لمى أبو النجا تكتب.. Nihilistic life coach بطريقة عصرية متفردة

45

بعيداً عن المثالية المفرطة في التنمية البشرية حول ترسيخ الأهداف ووضع الخطط والاستراتيجيات
لتحقيقها وأن الغد الأفضل قادم لامحالة ونحن انعكاس لأفكارنا وأي حدث سلبي أو حظ عاثر وفقر
مدقع ووضع بائس مرده الى اننا نعيش أسرى لمشاعر عدم الاستحقاق أما قانون الجذب الكوني
لا يشوبه شائبة وسوف يتحقق كل ما نريد اذا شعرنا باستحقاقنا له ورفعنا طاقتنا الإيجابية وآمنا
اننا سوف نصل إلى كل ما نريده ونحقق الأحلام والرغبات الكامنة..

أقول.. أن جميع ما سبق قائم على اللا معنى لا يوجد تأصيل محدد حول فكرة الحظ الجيد والحظ
السيء ولاوجود لقاعدة ثابتة في هذا الأمر ليكون هناك طريق محدد ممهد نتبعه للوصول..

لا أحد يضع حلم ويصل إليه دون أن يخسر شيئاً واحداً او أكثر

لا أحد يصل دون أن يكون قد خسر إما صحة أو شباب أو علاقات أو عفوية وبراءة روحه ونقاء
نظرته للأمور قد تصل هناك شخصاً آخر يضطر الى التنازل عن الكثير من مبادئه او بعضاً منها.

الحياة تضعك أمام اختبار حقيقي قاسي مع نفسك التي لا تكاد تعرفها أو تتعرف عليها لأول مرة
هناك ونتيجة هذا الامتحان إما جيدة أو غير جيدة كل حسب درجته ووضعه.

ومن لم يوضع بهذا الامتحان وهذا العراك فهو ابن الحياة الغير حقيقي.

فكما أن الغني يشعر بالاستحقاق ويعيش المزيد من ذلك الشعور والذي قد لا يكون له علاقة
مطلقا بازدياد تضخم ثروته التي لها ألف سبب وسبب آخر.

فإن الفقير يعيش المزيد من البؤس والقهر على الضفة الأخرى من هذا النهر المتدفق الذي
يصب في مصبين.

قد تصل إليك الأشياء بعدما تكون فقدت شغفك بها أو فقدت بريقها في روحك وتنسى
أنك كنت تطلبها طويلاً وقد لا تعطيك الحياة فرصة لإكمال خطط نجاحك.

فقط تصالح مع اللا معنى في كل شيء وطالما أنت موجود في هذا العالم فلتصنع “مشروع وجودك”
ولتعيش فيه بحضور كامل دون خطط مدروسة وتفسيرات للوعي واللاوعي والشعور واللاشعور لا تزيد
تفكيرك سوى مزيدا من التشويش والبلبلة.. أطلق العنان للتلقائية ودعها تدفعك حيث أقدارك.

تصالح مع اللا معنى وعندها سوف تغفر لنفسك تلك الإخفاقات في سبيل أهدافك.. وسوف تحقق
ما تريد والذي لا يهمك أمره كثيراً.