كلمة كاملا هاريس أمام اللجنة المعنية بشؤون المرأة في الأمم المتحدة

55

 

سيدي الأمين العام والسيد رئيس اللجنة وسيدتي المديرة التنفيذية ومعالي الوزراء وسعادة النواب وحضرات أعضاء المجتمع المدني، إنه لشرف لي أن أتوجه بالكلام لهذه اللجنة الموقرة.تقوم هذه اللجنة بتوثيق الحقائق التي تواجهها المرأة منذ العام 1947، وقد صاغت المعايير الدولية لحقوق المرأة وناصرت المساواة بين الجنسين.
هذا العمل ملح اليوم تماما كما كان عند انطلاق اللجنة.
وأنا أشكركم بالنيابة عن الولايات المتحدة.
عند التفكير في وضع المرأة هذا العام، ولا سيما لناحية مشاركتها في صنع القرار، علينا التفكير أيضا في مكانة الديمقراطية.
تحمي الديمقراطية حقوق الإنسان وتعزز كرامة الإنسان وتدعم سيادة القانون عندما تكون في أفضل حالاتها.
إنها وسيلة لإحلال السلام وتحقيق الازدهار المشترك، ويجب أن تضمن تمتع كل مواطن بصوت متساو – بغض النظر عن جنسه.
وانتخابات حرة ونزيهة تحترم إرادة الشعب.
وفي الوقت عينه، تتطلب الديمقراطية يقظة دائمة وتحسينا مستمرا.
إنها شيء يجري العمل عليه بشكل دائم.
نحن نعلم أن الديمقراطية تتعرض اليوم لضغوط شديدة وبشكل متزايد.
لقد شهدنا تراجعا مقلقا في الحرية حول العالم على مدار 15 عاما متتاليا.
في الواقع، يجد الخبراء أن العام الماضي كان الأسوأ على الإطلاق لناحية تدهور الديمقراطية والحرية على المستوى الدولي.
لذا من الضروري أن نستمر في الدفاع عن الديمقراطية، حتى فيما نواجه أزمة صحية عالمية وأزمة اقتصادية.
وتحقيقا لتلك الغاية، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز مشاركتنا مع الأمم المتحدة والنظام المتعدد الأطراف الأوسع نطاقا.
كما أننا نعاود الانضمام إلى مجلس حقوق الإنسان.
فنحن نعلم أن وضع الديمقراطية يعتمد على التزامنا الجماعي بتلك القيم المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
تعتمد مكانة الديمقراطية أيضا على تمكين المرأة بشكل أساسي، وذلك ليس لأن استبعاد المرأة من صنع القرار هو علامة على الديمقراطية المعيبة، بل لأن مشاركة المرأة تعزز الديمقراطية.
وينطبق هذا الكلام في كل مكان.
أستلهم كلامي من التقدم الذي تم إحرازه في مختلف أنحاء العالم.
وأنا فخورة بأن أعلن أنه بينما لا يزال أمام الولايات المتحدة عمل ينبغي القيام به، نحن نحرز تقدما أيضا وتعزز النساء ديمقراطيتنا يوميا.
كان عدد المصوتات أكبر من المصوتين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على مدى السنوات الـ56 الماضية.
وبات عدد النساء اللواتي يعملن في الكونغرس الأمريكي اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وأصبح عدد النساء المعيلات لأسرهن أكبر من أي وقت مضى.
ورشح الرئيس امرأتين لتولي قيادة اثنتين من قياداتنا القتالية الأحد عشر في الأسبوع الماضي.
تتولى النساء في الولايات المتحدة مناصب قيادية في حكوماتنا المحلية والولائية والوطنية، ويتخذن قرارات مهمة تتعلق بأمن أمتنا، كما يدفعن عجلة النمو الرئيسية في اقتصادنا.
هذه علامات على التقدم. هذه علامات على القوة.
ولكن لا يسعنا اعتبار هذا التقدم أمرا مسلما به، وخاصة الآن.
لقد هدد وباء كوفيد-19 أمن المرأة الاقتصادي والجسدي وصحتها في كل مكان.
وبينما تكافح النساء للحصول على الرعاية الصحية التي يحتجن إليها، يبدو أن الوباء يطيح بالمكاسب الدولية التي حققناها في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسل والملاريا وسوء التغذية ووفيات الأمهات والأطفال.
هذا ما دعا الولايات المتحدة للانخراط كدولة عضو وقائدة في منظمة الصحة العالمية في اليوم الأول لإدارتنا.
نقوم بتنشيط شراكتنا مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وذلك للمساعدة في تمكين المرأة في مختلف أنحاء العالم.
ها هي الحقيقة:
عندما تواجه النساء عقبات للحصول على رعاية صحية جيدة…
عندما تواجه النساء انعدام الأمن الغذائي…
عندما تكون النساء أكثر عرضة للعيش في الفقر، يتأثرن بالتالي بتغير المناخ بشكل غير متناسب…
يكن أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويتأثرن بشكل غير متناسب بالنزاع.
يصعب على النساء المشاركة الكاملة في صنع القرار.
وبالتالي، يصعب على الديمقراطيات أن تزدهر.
قالت إلينور روزفلت التي شاركت في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ذات مرة: “لا وجود للديمقراطية بدون مساواة.”
وبعبارات أخرى، إن مكانة المرأة مرادف لمكانة الديمقراطية.
وستعمل الولايات المتحدة على تحسين كليهما.
نحن ملتزمون بدعم القيم الديمقراطية الواردة في الإعلان.
ونحن نعتقد اعتقادا راسخا بأننا نستطيع تحقيق رؤية الإعلان من خلال العمل معا على مستوى العالم.
نتطلع إلى الشراكة معكم جميعا في الأيام والسنوات المقبلة.
وشكرا