منال خليل تكتب .. نمو المحبة في القلوب

239

– حينما يغيب العتاب ، الاهتمام و الاحتواء ،و الشعور بالمسؤولية تجاه الآخر ..
العلاقـات تبرد و يصيبها الجمود لأنها لن تحيا على المسكنات في شكل كلمات متناثرة بلا مواقف جادة ..
مع الوقت الحب يختفى ، و يحل محله نوع من المشاعر الحيادية ..لن تستطيع بعدها العودة لنقطه البداية ولا التحرر مره أخري من حاله الحيادية لأنه يصاحبها دائماً غصة وجع و خيبة غير مقبولة ( العلاقات بالعموم ) في الزواج يحدث ما يسمى بالطلاق الصامت .
– بالنسبة للصداقة من الممكن جدا أن تتطور لحب… ولكن الحب لا يتراجع أطلاقاً لمرحلة الصداقة أو محاولة الحياد العاطفي كستار للإفلات من الشعور بالذنب ..
فدائماً ما ستعلق غصة بالحلق و القلب ..- الأنا العليا و حب الذات مدمرين للعلاقات ذات الطابع الغامض و الغير واضح و يكون التجاهل فيها سيد الأخلاق ،و النرجسية صوتها عالي .. – العلاقات اللي فيها طرف يعطي كل ما عنده مُسبقاً بانتظار أن الطرف الآخر يستجيب و تغافل عن مفهوم وضع الضمانات و الحدود داخل العلاقة ، أو مارس حماقة الانتماء الشديد والذوبان فيها و نسى في الحب أين تنتهي ذاته و أين يبدأ الآخر .. علاقات معيبة.
ـ أصبحنا الآن نتقبل السيء و نعفو عنه .. عندما نقابل الأسوأ و نجده أقبح كثيراً ..
* لا تقبلوا أن يَحاصُركم الطرف الآخر على الحافة، ثم يتخطاكم عابراً بسلام من أعلى نقطة بروحكم ، على أن تظلوا رهيني الحب بالقلوب
ومستكينين لجلد الذات و حبيسي الذكريات..

يحضرني جزء من مقال وماذا بعد التطور للدكتور مصطفى محمود رحمه الله كتب فيه :
ـ إن إنسان القرن العشرين شمشون الجسد قدم على الأرض وقدم ع القمر .. ولكنه قزم الروح ” مراهق العقل ” يمكن أن يدمر نفسه في غرور وحمق دون أن يدرى.

إن الخروج إلى الفضاء الذى يبدو في الظاهر معجزة علمية هو في الحقيقة ، عملية هروب نفسية من عجز الإنسان الروحي ومشكلاته المتفاقمة على الأرض .. وهى عملية هروب أنيقة ولا شك … وهى تثبت أن الإنسان مخادع ومراوغ عبقري يعرف كيف يغطى عجزه بأثواب مادية ساطعة البريق.
ـ وما نراه الآن حولنا يدل على أن نمو القوى المادية أسهل بكثير من “نمو المحبة في القلوب”
والارتفاع إلى القمر أسهل بكثير من ارتفاع الإنسان بأخلاقه ولو درجة واحدة .
– رأيي الشخصي أن كلمة تطور ليست بالضرورة انها تعني الازدهار والسمو بالإنسان كما نظن، بل ممكن أن تعني وتعبر عن مستوى الانحطاط والوضاعة …. وما يجعلنا نظن انها فعلا تعني التطور هو ما اختاره الانسان الغير سوي من ألاعيب خبيثة وشاذه لمداعبة حواس بعض الناس… حتى يستمتعوا بهذا الانحطاط على انه تطور و حريات شخصية حتى لو مخالفة للمشروع و الطبيعي و المألوف.
الحب جمال وأخلاق وروحانيات تدفع المحب والمحبوب للخير والقرب من الكمال العاطفي والنفسي … وقد فاز من حظى به وأختبره،
وقد وصفه ابن عربي بقوله :

الحُب سِر إِلهي يُعطَى في كُل ذَات علَى حَسَبْ ما يَليِقُ بِها .