يورو 2020.. إنجلترا تكشف عن وجهها العنصري القبيح بعد خسارة الكأس

135

لم تكن خسارة إنجلترا أمام إيطاليا، في المباراة النهائية لكأس أوروبا لكرة القدم “يورو 2020″، أمس الأحد، هي وحدها التي لها مذاق مرير وغصة على بريطانيا ولاعبي المنتخب، بل كانت الإساءات العنصرية التي طالت اللاعبين ذوي البشرة السمراء، عقب فشلهم في تسجيل الركلات الترجيحية، لها وقع صادم.

فبالإضافة إلى حقيقة فشل ماركوس راشفورد وجادون سانشو وبوكايو ساكا، في تسجيل ركلات الترجيح أمام إيطاليا، إلا أن القاسم المشترك بينهم أيضًا هو لون بشرتهم، الذي كان الدافع لانتهاز بعض المشجعين الإنجليز الفرصة لنشر الإساءات العرقية على وسائل التواصل الاجتماعي، لتبدأ حرب العنصرية والتمييز بعد خسارة إنجلترا نهائي يورو 2020، بعد أن حسمت إيطاليا اللقب بركلات الترجيح 3-2.

وتعرضت جدارية تكريمية لماركوس راشفورد في مدينة مانشستر، للتخريب والتشويه، بعد ساعات فقط من نهائي يورو 2020، إذ ظهر عليها كلمات مسيئة للاعب وزملائه الذين أهدروا ركلات الترجيح.

وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة الجدارية المشوهة، مستنكرين هذا الفعل الذي ليس له صلة بكرة القدم.

وفور ذلك، أصدر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بيانًا، يستنكر فيه الإساءات العنصرية التي تعرض لها راشفورد وسانشو وساكا، من قبل بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبًا الشرطة بملاحقة المسئولين عن هذه الإساءات وفرض أشد العقوبات الممكنة على أي شخص يثبت تورطه.

وقال الاتحاد على موقع “تويتر”: “نشعر بالاشمئزاز لأن بعض أعضاء فريقنا الذين قدموا كل شيء للقميص هذا الصيف، تعرضوا لإساءات تمييزية عبر الإنترنت بعد مباراة الليلة”، مؤكدا الوقوف بجانبهم.

تحقيق أمني

من جانبها، قالت شرطة العاصمة في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر”: “نحن على علم بعدد من التعليقات المسيئة والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي الموجهة للاعبي كرة القدم بعد نهائي يورو 2020”.

وأكدت “هذا الانتهاك غير مقبول على الإطلاق، ولن يتم التسامح معه وسيتم التحقيق فيه”.

وعقب ذلك، أدان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، صباح اليوم الاثنين، هذه الإساءات، قائلًا في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: “فريق إنجلترا يستحق الإشادة به كأبطال، وليس للإساءة العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأضاف جونسون: “يجب على المسؤولين عن هذا الانتهاك المروع أن يخجلوا من أنفسهم”

كما انتقد النائب العمالي ديفيد لامي الإساءات العنصرية التي استهدفت اللاعبين الذين فشلوا في تسجيل ركلات الترجيح مما أدى إلى خسارة فريق إنجلترا أمام إيطاليا في المبارة التي شهدها ملعب ويمبلي.

فيما طالب عمدة لندن صادق خان، من وسائل التواصل الاجتماعي، ببذل المزيد من الجهد لحجب هذه التغريدات، مؤكدا أنه لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو أي شيئ.

إساءة لا تغتفر

ووصف المدير الفني لإنجلترا، جاريث ساوثجيت، الإساءة الموجهة للاعبين بأنها “لا تغتفر”، قائلا: “نحن منارة الضوء التي تسمح لنا بربط الناس وبناء علاقات مع المنتخب الوطني، والفريق يمثل الجميع، لذلك نحن بحاجة لمواصلة الوحدة”.

وانضم دوق كامبريدج الأمير ويليام، إلى منتقدي الإساءة العنصرية، قائلا: “لقد شعرت بالاشمئزاز من الإساءة العنصرية التي استهدفت لاعبي إنجلترا بعد مباراة الليلة الماضية”.

وأضاف: “من غير المقبول تمامًا أن يتحمل اللاعبون هذا السلوك البغيض.. يجب أن يتوقف الآن ويجب محاسبة جميع المتورطين”.

وبعد استنكار شديد لهذه التغريدات العنصرية، أعلن موقع “تويتر”، اليوم الاثنين، إزالة أكثر من 1000 تغريدة، استهدفت لاعبي منتخب إنجلترا، عقب خسارة الفريق.

وقال متحدث باسم “تويتر”، إن الشركة أزالت أكثر من 1000 تغريدة وعلقت عددًا من الحسابات بشكل دائم، حسبما نقلت شبكة “سكاي نيوز”.

كما أصدرت شركة “فيسبوك” بيانًا تعلن فيه إدانتها لهذه الإساءات العنصرية، مؤكدة أنها اتخذت إجراءات أكثر صرامة على “انستجرام”، بما في ذلك الحذف الدائم للحسابات التي توجه رسائل عنصرية مسيئة.

وكان لاعبو إنجلترا اتخذوا موقفًا قويًا ضد العنصرية في بطولة يورو 2020، وركعوا قبل مبارياتهم مسلطين الضوء على ضرورة الكفاح ضد التمييز.

وقال جاريث ساوثجيت عن هذه المبادرة “نحن في حاجة لهذا الدعم، قررنا القيام بها بصرف النظر عما سيحدث”.

فيما نقلت صحيفة “صن” البريطانية، عن الدكتور هيلاري جونز، بجامعة كينجز كولديج فى لندن، تحذيره بشأن تأثير هذه الإساءات العنصرية على الصحة النفسية لهؤلاء اللاعبين.

وأكد جونز، أن الإساءات التي تعرض لها لاعبي منتخب إنجلترا قد تضر بالصحة النفسية ويمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب والقلق وتدفع البعض إلى الانتحار.

يذكر أن إيطاليا وإنجلترا تعادلا بنتيجة 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، ليحسم المنتخب الآزوري اللقب بركلات الترجيح 3-2، للمرة الثانية في تاريخ البلاد.