زعيم الجمهوريين يعلن رفض الحزب لخطة الرئيس الأمريكي للبنية التحتية والوظائف

38

قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور ميتش ماكونيل، إنه لا يعتقد أن حزبه
سيؤيد خطة الرئيس جو بايدن للبنية التحتية والوظائف، والتي تصل تكلفتها إلى 25ر2 تريليون دولار.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن ماكونيل القول في مؤتمر صحفي بولاية كنتاكي، إنه يتعين على
الولايات المتحدة بناء ما تقدر عليه، وليس “ضرب الاقتصاد” بزيادات ضريبية، وديون.

تفاصيل خطة بايدن

وكان الرئيس الأمريكى قد كشف النقاب عن حزمة بأكثر من 2 تريليون دولار لتحديث البنية التحتية
الأمريكية وقطاع النقل، خلال السنوات الـ8 المقبلة، حيث حوَّلت إدارته تركيزها إلى تعزيز اقتصاد ما
بعد وباء فيروس كورونا، وتتضمن الخطة التى حددها بايدن، أمس الأول، رفع معدل ضريبة الشركات
إلى 28% لتمويل الخطة، وتنص على زيادة إيرادات هيئة الضرائب من خلال مكافحة الاحتيال والتهرب
الضريبى بفاعلية أكبر، وإلغاء الدعم لصناعات النفط والغاز، فضلًا عن الاستثناءات الضريبية الكثيرة،
ويرى البيت الأبيض أن مجمل الإجراءات الضريبية ستسمح بتغطية قيمة خطة البنى التحتية فى
غضون 15 سنة.

وقال بايدن، فى قاعة نقابية فى بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، إن الخطة رؤية لخلق «أقوى اقتصاد وأكثره
مرونة وابتكارًا فى العالم بالتزامن مع توفير ملايين الوظائف ذات الأجور الجيدة على المدى الطويل».
ويعول بايدن على زيادة الضرائب على الشركات التى تستفيد من نسب متدنية جدًا وتتمكن أحيانًا، مثل
«أمازون»، من الإفلات كليًا من بعض الضرائب، وأكد بايدن: «ليس لدى أى شىء ضدّ أصحاب الملايين
والمليارات»، مضيفًا: «أنا أؤمن بالرأسمالية الأمريكية». ودعا إلى إصلاح ضريبى واسع، منددًا بفرض
ضريبة نسبتها 22% على مدرس، بينما «لا تدفع أمازون وشركات أخرى أى ضريبة فيدرالية»، وتشكل
خطة بايدن تراجعًا عن سياسة الرئيس السابق، دونالد ترامب، بتخفيض كبير للضريبة على الشركات التى
تراجعت من 35 إلى 21% فى عهده. ورأى بايدن أنه «لا ينبغى لأحد أن يشتكى من ذلك»، مشددًا على
أن النسبة «ستبقى أقل من تلك التى كانت معتمدة بين الحرب العالمية الثانية وعام 2017»، وهذه
النسبة من الضرائب مفروضة منذ عام 1909 فى الولايات المتحدة، وارتفعت إلى 52.80% فى 1968
قبل أن تتراجع بشكل شبه مستمر منذ ذلك الحين. وقال بايدن: «أقترح خطة للأمة تكافئ العمل وليس
الثروة فقط، خطة تبنى اقتصادًا عادلًا يمنح الجميع فرصة للنجاح، خطة ستخلق اقتصادًا هو الأقوى
والأكثر صلابة وابتكارًا فى العالم».

زيادة الضرائب

وقال البيت الأبيض إن زيادة الضرائب، إلى جانب الإجراءات الموضوعة لوقف نقل الأرباح إلى الخارج،
ستمول خطة البنية التحتية فى غضون 15 عامًا، وتعتبر تلك الخطة هى المبادرة الرئيسية الثانية
للرئيس الأمريكى بعد إقرار خطة إغاثة من فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار فى مارس الماضى.

وأكد بايدن: «إنّه استثمار يحدث مرة واحدة كلّ جيل فى أمريكا، هو لا يشبه أى شىء رأيناه أو فعلناه
منذ أن بنينا نظام الطرق السريعة بين الولايات وخضنا سباق الفضاء منذ عقود»، وشدّد بايدن على أنّ
الخطّة تمثّل «أكبر استثمار أمريكى فى الوظائف منذ الحرب العالمية الثانية، وستخلق ملايين الوظائف
برواتب جيّدة، وستزيد من حجم الاقتصاد، وستجعلنا أكثر قدرة على المنافسة فى العالم، وستعزّز
مصالح أمننا القومى، وستضعنا فى موقع يمكننا من الفوز فى المنافسة العالمية مع الصين
خلال السنوات المقبلة». وأضاف: «لا يمكننا أن نتأخر دقيقة واحدة» فى تحديث البنية التحتية
الأمريكية المتداعية، فى نداء حاول من خلاله خصوصًا إقناع خصومه الجمهوريين المعارضين لهذه
الخطة بتغيير رأيهم.