الولايات المتحدة.. إبقاء المعبر الحدودي مع سوريا مفتوحاً سينقذ الأرواح

82

عقد نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جيفري بريسكوت اجتماعاً عبر اتصال هاتفي مع صحفيين من الشرق الأوسط ومختلف دول العالم حول قرار تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وقال إن إبقاء معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا مفتوحاً “سينقذ الأرواح” ويوفر الغذاء والدواء وخاصة اللقاحات للسوريين.

وأضاف أنه بعد تمديد قرار إدخال المساعدات إلى سوريا لم يعد الأهالي يتخوفون من موت أطفالهم جوعاً خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن المجاعة كانت من المتوقع أن تصيب أهالي شمال غربي سوريا في حال إغلاق المعبر.

ولفت إلى أن وصول المساعدات من الغذاء والمياه سيستمر إلى النازحين السوريين بالإضافة إلى اللقاحات التي ستساعد المنطقة على التعافي من فيروس كورونا.

ودعا “بريسكوت” موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى وضع خطط لتأمين مشترياتهم وتقديم المساعدة اللازمة للسوريين من خلال “شريان الحياة”.

وأشاد بدور النروج وأيرلندا في هذا الاتفاق وأيضاً جميع الأعضاء في “مجلس الأمن الدولي” الذين صوتوا لصالح القرار بالإجماع، وبدور الولايات المتحدة وروسيا في التنسيق دبلوماسياً للتوصل إلى اتفاق يلبي الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري، واصفاً تمرير القرار بأنه “نقطة انطلاق حاسمة”، مشيراً إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة وغيرها خلال الأشهر المقبلة توسيع المساعدات الإنسانية للشعب السوري.

وأكد أن “مجلس الأمن الدولي من خلال تمرير هذا الاتفاق الإنساني قادر على إيصال المساعدات إلى المحتاجين، آملاً من جميع الأعضاء أن يتحلوا بهذه الروح في العمل الدبلوماسي بالمستقبل لتحقيق أهداف مشتركة إضافية وتعزيز السلام والأمن والازدهار للجميع.

وفي إجابته عن عدم إصرار المجلس على استئناف فتح معبر “اليعربية” لإدخال المساعدات إلى سوريا لفت إلى أن المعبر الوحيد المتبقي لإيصال المساعدات إلى الداخل السوري هو باب الهوى وكانت روسيا منذ أشهر تلوح باستخدامها حق (الفيتو) لإغلاق المعبر “فكان علينا تكثيف الجهود لاستمرار وصول المساعدات عبره لأن الحاجات تتزايد والمعابر يقل عددها”.

وبيّن أن الولايات المتحدة تدعم زيادة عدد المعابر إلى سوريا خاصة أنها كانت 4 ولم يبق منها سوى معبر واحد، معتقداً أن هناك فرصة لزيادة عدد المعابر إلى سوريا في المستقبل لوصول المساعدات الإنسانية، مطالباً أن تكون هناك جهود دبلوماسية لتوسيع الوصول إلى معابر إضافية لإدخال المساعدات.

وأضاف أن إعداد “تقرير دوري كل شهرين عن آلية إدخال المساعدات إلى سوريا عبر معبر باب الهوى سيساهم في استمرار دخول المساعدات وهو يتعلق بكيفية وصولها إلى أجزاء أخرى من سوريا”.

وعن وجود ثمن حصلت عليه روسيا لعدم استخدامها حق النقض قال “بريسكوت” إن هذا القرار كان نتيجة “عمل دبلوماسي عملت عليه السفيرة توماس غرينفيلد وطرحه أعضاء آخرون من قبلنا ومحادثات جرت بين بايدن وبوتين في جنيف وأن محور المحادثات كانت تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة للشعب السوري”.

وعن الآلية التي قد تقبل بها الولايات المتحدة بعد انتهاء مدة إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر باب الهوى بعد 6 أشهر في حال عدم نية روسيا استمرارها لعام كامل واستبدالها بأخرى عبر نظام الأسد أجاب أن “أميركا تعتقد أن هناك حاجة كبيرة إلى تقديم المساعدات للسوريين في مختلف أرجاء سوريا عبر كل الوسائل وهذا ما تركز عليه، لذلك توسيع نطاق المساعدات عبر هذا المعبر الحدودي ضروري جداً”.

وأشار إلى أن الاحتياجات تزداد بسبب الأزمة الاقتصادية في سوريا وفيروس كورونا بالإضافة إلى الجفاف والتغيرات الأخرى التي شهدها العام الفائت والتي جعلت الوضع الإنساني أكثر صعوبة.

ويمدد القرار آلية إيصال المساعدات الإنسانية لمدة 6 أشهر، ثم يتم تمديدها لـ 6 أشهر أخرى، بعد أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً لأعضاء المجلس بشأن تنفيذ القرار في الفترة الأولى.

ورفض نظام الأسد أمس السبت قرار “مجلس الأمن الدولي” القاضي بتمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود بين تركيا وسوريا إلى مناطق شمال غربي سوريا.

وقال مندوب النظام الدائم في الأمم المتحدة بسام صباغ إن هذه الخطوة “مسيّسة وتهدف إلى تقويض سيادة البلاد”، متهماً أعضاء المجلس بعدم “اكتراثهم التام بمعاناة الشعب السوري”.

وحذر مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز ليناركيتش الخميس الماضي من إغلاق معبر باب الهوى الذي تدخل عبره المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غربي سوريا، مؤكداً أنه في حال عدم اتخاذ هذا القرار فسوف تكون له عواقب “وخيمة” على 3.5 ملايين سوري شمالي سوريا والذين يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الإنسانية.