أزمة عالمية وارتفاع حاد في أسعار القمح بعد اعلان روسيا الانسحاب من اتفاقية الحبوب

30

ارتفعت أسعار القمح بشكل حاد في الأسواق العالمية، بعد إعلان روسيا أنها ستتعامل مع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية كأهداف عسكرية.

وأعلنت روسيا هذا الأسبوع، انسحابها من اتفاقية كانت تضمن العبور الآمن لشحنات الحبوب عبر البحر الأسود.

واتهم متحدث باسم البيت الأبيض روسيا بالتخطيط لتحميل أوكرانيا مسؤولية الهجمات على السفن المدنية.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده للعودة فوراً إلى الاتفاقية، في حال تلبية طلباته، بما في ذلك إعادة ربط المصرف الروسي الزراعي بنظام دفع عالمي.

وقال مسؤول محلي إن الضربات الجوية الروسية على مرفأ ميكولايف أدت إلى مقتل عدد من الأشخاص مساء الأربعاء. ووردت أنباء عن غارات جوية أخرى استهدفت ميناء أوديسا.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستهداف البنية التحتية لتصدير الحبوب عمداً، وبتشكيل خطر على البلاد الضعيفة.

ودعت كييف دولاً أخرى في البحر الأسود إلى التدخل لضمان عبور آمن لسفن الشحن.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء (21:00 بتوقيت غرينتش)، سيُنظر إلى أي سفينة تبحر في البحر الأسود باتجاه الموانئ الأوكرانية، على أنها ناقلة مُحتملة لشحنات عسكرية وطرف في الصراع.

وأضافت أن “الدول التي تضع أعلامها على مثل هذه السفن، ستعتبر متورطة في الصراع في أوكرانيا، إلى جانب نظام كييف”.

وارتفعت أسعار القمح في البورصة الأوربية بنسبة 8.2 في المئة يوم الأربعاء، ليصل ثمن الطن الواحد إلى 253.75 يورو. بينما ارتفعت أسعار حبوب الذرة بنسبة 5.4 في المئة.

وقفزت قيمة العقود الآجلة للقمح الأمريكي بنسبة 8.5 في المئة يوم الأربعاء، وهي أعلى نسبة ارتفاع في اليوم الواحد، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال وزير الزراعة الأوكراني ميكورا سولسكي إن الضربات الجوية دمرت 60 ألف طن من الحبوب، وألحقت أضرارا بجانب كبير من البنية التحتية لتصديرها.

وبدأت روسيا استهداف الموانئ الأوكرانية في الساعات الأولى ليوم الثلاثاء، بعد ساعات من انسحابها من صفقة الحبوب.

وقالت شارلي سيرناتينغر، المحلّلة في منصة الخدمات المالية “ماريكس كابيتال”، إن التهديد الناجم عن مثل هذا التصعيد يمكنه أن “يقطع جميع شحنات الحبوب المنقولة بحرا في البحر الأسود، الأوكرانية والروسية” ما قد يؤدي إلى وضع مشابه لما حدث في بداية الحرب.

وقال جيم غيرلاش، رئيس شركة “آي سي ترايدينغ” إن “الأوضاع زادت حدتها في أوكرانيا. هناك إطلاق نار حقيقي، ولن يصل أحد إلى هناك وسط ما يجري”.

وأضاف: “هذه هي سلّة الخبز بالنسبة لأوروبا والمسؤولين عن الشحن يقومون بالانسحاب”.

وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، اتهم فلاديمير بوتين، الغرب باستخدام صفقة الحبوب على أنها “ابتزاز سياسي”.

واتهمت موسكو أوكرانيا باستخدام ممر الحبوب في البحر الأسود “لأهداف قتالية”.

وقصفت روسيا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، بعد أن أدى هجوم يوم الإثنين، بطائرة مسيرة مشتبه بها، إلى أضرار بجسرها البحري الذي يصل إلى شبه جزيرة القرم.