د. وفاء علي تكتب: سردية المواجهة بين الهند وباكستان

16

لاشك أنه لايوجد شىء يحدث صدفة خصوصاً فى علاقات الدول التى تبدأ معركتها بمناوشات صغيرة ثم تكبر فحروب الوكالة تبدأ هكذا والدول الكبرى تتغذى على الصراعات كما نعرف، وبالنظر إلى الصورة الرمزية والإجمالية للمشهد نجد أنه الصراع الأسوء منذ عشرون عاماً وكأنها معركة بين التسليح خصوصاً أن الصين حليف لباكستان ومنافس قوى للهند ،
والهند تعتمد على التسليح الغربى وبدأ الجميع فى عد الرؤوس النووية لدى البلدين ١٧٢ للهند و١٧٠ لباكستان ، وكأننا نستعد لشتاء نووى، وفى واقع الأمر هناك علاقة عضوية بين الصين وباكستان فهناك كشمير الباكستانية أو كشمير صينى ولاننسى الممر الصينى الباكستانى الذى يواجه تحديات كبيرة ،
وفجأة ظهرت حمامة السلام الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها ترامب ليعلن عن إتفاق فورى لوقف إطلاق النار وهنا يكمن السر من وجهة نظرى فالهند تمتلك سلاسل توريد كبيرة كما أن الهند إقتصاديا تنمو بحوالى ٦,٢% أما باكستان التى تحركها الصين لديها إحتياطى من الليثيوم يقدر ب٥,٩ مليون طن وهنا يكمن الشيطان فى التفاصيل فالأمر ليس الهند وباكستان ولكن أمريكا والصين ومعادن كشمير وسلاسل التوريد والنمو الاقتصادى وإتفاقيات المياه التى أصبحت قيد الإلغاء والخاصة بنهر السند ،
والسؤال العالق دوماً لماذا الآن هذا الصراع القديم الجديد لصالح من إشعال النار ثم أحضر لإطفائها لقد إختارت القوى مسرح جديد للعمليات وهو منطقة كشمير وإختبار قوة التسليح الصينى أم الغربى وكسر قواعد اللعبة بعدما بدأت الهند والصين فى التعامل بعملة غير الدولار الأمريكى ،
لذلك نقول أن كل شئ لايحدث صدفة خصوصاً أن أمريكا تعرف التكنولوجيا العسكرية الصينية التى تستخدم فى باكستان و التى أسقطت الرافال الهندية الآتية من فرنسا فالأمر ليس وليد اليوم وإنما ثمان عقود من النزاع فلماذا هذا التوقيت حتى يأتى ترامب رجل السلام ليقول إحكام العقل وضبط النفس قبل ذهابه إلى الرمال المتحركة ؟
وإلى حديث آخر

د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة