د. وفاء علي تكتب : كل الطرق تؤدى إلى روما
لاشك أن هذه العبارة تشكلت بها الظروف اليوم بل جعلت كل الظروف تعود إلى روما فى جنازة بابا الفاتيكان بلحظات شاهدها العالم وهى
صورة ترامب وهو يجلس أمام رئيس أوكرانيا اليوم وكأنه كرسى الإعتراف فى باحة الفاتيكان ليذكره بما قاله البابا فرانسيس من قبل لإنهاء الحرب وأن أوكرانيا عليها رفع الراية البيضاء ،
صورة جميلة حقيقية ليست بالذكاء الإصطناعى ولكن هذا المشهد ليس تلقائياً وإنما لقاءٱ مدبرٱ خصوصاً أن هناك صورة تجمع ترامب وزيلنسكى وماكرون وستارمر فى ساحة الفاتيكان ولكنها ليست الصورة الرمزية التى نتحدث عنها,
وإنما لو نظرنا إلى لغة الجسد فى الصورة الرمزية الأولى نرى أنهم يجلسون على حافة الكرسى وهنا نقول أن ترامب رجل براجماتى نسى ماحدث بينه وبين زيلنسكى فى المكتب البيضاوى أما الرئيس الأوكرانى مغلوب على أمره يلعب على هجوم روسيا الأخير ولكنه يقول السلام قريب ويبدو أنه سيتقبل خسارة القرم ولكن الأهم هل يدخل حلف الناتو ؟؟ للأسف لن يحدث,
هذه لحظة فارقة لأوروبا وقد يعدم زيلنسكى سياسياً فى أوكرانيا ولكن فى الوقت الحالى الورقة الأوربية هى ورقة أكثر حرجٱ فالشريك الأمريكى لايمكن التعرف عليه وترامب يقول هى ليست حربى بل حرب بايدن وقريباً ستتحول أوكرانيا إلى مصلحة لأمريكا بعد صفقة المعادن وترامب يريد إسترجاع أموال أمريكا التى مولت بها أوكرانيا عسكرياً فهل صورة اليوم بين الرئيس الأمريكى والأوكرانى تقول أن أمريكا إنتقلت من مرحلة ابدٱ إلى ربما إلى طبعاً وهناك فرق كبير بين ابدٱ وطبعاً بعد إستماتة روسيا فى الدفاع عن كل بلد تحصل عليه،
وأوكرانيا التى لم تحصل على شئ ونصف الإنتصار يعنى الهزيمة،
وكأن ترامب يقول لزيلنسكى كل الطرق تؤدى إلى روما أو السلام مع بوتين والتنازل عن القرم وغيرها ومع ذلك يقول زيلنسكى فعلت كل ما يريده الحلفاء إلا الإعتراف بملكية روسيا للقرم فهل روما هى الخط الأخير لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية الهجينة سنرى، فبوتين لايحارب أوكرانيا وحدها وإنما حلف الناتو وعلى رأسهم أمريكا العظمى والصورة اليوم خير من ألف كلمة
وكل الطرق تؤدى إلى روما،
وإلى حديث آخر
د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة