وتَسألُني ، ألا تخشى الطَّريقا ؟؟؟
ولــم تـأنـسْ خـلـيلًا أو رفـيـقا !!!
إذا مـا سِـرتَ وحـدَك فـي الليالي
وتـاهَ الـفجرُ عـنكَ مَـدىً سـحيقا
إذا الـتَهَمَ الـظَّلامُ الـضَّوءَ , حـتَّى
خبا في الصُّبح, وافترس الشُّروقا
إذا انـفـتـق الــدُّخـان كــأيِّ وهــمٍ
وأطـفـأَ فــي الـخـيالاتِ الـحـريقا
إذا هــجـم الـزمـان وكـنـتَ فــردا
وأغــلـق دونــَـك الأفــقَ الـطَّـليقا
إذا ضـــاقَ الـمـساءُ عـلـيكَ يـومًـا
وشَـدَّ عـلى الـرُّؤى واشـتَدَّ ضِـيْقا
وتــسـألـنـي وتــسـألـنـي مِـــــرارًا
ويــهـدرُ خـافـقـي نـفـسًـا عـمـيقا
………..
أنــا يــا بـنتُ، لا أخـشى انـفرادي
وقـد آنـستُ فـي الـحبِّ الصديقا
تـسرَّبَ مـن مـسام الـضَّوء وجـهًا
قـديـمَ الـوحـي، مـصـباحًا عـتيقا
يـهـدهـدني يـؤرجـح لــي سرير..
..الأماني ، كـيـف لـي أن أسـتفيقا؟!
ويـزرع فـي دمـي وهـجًا خـصيبًا
فـتـنـبـتُ أمنيــاتـي بــي عُـروقـا
ويـفـتحُ عــروةً فــي بـال روحـي
فـيـخـتضرُّ الـلَّـظـى حـلـمًا بـريـقا
حـدائـق خـاطـري تـخـتال عِـطرا
وأورادًا ، نــــدىً، غُـصـنًـا وريــقـا
إذا جــفَّـت كـــروم الأرض يـومًـا
فـــإنَّ الــحـبَّ يـمـنـحها الـشـهيقا
يــبــلِّــلُ ثــغــرَهـا قُـــبــلاتِ روحٍ
ويـسكـبُ فـوقَـها الـنَفَسَ الأنـيـقا
فـلـولا الـحـبُّ مــا نـضجتْ ورودٌ
ولا عــبــقـت بــراعـمـهـا رحــيـقـا
أنــا يــا بـنـتُ لــولا الـحـبُّ أفـنى
وتـخـتـنق الــدُنـا وتــجـفُّ ريــقـا
فــــلا تـسـتـغـربي أنَّــــي وحــيـدٌ
مـعـي قـلـبي، كـفـى قـلبي وثـيقا
