د. وفاء علي تكتب: شلالات نياجرا وفوز مارك كارنى

13

فى خضم الحرب التجارية إنتخبت كندا رئيس حكومتها وذهبت أصوات الناخبين لمارك كارنى صاحب الشخصية الصارمة الذى إنتقد قرارات ترامب الذى يسعى إلى جعل كندا الولاية ال٥١ وقال *إن أمريكا أصبحت مأساة الواقع الجديد* ،
ويقول كندا ليست أمريكا فترامب قد (مزق الإقتصاد العالمى) وقد خان كندا وأصبح هناك *مأساة إسمها قرارات ترامب*،
لقد كان الحزب الليبرالى قبل قدوم كارنى غير جيد فجاء كارنى ليضع رؤية جديدة وهو يعرف إقتصاد أمريكا جيداً لشخص شغل وخدم كمحافظ للبنك المركزى فى إنجلترا ويعرف بحكمة ماذا يفعل مع ترامب وموفقه فى كندا أقوى من موقف حزب المحافظين وكل تصريحات ترامب عن كندا جاءت فى صالح مارك كارنى الذى يعرف أن حجم إقتصاد وتجارة كندا تبلغ ٤٥٠ مليار دولار وله طرح جديد فى إيجاد شركاء جدد غير أمريكا فلا يجب الإعتماد على زبون واحد هو ترامب, خصوصاً بعد إغلاق مصانع السيارات,
وهنا ماذا تفعل كندا مع هذا الرئيس (المتنمر) بعدما إمتلك كارنى الورقة الرابحة وهى *تحويل دفة الإقتصاد عن أمريكا* ,
وضع مارك كارنى مايسمى فى علم الإقتصاد والسياسة (بالبدائل والإستجابة) ،
بل وضعت كندا إستثمارات دفاعية لنفسها تقدر ب١٨ مليار دولار لمدة أربع سنوات ،
والسؤال الهام هنا هل تقود كندا العالم الحر أم تلعب الجغرافيا الإقتصادية دورها ؟
فالجغرافيا تتحرك كما تتحرك الرمال مع الأخذ فى الإعتبار أن كندا عمق إستراتيجى لأمريكا بطول يبلغ ٩,٩٨مليون كم٢ بعدد سكان يبلغ ٣٣٠ مليون نسمة وهى ثالت إحتياطى نفطى فى العالم بحقل ألبرتا الشهير وتسيطر على القطب الشمالى والممرات الشمالية وإذا جمع الناتج المحلى لأمريكا مع كندا يساوى ٣٠ تريليون دولار أى كتلة عالمية منفردة ليظل مارك كارنى هو الخلاص الوحيد لكندا من هذا المتنمر وفرض الحالة الجديدة (نهاية الاستثنائية الأمريكية) التى تحتاج إلى حديث آخر

د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة