مها هاشم تكتب: كينتسوجي العلاقات

238

منذ عدة قرون في اليابان ظهر فن الكينتسوجي الذي يهدف

لتصليح الأواني المكسورة بالذهب مما يعطيها بُعد جمالي متفرد

محملاً برسالة وهي أن الكسر ثم الإصلاح و آثارهم ليسوا عيوباً يجدر إخفاءها .

 

 

فالآنية التي تحتل مكانها على الرف و المصنوعة بيد حرفي تبلغ من الدقةو الثمن و المجهود في صنعها ما يجعلها أثمن من

أن يتم التخلص منها ببساطة من أجل كسر .. بل كلما زادت قيمتها زادت قيمة ما يتمإصلاحها به و بالتالي تخرج بشكل آخر لا

كمال فيه لكنها تصبح أثمن من السابق.

 

نعم .. ما فكرت به عزيزي القاريء صحيح .. كأنما نتحدث عن شيء أعمق من الآنية ..فكينتسوجي ليس فقط طريقة إصلاح

للآنية و الأغراضالثمينة إنما هي فكرة فلسفية تنطبق حتى على العلاقات التي يواجه أصحابها كثير من الإنكسارات و المواقف

 

الصادمة مما يظهر حقيقتهمأمام بعضهم بين القوة و الإنكسار و التي تجعل البعض تتغير صورته بسبب الموقف الذي وضع

فيه أمام شريكه فيراه أقل قيمة و أكثر عيوباًبينما لو نظرنا بعمق و بقليل من الحكمة فهكذا مواقف و إنكسارات لا يجب أن

يتخلى أصحابها عن بعضهم بسببها .. لأن أحياناً كثيرة ترميمالعلاقة المتصدعة يستحق العناء طالما الشخص نفسه قيمته أكبر في حياتنا مما يجعل العلاقة أكثر نضجاً و الطرفين أكثر فهماً لبعضهما وبالتأكيد لن تصلح علاقاتك بالذهب إنما بالحب و الحكمة .. رمزاً للإنكسارات التي تواجه الإنسان فيخرج منها مصقولاً بالخبرة و يظهر معدنهالأصلي أو يتجمل بخبرة جديدة.. فالتجارب المؤلمة المشتركة تجعل كل منا مثل آنية كينتسوجي فريدة تتطابق مع آنية أخرى بحيث لا تبدوانفي غاية الإنسجام والجمال إلا معاً.