لبنان يشيع ضحايا انفجار خزان عكار الذي راح ضحيته 28 شخصا

35

يشيع اللبنانيون الأربعاء موتاهم الذين قتلوا في انفجار صهريج وقود بينما كانوا يحاولون الحصول على قليل من البنزين بمنطقة عكار شمال البلاد الأحد فيما تشهد البلاد أزمة محروقات حادة. وزاد هذا الانفجار الذي خلف 28 قتيلا بينهم عسكريون وعناصر قوى أمنية، من حالة الغضب الشعبي ضد الطبقة السياسية التي عجزت لحد الآن من إخراج البلاد من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها منذ سنوات.

يواصل اللبنانيون تشييع ضحاياهم الذين قتلوا إثر انفجار خزان الوقود نهاية الأسبوع الماضي بينما كانوا يحاولون الحصول على القليل من البنزين وسط أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد.

وأسفر الانفجار الذي وقع فجر الأحد عن مقتل 28 شخصاً على الأقل، بينهم عسكريون وعناصر قوى أمنية، وإصابة نحو ثمانين شخصا غالبيتهم بحروق جسيمة، أثناء تجمعهم حول خزان الوقود في بلدة التليل في منطقة عكار في شمال البلاد. وكان الجيش قد صادر الخزان في إطار حملة أطلقها لمصادرة البضائع المخزنة وتوزيعها على المواطنين الذين يخشون ارتفاعا هائلا في الأسعار بعد قرار للمصرف المركزي الأسبوع الماضي برفع الدعم عن المحروقات.

وفي قرية الدوسة، التي تشيع أربعة من أبنائها من عائلة واحدة، قال معين شريتح، والد ضحيتين في الـ16 والـ20 من العمر، لوكالة الأنباء الفرنسية “ماتا من أجل البنزين، لو توفر البنزين لما ذهب ولدي لتعبئة البنزين من أجل الدراجة النارية عند الساعة الثانية فجرا”.

وأضاف “أسأل أي زعيم أو مسؤول أن يضع نفسه مكاني، أن يعتبر أن لديه ولدين رآهما أمامه جثتين متفحمتين”.

وبدوره، قال فواز شريتح شقيق الضحيتين الأخريين، وهما عنصران في جهاز أمني، “ما حصل سببه الحرمان.. ليس هناك بنزين ولا مازوت ولا دواء ولا حتى خبز”. وأضاف “عكار منطقة محرومة”.

 

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين، وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.

وتعد منطقة عكار الأكثر فقرا في لبنان، ولطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها. وفاقم الانهيار الاقتصادي الوضع المعيشي سوءا في المنطقة، التي شهدت الثلاثاء انقطاعا في الاتصالات والانترنت والكهرباء لعدم توفر مادة المازوت.

فقد تراجعت تدريجيا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكافة المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها إلى التقنين أيضا ورفع سعر التعرفة.

وينتظر اللبنانيون يوميا في طوابير طويلة أمام محطات الوقود للحصول على البنزين، بينما أقفلت بعض المحطات أبوابها. ويلجأ كثيرون إلى شراء المحروقات من السوق السوداء.

تفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان مصرف لبنان الأسبوع الماضي رفع الدعم عن المحروقات، ما أحدث هلعا بين الناس، إذ إن رفع الدعم عن الوقود يعني احتمال ارتفاع أسعار كافة المواد بشكل كبير.