«بازوم وماهاماني» يتنافسان على رئاسة النيجر

34

على الرغم من الاضطرابات الأمنية في النيجر، دعي حوالي 7.4 مليون ناخب الأحد

إلى التصويت في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها محمد بازوم

الموالي للرئيس المنتهية ولايته محمدو إيسوفو، الأوفر حظا للفوز في الاقتراع،

والرئيس الأسبق ماهاماني عثمان، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

ويجري الاقتراع الذي سيشارك فيه أقل من نصف سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 22 مليون نسمة

معظمهم لم يبلغ سن التصويت، من الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش، والسادسة مساء بالتوقيت نفسه،

وسيشكل التصويت في جميع أنحاء البلاد على الأرجح أكبر تحد في هذه الانتخابات في غياب الأمن في غرب البلاد

حيث تتكرر هجمات جماعات تابعة لتنظيم «داعش»، وفي شرقها الذي يشهد اعتداءات لجهاديي بوكو حرام النيجيريين.

مرشحان للانتخابات الرئاسية

وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع لوكالة «فرانس برس» أن «آلاف الجنود نشروا لضمان أمن الاقتراع، خصوصا في المناطق المعرضة لانعدام الأمن».

وبعد نحو شهرين من الدورة الأولى التي جرت في 27 ديسمبر، يفترض أن يختار النيجريون الأحد أحد مرشحين هما بازوم الذي استفاد خلال الحملة الانتخابية من آلة «الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية» الحاكم، ومنافسه عثمان الذي تولى الرئاسة

في 1993 و1996 ويطمح إلى العودة إليها، وكان بازوم فاز بـ39.3 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى بينما حصل عثمان على حوالي 17 بالمئة من الأصوات.

وفي بلد مرتبط بالتحالفات السياسية التي تتغير باستمرار ولكنها ضرورية للوصول إلى رئاسة الدولة، انضمت تشكيلات سياسية مهمة إلى المعسكر الرئاسي بين الدورتين مما يسمح حسابيا بفوز التحالف الذي التفّ حول بازوم. وقد انضم إليه خصوصا المرشحان اللذان احتلا المرتبتين الثالثة والرابعة في الدورة الأولى سييني أومارو وألبادي أبوبا.

ويشكك مراقبون في فاعلية نقل أصوات هذه الأحزاب. وقال إبراهيم يحيى إبراهيم الباحث في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة «فرانس برس» إن «الفوز بعيد المنال».

تاريخيا، يأتي التصويت في العاصمة نيامي لمصلحة المعارضة، لكن نتائج الاقتراع في ثاني مدن البلاد زيندر (جنوب شرق) ليست محسومة. فهذه المنطقة التي تعد خزانا انتخابيا مهما هي معقل المرشحين اللذين أمضيا الأيام الأخيرة من حملتيهما فيها لمحاولة كسب تأييد الناخبين.

وصرح مراقب سياسي محلي لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم الكشف عن هويته أن «النتيجة في زيندر ستكون حاسمة بالنسبة لنتيجة الاقتراع»، ونشرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عشرات المراقبين لمتابعة سير عمليات التصويت،

وقاطعت المعارضة مشاركتها في المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات في الدورة الأولى لكنها انضمت إليها أخيرا للدورة الثانية.

وقال مصدر قريب من الحزب الحاكم «كل شيء جاهز لضمان شفافية الاقتراع».

مشيرا إلى أن الحملة جرت بهدوء وسلاسة، على الرغم من ذلك لا يبدو السكان متحمسين،

وقد بلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى 69.7 بالمئة.

ولم يترشح الرئيس الحالي إيسوفو (68 عاما) لولاية ثالثة، خلافا للعديد من رؤساء الدول الأفريقية الذين يتمسكون بالسلطة،

وستكون هذه المرة الأولى التي يتعاقب فيها رئيسان منتخبان في هذا البلد الذي تطغى على تاريخه سلسة من الانقلابات منذ استقلاله في 1960.

لكن النجاح الحقيقي لهذه الانتخابات يكمن في قبول النتائج من جانب جميع الأطراف عند إعلانها.

فبين دورتي الاقتراع، قالت المعارضة إنها لن تعترف بالنتائج إذا شعرت بأن عمليات تزوير شابتها. وكانت قد تحدثت عن عمليات تزوير في الدورة الأولى لكن المحاكم رفضت طعونها.