ترتيلةٌ لصلاةِ الفراقِ : بقلم الشاعر زكريا حيدر

45

أحقًا رحلتِ؟
وأهملت خلفك طفلًا يتيمًا يخاف الفراق
يخاف المطرْ؟
ولملمتِ ضحكاتكِ المزهراتِ
وصوتك عن كلّ شبرٍ هنا
حفرنا عليه حكاية حبٍّ
كتمناه كي لا يشيع الخبرْ؟
لمن سوف تشرق شمس الصباح غدًا؟
كيف يطوي النهار الجديد الصورْ؟
وأنت عروس الروايات
ستّ الأغاني
جنون الحياة
وعطر الزهرْ؟
لمن سوف أجري كطفلٍ بريءٍ لأحكي حكايات يومي الضجِرْ؟
رحلتِ ولم تعرفي كم أحبّكِ
كم ألفٍ شعرٍ كتبتُ إليكِ
ولم يترك الشوق منها أثرْ
ولم تعرفي أنّ قلبي ملاكٌ
تعلق في كحل عينيكِ عشقًا ليحرس قلبكَ أنّا خطرْ
تمنَّيت لو تنسلين بجلدي
بعقلي
بقلبي
بفكري
بروحي
تمنَّيت لو تسكنين بجسمي ونصبح أسطورةً أو قدرْ
أحبّكِ
كيف مرّ الزمان علينا ثقيلًا .. سريعًا ولم ينتظرْ
أحبّكِ
مثل سماءٍ بليلٍ تخاف الظلام وتمسك طرف رداء القمرْ
أحبّكِ
لكنّني في البعيد البعيد أصلّي لعينيكِ كي أطمئنّ بأنّك قربي
وأنّ الفراق انتظار سفرْ
أحبّكِ
حتّى ألاقيك يومًا قصيدةَ حبٍّ على دفتري
أو على غيمةٍ تحملين المطرْ