نواب ديمقراطيون يبحثون تشكيل لجنة خاصة بهم للتحقيق في أحداث الكابيتول

87

يدرس الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي تشكيل لجنة خاصة بهم للتحقيق في أحداث اقتحام الكونغرس “الكابيتول“، بعدما أفشل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون مسار لجنة خارجية تضم مفوضين من الحزبين.

وأوضح الديمقراطي خواكين كاسترو الذي عمل مديراً للمساءلة في المحاكمة الثانية للرئيس السابق دونالد ترمب، أنه على مجلس الشيوخ تمرير مشروع قانون لإنشاء لجنة خارجية، لكن “في حال فشلها، يجب على الكونغرس إنشاء لجنة مختارة للتحقيق الكامل في أسباب تمرد 6 يناير وعواقبه”، وفق ما قال لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.

ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن إنشاء مثل هذه اللجنة سيمنح الديمقراطيين سلطة إصدار مذكرات إحضار، وجدولة جلسات استماع، وإجراء تحقيق في أسباب الهجوم ودور ترمب فيه.

وأضافت أن ذلك سيؤدي إلى رد فعل عنيف من الجمهوريين الذين يحاولون تصوير الأمر على أنه مسعى حزبي يصب في مصلحة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

ووفق الشبكة، يتطلب إنشاء هذه اللجنة دعم غالبية أعضاء مجلس النواب بقيادة الديمقراطيين. ونقلت عن عدد من الديمقراطيين قولهم، الجمعة، إن المؤتمر الحزبي سيدعم بقوة مثل هذا الجهد.

ووصف السيناتور الديمقراطي جو مانشين، قيام الجمهوريين في مجلس الشيوخ بعرقلة تشكيل لجنة تحقيق باقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي، بأنها “غير معقولة وخيانة للقسم”، وذلك بحسب موقع “أكسيوس”، بعد أن فشلت مساعي الديمقراطيين، الجمعة، في تشكيل اللجنة من خلال التصويت.

وصوّت أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ ضد مشروع قانون لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في أعمال الشغب التي وقعت بمقر الكونغرس وأحدثت آنذاك توتراً كبيراً في البلاد، إذ صوّت 54 عضواً لصالح تشكيل اللجنة، بينما يتطلب إقرار القانون موافقة 60 عضواً.

ونشر مانشين مقطع فيديو عبر حسابه بموقع “تويتر”، قائلاً إن “التصويت الفاشل في مجلس الشيوخ شهد موافقة 6 جمهوريين شجعان”، ولفت إلى أن تمرير مشرع القانون كان يتطلب موافقة 10 جمهوريين فقط.

وأضاف السيناتور عن ولاية ويست فيرجينيا أن “اختيار وضع السياسة والانتخابات السياسية فوق سلامة ديمقراطيتنا أمر غير معقول. وخيانة القسم الذي أديناه جميعاً هو أمر عليهم التعايش معه”.

وتوجه مانشي خلال كلمته بالمديح إلى شرطة مبنى الكابيتول، وتابع: “أقول للضباط الشجعان الذين كانوا يخاطرون بحياتهم كل يوم للحفاظ على سلامتنا، والموظفين الذين يعملون على مدار الساعة للحفاظ على استمرار عمل الكونغرس، وحتى المراسلين الذين يعملون بجد لنقل أخباره للشعب الأميركي، وكل من شاهد الهجوم المرعب في 6 يناير، أنتم تستحقون الأفضل. يؤسفني أن زملائي وأصدقائي الجمهوريين سمحوا للخوف السياسي بمنعهم من القيام بما يدركون في قلوبهم أنه صحيح”.

وفي أول رد فعل على تعثر تشكيل لجنة التحقيق، وصفت كارين جين بيير، نائبة المتحدثة باسم الأبيض، أحداث اقتحام مقر الكونغرس في 6 يناير الماضي بـ”المشينة”، مؤكدة أنه على الرغم من قرار مجلس الشيوخ، فهي “تستلزم التحقيق فيها”.

“الخوف من انتقام ترامب

وبحسب ما ذكر موقع “أكسيوس”، يرى الديمقراطيون أن اللجنة ضرورية للتحقيق في أحد أحلك الأيام في تاريخ الولايات المتحدة، في حين يخشى الجمهوريون من استخدام اللجنة كسلاح لهزيمتهم سياسياً قبل انتخابات الكونغرس لعام 2022.

وفي 20 مايو الجاري أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون لتشكيل لجنة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على غرار تلك التي شكلت في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من أجل التحقيق في أحداث الشغب بمقر الكابيتول الأميركي في 6 يناير الماضي.

ويعارض زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس كيفن مكارثي، وقيادة الحزب تشكيل اللجنة، لكن مع ذلك صوَّت من أجل إنشائها 35 نائباً جمهورياً، وهو ما يشير بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي إلى التصدُّعات داخل الحزب عقب تمرد الكابيتول.

وانتقد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الأعضاء الجمهوريين في المجلس بعد الفشل في الوصول إلى الـ 60 صوتاً اللازمة لتمرير مشروع القانون لتشكيل لجنة 6 يناير.

وقال شومر: “أعتقد أن التصويت يثبت أن الكذبة الكبيرة لدونالد ترمب، قد أحاطت بالحزب الجمهوري، وأن أعضاءه يخافون من انتقام الرئيس السابق وحلفائه”.

بيلوسي تنتقد الجمهوريين

وينص مشروع القانون على تشكيل لجنة من 10 أشخاص للتحقيق في العوامل التي أدت إلى التمرد في أحداث الكابيتول، على أن يُعين كل من القادة الديمقراطيين والجمهوريين نصف أعضائها، الذين لا يمكن أن يكونوا مسؤولين حكوميين حاليين.

وكان من المفترض أن تقوم اللجنة، التي سيكون لها سلطة الاستدعاء، بإعداد تقرير عن تحقيقها بحلول نهاية العام.

وانتقدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، عرقلة الجمهوريين لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة خاصة بأحداث الكابيتول، وقالت في بيان نُشر في حسابها على تويتر، إن “إنكار زعيم الأقلية ميتش ماكونيل والجمهوريين لحقيقة تمرد 6 يناير يجلب العار لمجلس الشيوخ”.

وهاجمت بيلوسي بكلمات قاسية موقف الحزب الجمهوري من مشروع لجنة التحقيق، مضيفةً أن “جبن الجمهوريين في رفض حقيقة ذلك اليوم المظلم يجعل الكابيتول وبلدنا أقل أماناً. من الواضح أنهم يضعون مخاوفهم الانتخابية فوق أمن الكونغرس والبلد”.