لمياء ابن احساين تكتب : التبوريدة المغربية

28

تقام هذه السنة الدورة الرابعة والعشرون لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” التي تعتبر جزء هاما من جذور التراث المغربي منذ القدم حيث لا توجد مناسبة عائلية أو وطنية إلا والتبوريدة حاضرة فيها، فهي نوع من الفنون المرتبطة بالشعب المغربي وبالعادات والتقاليد يكون فيها أجود أنواع الخيول وأمهر الفرسان.
يعود أصل التبوريدة إلي القرن الخامس عشر الميلادي وكان هذا الفن من التراث الشعبي الذي كان يستخدم قديما من قبل المجاهدين ضد الغزاة وكانت المراسيم تقام عندما يركب المجاهدون الخيول ويمسكون بالبنادق في صفوف ضد الأعداء والغزاة.


لحد الآن تقام مهرجانات ومواسم للتبوريدة ومسابقات سواءفي دارالسلام بالرباط أو موسم عبد الله أمغار بمدينة الجديدة ،وهي ليست مجرد منافسة رياضية بل عرض فني يحتفي بتراث مغربي عريق حيث تصطف السربات بقيادة المقدم لتحية الجمهور في لوحة فنية مصحوبة بمواويل تتغنى بالبندقية والبارود .


من المعروف أن زي التبوريدة زي خاص بالفارس الذي يرتدي زيا تقليديا يكون موحدا بين جميع أفراد السربة التي تتكون بين 11 و15 فرد يترأسها فارس يسمى ” المقدم” يكون اللباس عبارة عن جلباب مغربي أبيض تحته ما يعرف بالفرجية أو التشامير وهو مصطلح مغربي يطلق على القميص الذي يلبس تحت الجلباب وتحته سروال عربي يكون لونه أبيض أيضا وفوق الجلباب السلهام وحذاء مصنوع من الجلد الخفيف ومطرز بنقوش لا يبرع فيها إلا الصانع المغربي يصل إلى تحت الركبة ومهاميز كي يضرب بها الحصان الذي يكون مزينا بسرج مزركش ونقوش تدل على مهارة الصانع الحرفي المغربي ، كما لا يكتمل لباس الفارس دون عمامة بيضاء تكون مقدمتها مرصعة بالحراف وهي عبارة عن حبال حمراء كما يضع الفارس ” الكٌمية ” أو الخنجر والشكارة وهي حقيبة من الجلد يعلقها الفارس على جنبه .


تكون السربات التي تتنافس تمثل مجموعة من القبائل والمناطق المغربية ويحضى الخيل فيها بمكانة كبيرة وتقدم جوائز مالية كبرى للفائزين وتعد جائزة الحسن الثاني ومحمد السادس من أكبر الجوائز التي تحتفي بهذا الفن الذي لم يعد مقتصرا على الرجال بل أصبحت التبوريدة خاصة بالنساء أيضا يشاركن في عدة تظاهرات وطنية وخارج المغرب ونظرا لمكانة التبوريدة لعروض الفروسية الفانتازيا ضمن التراث المغربي المتنوع فقد تم تسجيلها في اليونسيكو في العام 2019 ضمن التراث اللامادي العالمي .