سلالة دلتا المتحورة تجتاح أفريقيا وسط كارثة صحية

42

سلطت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الضوء على تفشي سلالة دلتا المتحورة شديدة العدوى، عبر قارة أفريقيا، الأقل تلقيحا ضد كورونا، والأضعف في الرعاية الصحية، ما يغذي مخاوف علماء الأوبئة والقادة السياسيين من كارثة الصحة العامة، التي يمكن أن تعكس المأساة التي تكشفت لأول مرة في الهند.

وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن سرعة تفشي سلالة دلتا التي حددت لأول مرة في الهند، أجبرت الحكومات في جميع أنحاء العالم على تشديد القيود على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، بل وتسببت بصدمة خبراء الصحة في أفريقيا، التي كان معدل وفياتها جراء الإصابة بالفيروس التاجي أقل مقارنة بالمناطق الأخرى، بفضل صغر سن سكانها نسبيا.

ووفقا للصحيفة الأمريكية، يحذر البعض من أن العدوى السابقة لسلالة أخرى من الفيروس قد لا تحمي من دلتا، ما يترك فئات كبيرة من السكان، التي يعتقد بأنها محصنة، معرضة للخطر مجددا.

ونقلت الصحيفة عن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، قوله في خطاب متلفز فرض فيه إجراءات إغلاق جديدة: «نحن في قبضة موجة مدمرة تبدو بكل المؤشرات أنها ستكون أسوأ من تلك التي سبقتها.. الانتشار السريع خطير للغاية».

وأفادت «وول ستريت جورنال» بأن موجة كورونا الثالثة في إفريقيا جاءت في لحظة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للقارة، في ضوء تطعيم 1.1% فقط من سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار شخص بشكل كامل، واستنفاد الإمدادات الطبية وإنهاك الأطباء جسديًا وعقليًا، فضلا عن اضطرار المستشفيات في بعض الحالات لرفض استقبال المرضى، بسبب نقص الأسرّة والأكسجين.

حماية ضد “دلتا بلس”

وقد اتضح أن “دلتا بلس” الهندية تختلف عن سلالة ووهان الصينية بأربع متغيرات أساسية في بروتين S، ما يساعد الفيروس في اختراق الخلايا البشرية بسهولة. أي أن “دلتا بلس” هي “دلتا” مع طفرة إضافية K417N.

ويقول مكسيم سكولاتشوف، كبير الباحثين في معهد البيولوجيا الفيزيائية والكيميائية بجامعة موسكو، “اكتشفنا في الربيع متغيرا يختلف عن “دلتا” بطفرة إضافية. ومع ذلك لم ولن يصبح سائدا”.

وتشير بيانات كلية لندن الامبراطورية، إلى أنه لا يوجد سبب للاعتقاد أن “دلتا بلس” تكون أقل خطورة من الخيارات المعروفة. بل على العكس أظهر الواقع أن الفيروس التاجي المستجد يواصل تحسين قدراته في إصابة البشر.

ويعكس مؤشر عدد التكاثر الأساسي R0 درجة عدوى الفيروس. أي ما متوسط عدد الأشخاص الذين يمكن لشخص مصاب إصابتهم. فـ R0 لسلالة ووهان كان 2.4-2.6 وبعد وصوله أوروبا ارتفع إلى 3. و R0 للسلالة البريطانية، “ألفا” 4-5 وR0 لـ “دلتا” هو 5-8. أي إذا كان فيروس سلالة ووهان يعدي 20 شخصا، فإنه خلال هذه الفترة سيصاب المئات بفيروس سلالة “دلتا” وهناك احتمال أن “دلتا بلس” ليست أضعف من “دلتا”.

ويقول بافل فولتشكوف، عالم الفيروسات ، مدير مختبر الهندسة الجينومية في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، “من الواضح أن “دلتا بلس” أكثر خطورة من “دلتا”، لأنها تنتقل أسرع. ولكن يجب أن ندرك أنها تنتقل داخل الجسم بسرعة كبيرة، أي أنها تلحق الأذى بأكبر عدد من أعضاء وأنسجة الجسم”.

فهل ستحمي اللقاحات الحالية من “دلتا بلس”؟ يتفق الخبراء على أن هذه اللقاحات ستحمي من الفيروس. لأنه لا يوجد اختلاف مبدئي بين فيروس ووهان والفيروسات المتغيرة. لذلك فإن منظومة مناعة الشخص الذي تلقى اللقاح جاهزة لمواجهة هذه الفيروسات. ولكنه يشكل خطورة على غير المطعمين، لأن مناعتهم لم تتعرف على هذا الفيروس.

ويضيف فولوتشكوف، “إذا واجهت منظومة المناعة مرة واحدة SARS-CoV-2، فسوف تتذكر جميع الخيارات الممكنة طوال حياتنا. أي حتى إذا تغير وعاد مثنى وثلاث، فإن منظومة المناعة ستتعرف عليه دائما. هذه هي ميزة نظامنا المناعي”.