المصاب يجلب لنفسه المرض.. صدمة لا يتقبلها معظم المرضى!

54

كتبت عبير يونس:

كنت أتحدث مرة مع إحدى الشخصيات التي تعمل بمجال العلاج، وكانت تشتكي من آلام مزمنة في ركبتيها، أدليت بدلوي كأحد المنتسبين للمساعدة على الاستشفاء. و أخبرتها بمنتهى الشفافية و من واقع خبرتي الذاتية، في التشافي من أوجاع مزمنة كنت أشكو منها. 

صدمة المصاب أنه يجلب لنفسه المرض

أخبرتها أن المصاب هو من يجلب لنفسه المرض، وقبل أن أكمل جملتي، صرخت في وجهي معترضة عما أقول بادئة كلامها أن الله هو من يبتلينا بالأمراض، لكي تخرسني عن إكمال كلامي خوفا من اتهامي بالزندقة و التطاول على الحكمة الإلهية التي ، بنظر البعض، تريد للناس الشقاء لكي تختبرهم!! 

ضرورة إيقاف الجدال 

توقفت فورا عن الحديث لأن الطريق مسدود، و لكوني غير مهتمة بإقناع أي أحد بأي شيء. و لكن صديقتنا المشتركة كان لديها فضول لمعرفة كيف أننا نجلب لأنفسنا المرض؟! وعدت صديقتي أن أكمل لها الحديث لاحقاً بمفردنا. لكنني لم أستطع منع دهشتي كيف يمكن لأحد أن يتنصل عن مسؤوليته لدرجة تجعله يصل للافتراء على الله و اتهامه، حاشاه، أنه يعطينا المرض؟! 

دليل واضح لكل ذي عقل

رغم أنه قال بوضوح في كتابه الكريم: على لسان عبده و نبيه إبراهيم عليه السلام وهو يخاطب قومه عن الأصنام عن رب العالمين:

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ 

و يتبين هنا بوضوح أننا نجلب لأنفسنا المرض و ينقذنا هو و يشفينا بحوله و قوته. 

الاعتراف بالمشكلة 

إن الخطوة الأولى لحل المشكلة هي الاعتراف بها. متى ما تم الاعتراف بالمسؤولية و ترك اللوم لغيرك عما حدث معك، أمكن وقتها المعالجة و الوصول للحل. الأمر يبدو مشابها لمن يقتل ثم يقول هذا قدري المكتوب و لا حيلة لي في ذلك! 

العدل الإلهي 

من العدل الإلهي ألا يفرض الله تعالى علينا شيئا ثم يحاسبنا عليه. فنحن نحصل على جسد سليم معافى ممتاز الصنع و نسيء استعماله لنصل إلى اختلال التوازن ثم التلف. و الاعتراف بالمسؤولية وحده لا يكفي للتشافي ما لم نأخذ قرار الشفاء. 

هل هناك من يرفض الشفاء؟ 

 يبدو هذا غريباً، أليس كذلك؟ دعونا نتساءل أولا: كيف يكون ” المرض” هو حالة تجلب فائدة ما للشخص؟ ماذا عن طفل لا يريد الذهاب للمدرسة، هل يفيده أن يصاب بارتفاع درجة الحرارة في قرار والدته بعدم ذهابه للمدرسة؟

 و ماذا عن سيدة مسنة انشغل عنها أبناؤها في حياتهم وما عادوا يتجمعون حولها، ألن يأتوها مسرعين إذا ما عرفوا أنها مريضة؟

 وماذا عن شخص يحاول التهرب من مسؤولياته ؟ 

أو شخص يشعر أنه تم إهماله و يبحث عن الاهتمام ؟ 

ماذا عن شخص مضغوط في العمل و لا يملك رفاهية تركه أو حتى الحصول على إجازة للراحة؟ 

هي مجرد أمثلة، و كل حالة لا تشبه أي حالة أخرى، و لكن جميعهم يخدمهم وجود مرض أو على الأقل وعكة صحية تصيبهم. 

الخير من الله والشر من أنفسكم

دعونا نتفق أنه لا مرض أو شر يهبط علينا من السماء و إنما دوما محبة و عطاء و إنقاذ. و دعونا نتفق أننا نتحمل المسؤولية عن كل ما يخصنا ويخص حياتنا. و أننا نملك الخيارات الكاملة لكل ما يخدم رحلتنا. 

تحمل مسؤولية اختياراتك

فقط علينا أن نختار و نستقبل كما أن لنا ميزة أن نسأل كيف نفعل ذلك. كل ما عليك هو أن تقبل هذه الحقائق التي يمكن أن تكون صادمة للبعض.  ثم ابدأ في قبول مسؤوليتك عن حياتك.