كلمة المبعوث الخاص جون كيري في الاجتماع الوزاري حول العمل المناخي

44

غادرنا جميعًا باريس ملتزمين بالحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض

إلى ما دون درجتين مئويتين – ومع طموح كبير لإبقائها عند 1.5 درجة.

كان ذلك قبل 6 سنوات. ومنذ ذلك الحين، ضاعف العلماء من التأكيد على

حتمية التوقف عند الحدّ 1.5 درجة فقط إذا أردنا تجنب التأثيرات الكارثية.

 

 

ولكننا لم نكن بحاجة إلى صرخات العلم، كان يكفي أن نفتح أعيننا لنرى ما حولنا. لقد تحققت التنبؤات المناخية بشكل روتيني،

ولكن بشكل أكبر ووتيرة أسرع مما كنا نتوقّع. ما زلنا نتفاجأ من وتيرة الاحترار وشدته، حيث سجّلت المجتمعات في العام

الماضي أكثر من 50 درجة مئوية – 130 فهرنهايت أو أكثر – ناهيك عن الطقس القاسي في كل مكان حولنا.

 

دُمِّرت المحاصيل، وحُرقت الغابات، وفُقدت الأرواح. وما زالت الانبعاثات مستمرة في الارتفاع.

وصارت الفيضانات، التي كانت تحدث مرة كل قرن، تحدث الآن كل عام، والانهيارات الطينية تقضي على القرى، وتجمّد الشتاء

الغريب في المناخات الدافئة. ومع ارتفاع الانبعاثات تنمو الأعذار.

 

في الوقت الذي نجتمع فيه اليوم، أصبح من الملحّ أكثر من أي وقت مضى أن نستخدم جميعًا هذا العقد لخفض الانبعاثات بشكل كبير.

أن نتوقف عن القول بأن هذه أزمة وجودية أو كارثية، ونبدأ في القيادة كما عهدنا أنفسنا.

أن نستمع إلى الاقتصاديين الذين ينبّهوننا إلى أن الاستجابة للأزمة الآن أقل تكلفة بكثير من الانتظار.

يجب أن تتمثل مهمتنا الجماعية في غلاسكو في بذل كل جهد ممكن لجعل الحفاظ على حدّ 1.5 درجة مئوية لارتفاع درجة

الحرارة ممكنا – لإبقائه “مطروحاً على الطاولة”.

 

أولاً، يجب على أكبر عدد ممكن من البلدان، وخاصة الاقتصادات الكبرى، أن تتجه نحو الوصول بانبعاثات الغازات الدفيئة الصفرية

إلى مستويات صفرية صافية في أقرب وقت ممكن، من الناحية المثالية بحلول عام 2050 أو قبل ذلك، وتطوير استراتيجيات

محددة صافية صفرية لإظهار كيفية تحقيقها بشكل ملموس.

 

ثانيًا، نحن بحاجة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا العقد الحاسم لخفض الانبعاثات بشكل كبير.

يخبرنا العلماء أنه من غير المجدي إصدار هدف منتصف القرن دون العمل على التقليل من الانبعاث بدرجة كافية من الآن وحتى

عام 2030 – لأنه بدون ذلك، وبدون حدوث معجزة، سيكون من غير المحتمل للغاية أن نتمكن من الوصول إلى صافي صفر في

العام 2050 بطريقة يختارها أي بلد.

يجب أن تكون أقوالنا مدعومة بالأفعال على المدى القريب، بما في ذلك التخلي عن استخدام الفحم بلا هوادة.

هل سنقوم جميعًا بذلك بنفس الطريقة بالضبط، وبنفس المزيج من السياسات، وبنفس الوتيرة؟

 

لم نتوقع قط أن تتخذ جميع البلدان نفس الخطوات في نفس الإطار الزمني: لم نتوقّع ذلك في باريس، ولا نتوقّع ذلك الآن.

ستكون هناك جهود متواصلة تتماشى مع الظروف الوطنية المختلفة.

لكننا نتوقع من الجميع فعل ما يكفي – وهذا يعني القيام بما يلزم للاستجابة للعلم، للرد على تحذير الأرض لنا.

من جانبنا، نحن نعمل بجد لتحقيق ذلك، حيث يلتزم الرئيس بايدن باستجابة حكومية كاملة لتحقيق صافي انبعاثات صفرية في موعد أقصاه 2050.

ونحن نعمل على تطوير مساهمة وطنية محدّدة وطموحة (NDC)، سنعلن عنها قريبًا.

كما نقوم بتحديث استراتيجيتنا لمنتصف القرن لتكون استراتيجية صافي صفر انبعاثات.

سنعمل على زيادة مستويات تمويل التصدي لتغيرالمناخ بشكل كبير بمرور الوقت، بدءًا من طلب ميزانية السنة المالية 2022.

وسيكون تمويل التكيف والقدرة على الصمود للبلدان والمجتمعات الضعيفة جزءًا مهمًا من هذا الجهد.

 

سنعمل أيضًا مع القطاع الخاص لإيجاد طرق تسهم في تعزيز تدفقات لرأس المال بشكل يتوافق مع أهداف اتفاقية باريس.

وبالطبع، سنواجه جميعًا تحديات وصعوبات – ويجب أن نكون صادقين بشأنها، بشكل فردي وجماعي.

الذي ينبغي أن يثير حماسنا جميعًا هو فرصة التعاون في انتقال مدروس ومتسارع إلى الطاقة النظيفة – مع تقديم المساعدة في هذا المجال للدول التي تحتاج إليها من تلك القادرة على تقديمها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

 

نقف جميعًا على حافة التحوّل الاقتصادي الأكثر إثارة منذ الثورة الصناعية والذي سيجعلنا جميعًا أكثر صحة وازدهارًا وأمانًا.

أصدقائي، لا ينبغي أن يكون هذا عامًا نوجّه فيه أصابع الاتهام للآخرين. يجب أن يكون هذا العام عاما لتحديد الطريق نحو مستقبل أنظف وللتكاتف في رحلة تعاونية للوصول إلى هناك – لنا جميعًا ولجميع شعوبنا.

يمكننا إنجاز هذه المهمة. فلنبدأ بتحقيق ذلك.