، تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وخلال الليل، هزت سلسلة انفجارات عنيفة مدينة سريناغار الرئيسية في الشطر الهندي لكشمير حيث أضاء وميض الدفاعات المضادة للطائرات سماءها.
وسارعت الهند لاتهام باكستان بارتكاب “انتهاكات متكررة” للاتفاق، مؤكدة بأن قواتها المسلحة ردت “بشكل مناسب”.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، أفاد مسؤولون باكستانيون عن “إطلاق نار متقطع” في ثلاث نقاط على طول “خط السيطرة” الذي يقوم عمليا مقام الحدود بين البلدين في كشمير.
وحملت إسلام آباد نيودلهي مسؤولية “انتهاك” الهدنة وشددت على التزامها “تنفيذها بأمانة”.
وبدت آثار القذائف التي أطلقتها باكستان بعد وقف إطلاق النار جلية في عدة قرى هندية، بحسب ساكنها.
ولم ترد بلاغات عن حوادث عسكرية جديدة من البلدين بحلول منتصف يوم الأحد.
مع ذلك، أفاد سلاح الجو الهندي عبر منصة “إكس” بأن “عملياته مستمرة” من دون تقديم تفاصيل إضافية.
“القوة التي لا يمكن زعزعتها”
فجر الأحد، أشاد ترامب بـ”القوة التي لا يمكن زعزعتها” لقادة الهند وباكستان وبـ”حكمتهم”، متعهدا زيادة التجارة مع البلدين “بشكل ملحوظ”.
وتحدث سيد البيت الأبيض السبت عن مباحثات تهدف “للتوصل إلى حل في كشمير” التي تتنازع الدولتان السيادة عليها منذ استقلالهما عام 1947.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الدولتين اتفقتا على “بدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في مكان محايد”.
إلا أن مصدرا حكوميا في نيودلهي أفاد السبت بأنه لم يتم اتخاذ أي قرار بالتفاوض بشأن “أي مسألة أخرى” غير إنهاء العمليات العسكرية.
وقوبل الإعلان عن وقف إطلاق النار بارتياح في مختلف عواصم العالم.
و”رحبت” لندن “بدرجة بالغة” بوقف إطلاق النار بينما أشادت باريس بخيار البلدين “المسؤول”. وأما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وإيران، فعبرا عن أملهما بـ”سلام دائم”.
لكن عددا من الخبراء رأوا بأن مستوى التوتر بين البلدين ما زال مرتفعا فيما يعد الوضع الميداني هشا.
وحذر المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية برافين دونتي من أن “أي تقدم إيجابي في العلاقات الثنائية لم يتحقق منذ العام 2019”. ولفت إلى أن الوضع سيبقى “متوترا وصعبا”.