د. خالد عمر يكتب: إيران وإسرائيل و فيلم عنتر ولبلب

17

كشف نتنياهو و قال في مؤتمر صحفي عقده في 30 أبريل/نيسان 2018 ( منذ مايزيد عن 6 سنوات ) بمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية إن عشرات آلاف الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل قبل بضعة أسابيع في “عملية مذهلة” للمخابرات تشكل “دليلا قاطعا على برنامج الأسلحة النووية الذي تخفيه إيران منذ سنوات”، مشيرا إلى أن تلك الوثائق تزن نصف طن .
و عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقتها ، ما أسماه “دليلا دامغا” على مواصلة طهران لتطوير برنامجها النووي، وشرح تسجيلات مصورة زعم أنها تظهر منشأة إيرانية.

واضاف نتنياهو خلال مؤتمره الصحفي، إن “إيران نقلت برنامج الأسلحة النووية إلى موقع سري”، مضيفا أن “إيران تمتلك 5 مواقع لاختبار الأسلحة الكيماوية، وحصلنا على مئات الوثائق الأصلية الإيرانية التي تكشف تصنيع السلاح النووي”.

وأفاد أننا “نمتلك وثائق طبق الأصل من الأرشيف النووي الإيراني”، مبينا أن “المستودع الذي يضم أرشيف إيران النووي في خزائن ضخمة”.

وأكد حينها نتنياهو أن “إيران تمتلك مشروعا سريا، لتصميم وإنتاج واختبار رؤوس حربية”، لافتا إلى أن “إسرائيل تبادلت معلومات مخابراتية مع أمريكا قد تبرهن على مصداقيتها”.

من ناحية أخرى تم اغتيال أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين -مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن- في طهران خلال عامين 2010-2012 وذلك باستخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال ثلاثة منهم، وأطلق الرصاص علي أحدهم أمام منزله ، حسبما أعلن عن ذلك في حينه.

اغتيال فخري زاده -الذي يوصف بأنه أبو البرنامج النووي الإيراني- يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما كان يقود سيارته مع زوجته متوجهيْن إلى منزليهما الريفي في مدينة أبسرد، التي تقع ضمن حدود محافظة طهران وتضم بيوتا فخمة لمسؤولين إيرانيين.

اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يسرائيل كاتس ، في أول اعتراف علني، إن إسرائيل كانت وراء مقتل هنية “سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تماماً كما فعلنا مع هنية، ويحيى السنوار، وحسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان، وسنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء”.

واليوم ، قام الجيش الإسرائيلي بضرب مواقع ومحطات نووية اي إيرانية ومقتل مابين 6- 9 من كبار علماء العاملين بالبرنامج النووي الإيراني ، بل ومقتل قادة عسكريين كبار منهم وزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد الحرس الثوري الإيراني ( سبق وأن اغتيل قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني في العراق وكان ذلك في شهر يناير من عام 2020).

وحتي كتابة هذا التحليل مازالت إسرائيل تشن غارات جوية على العاصمة طهران ومدن أخرى إيرانية.

والأدهى من ذلك ، أن الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأمس فقط من إصدار تعليمات بالعودة الطوعية الأمريكان العاملين في الشرق الأوسط.

هذا ومازالت إيران وكبار مسئوليها والدينين والعسكريين ، يصيحون ويعلنون بأنهم سوف يقومون بالرد !!!

هذا المشهد المحزن العبثي : يذكرني بفيلم الفنان الراحل شكوكو (لبلب )مع الراحل سراج منير ( عنتر ) والذي تراهن معه لبلب علي أنه سوف يضربه 7 مرات
وهو شرط للفوز والزواج ببطلة الفيلم …وعقب كل ضربة يتوعد عنتر لبلب أمام الجمهور ، ولكنه لا يفلح .. وأصبح أضحوكة أهل الحارة …

وهو نفس المشهد : إسرائيل تضرب إيران وأذرعتها في اليمن ولبنان ، والعراق ، بل وداخل إيران نفسها ، وكان سماء إيران واراضيها مستباعة .

التعليق:
١ـ إسرائيل ترسل رسائل بأن لها اليد الطولي في المنطقة ، بل والعالم .
٢- إسرائيل خرجت من عباءة أمريكا وأوروبا.
٣- إسرائيل تنفرد بقرارها ، وأمر واقع
وواضح للجميع.
٤ـ إسرائيل اليوم في معركة وجود ” أكون أو لا أكون”.
٥ـ إسرائيل ” نتنياهو” تفعل وتنفذ مايقول.

التاريخ الحربي والعسكري ، يقول إن صاحب الضربة الأولى غالباً بل في معظم الحروب هو المنتصر ، وخير دليل على ذلك ، عندما قامت مصر بضربتها الجوية الأولي في حرب أكتوبر عام 73 كان النصر حليفها .

وأخيرا: في خضم هذه المعركة الوجودية : إسرائيل تحاسب وتحاكم المسئولين عن مفاجأة حماس لها في يوم 7 أكتوبر 2023…. ليتنا نعي الدرس ونتعظ , فالعالم العربي والإسلامي يمر بمرحلة عصيبة من مراحل تاريخية المعاصر ، بل ربما أنها الأسوأ علي الاطلاق ، بعد غزو التتار وسقوط بغداد والدولة العباسية.
اللهم نسألك العفو واللطف فيما نحن فيه….مع خالص تحياتي