كعكة بقلم:الروائي الشيف رشاد التلاوي

42

وهكذا يمر العمر بين وعد وبنج، إنها الكلمة الوحيدة التي سرقتها مذ كنت طفلا من فم جدي رحمه الله تعالى
لقد سولت لي نفسي يومها أن أسرق مرة فرددت الكرة مرات ومرات باسم الوطنية
وأي وطنية هذه أيها السادة !؟
فإن كان الهرم بكله سارق لأحلامنا
كيف ليوسف العصر أن يغير شعبا بأكمله
فكيف لكعكة فاسدة أن نصلحها
وكيف لوطن فاسد بكل مكوناته أن نصلحه !؟
وكيف لمن أكل الكعكة أن يتقيئها بعد هذا العمر المتآكل
كيف له أن يتقيأ ما استلذ به فيه فيه !
وماذا نحن مستفيدون من قيئه بعدما أكل واستلذ بتلك الكعكة اللذيذة
وكيف لمن استطعم نكهة الفساد أن نقنعه بأن يغير إلى مذاق آخر
هي كعكة عائلتي وأحبابي من هنا من الغربة ، تلك اللعنة التي جعلتني أفكر بها ليس حبا بمذاقها , بل بالحرقة في قلبي مما نراه من فساد مستشري فالوطنيين أمثالنا لم يتركوا لهم حتى الفتات من تلك الكعكة فاليعتبروننا حشرة من الحشرات أو نملة من نملات لبنان فاليعتبروننا كهذه الحيوانات الأليفة وأن نتذوق فتاتها،
وإن تركونا فلن نتذوقها لأننا ببساطة أصحاب حس وطني عالي
نحن بكل فخر الفئة المهدور حقها …
فلا تفرحوا كثيرا أيها المثقفون والمبدعون اللبنانيون فكيف لعقيم أن ينجب في وطن فاشل إداريا وأمنيا وعسكريا ودينيا
أرض لن تنبت لنا كلأ ولا عشبا أخضرا إنما أنبتت لنا مخدرا يخدروننا بزيف كلماتهم عن الوطنية
فكيف لوطني أن يتجرع حبة كبتاغون
فعن أي وطنية تتكلمون ، فلقد وجد الوطن للزعران لا أكثر
فلم يعد للحب ولا الإنسانية ولا السلام من معنى سيدتي لأمثالنا
فالوطنيون لا محل لهم من الإعراب في وطني لبنان