تقارير: أمريكا اقتنصت منظومات “بانتسير” الروسية من أرض المعارك في ليبيا

جزء من "عملية خاصة" جرت بدعم جزئي من تركيا

68

كشفت مجلة أمريكية متخصصة في الشؤون الدفاعية و التسلحية أن أمريكا قد تمكنت من اقتناص
منظومة دفاع جوي روسية متطورة من أرض المعارك في ليبيا، كجزء من “عملية خاصة” جرت بدعم
جزئي من تركيا، ونُقلت على أثرها إلى إحدى القواعد الأمريكية تمهيداً لفحصها ودراستها، وهو ما
وصفته المجلة بأنها المرة الأولى التي تحصل فيها أميركا من أراض عربية على سلاح روسي متطور
تستخدمه ترسانة السلاح الروسي وينتشر على نطاق واسع في العديد من جيوش العالم.

وقالت مجلة “ميليتري ووتش”-في تقرير لها- إن الولايات المتحدة تمكنت من الحصول على مركبة
قتالية محملة بمنظومة صواريخ دفاع جوي روسية الصنع من طراز “بانتسير إس 1” Pantsir S1، كانت
ضمن العتاد العسكري الذي زُودت قوات الجيش الوطني الليبي لاستخدامه في الحرب الأهلية التى
كانت دائرة على الأراضي الليبية.

وأضافت المجلة أن منظومة صواريخ “بانتسير إس 1” شوهدت في إطار “عملية سرية” أثناء نقلها
إلى قاعدة عسكرية أميركية في ألمانيا، مشيرة إلى أن العملية جرت بدعم جزئي من تركيا، حليف
الولايات المتحدة في حلف الناتو، والتي كانت تحتفظ بحضور مشهود في ليبيا بموجب اتفاقاتها
مع حكومة الوفاق التى تسيطر على طرابلس و غرب ليبيا .

سلاح قيم يتمتع بقدرات حركة كبيرة ومتعددة

وتعد منظومة صواريخ “بانتسير” من الأسلحة المتطورة والحديثة التي دخلت الخدمة بالجيش الروسي
فقط منذ عام 2012، أي قبل ما يزيد على ثمانية أعوام فقط، وينظر إليها من جانب الخبراء العسكريين
بأنها سلاح قيم يتمتع بقدرات حركة كبيرة ومتعددة، وتمكن من إسقاط ما يزيد على 100 طائرة مسيرة
، علاوة على اسقاطه مقاتلة واحدة على الأقل أثناء خدمته في العديد من البلدان.

ولأن منظومة بانتسير واسعة الاستخدام ضمن ترسانات عشرات الدول، فإن نجاح أميركا في الوصول
إلى مثل هذا السلاح المتطور وخضوعه للكشف والفحص من جانبها يعد بمنزلة جائزة قيمة للجيش
الأميركي ولحلفائه الغربيين.

وتعد عملية الحصول على بانتسير والسعي لفحص تصميماتها والتكنولوجيات المستخدمة فيها،
هي الأولى من نوعها تقريبا التي سعت فيها الولايات المتحدة لاقتناص منظومة أسلحة روسية
متطورة من العالم العربي أو أوروبا الشرقية.

كانت الولايات المتحدة نجحت من قبل في الحصول على منظومة أكثر تطوراً وأبعد مدى من
طراز “إس- 300 بي تي”، والتي يعتقد أنه تم الاستحواذ عليها وشحنها إلى الأراضي الأميركية
لتخضع للفحص والتجريب ما بين عامي 2018 و2019، وكانت أوكرانيا مصدر تلك المنظومة
التي ورثتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.

ليست المرة الأولى

ولم تكن تلك هي المرات الوحيدة، بل تمكنت الولايات المتحدة من الوصول إلى طرازات حديثة
من المقاتلات الروسية مثل “سوخوي -27″، و”ميج-29” التي تنتمي للجيل الرابع من المقاتلات
الحربية المتطورة من كل من بيلارسيا ومولدوفا على التوالي في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي.

(وقبيل ذلك بفترة حصلت أميركا على مقاتلات من طراز ميج- 23 ومنظومات الدفاع الجوي من
طرازات “تو كيه 12″ 2K12، و”كيه يو بي” KuB، من مصر التي كانت قد تلقتها من الاتحاد السوفييتي السابق.)

بدورها، تقول مجلة “ميليتري ووتش” إن فحص تصميمات الأسلحة التي يستخدمها الأعداء المحتملون
يوفر للولايات المتحدة وسائل جوهرية لتطوير معايير مضادة وفعالة لمواجهة التسليح الروسي
والسوفيييتي، وتعيد تشكيل سبل تطوير برامج التسليح الأميركي المستقبلية.

وأشارت المجلة إلى أن “العمليات الخاصة” للحصول على تلك الأسلحة لم تكن الوحيدة منها ما جرى
في ليبيا، فهناك “عملية جبل الأمل 3” التي تمكن فيها الجيش الأميركي في عام 1988 من استخدام
طائرتين مروحيتين عملاقتين من “طراز شينوك”، المتخصص في رفع الأحمال الثقيلة، لرفع طائرة
ليبية مروحية هجومية من طراز “مي- 25″Mi-25 ، تعرضت للتدمير في ساحات القتال داخل تشاد
أثناء الحرب الليبية التشادية.

في ذات السياق، اعتُبرت الطائرة “مي- 25” من أوائل الطائرات المروحية الهجومية في العالم
آنذاك، وكان حضورها الواسع النطاق في أوروبا الشرقية سبباً لإزعاج حلف شمال الأطلنطي (الناتو).

على الجانب الآخر، وفي ليبيا التي شهدت أحدث الصراعات المسلحة، نشر “الجيش الوطني الليبي”
تشكيلات من الأسلحة والذخائر والصواريخ الروسية التي تضمنت طرازات استلمتها القوات الليبية
حديثاً مثل مقاتلات “ميج-23 إم إل دي” MiG-23 MLD، إضافة إلى مقاتلات “ميح- 29″ MiG-29،
و”سوخوي- 24 إم” Su-24M، التي يشغلها متعهدون تابعون لروسيا.