الجيش الأمريكي يخطط لاستبدال صواريخ “ستينجر” بمضادات متطورة من الجيل التالي

23

بدأ الجيش الأمريكي خططاً عملية للاستعانة بطرز متطورة من الجيل التالي من القاذفات الاعتراضية، لتحل محل صواريخ “ستنيجر” المتقادمة والموجودة ضمن قدرات الدفاع الجوي قصيرة المدى المعروفة بمنظومة SHORAD (شوراد) وفق ما جاء في طلب عروض نشره الجيش على موقع التعاقدات الحكومية.

 

وقالت مجلة “ديفينس نيوز” إن الطلب دعا موردي الصناعات الدفاعية المتخصصة إلى تقديم عروض ومعلومات لتزويد منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدى بصواريخ اعتراضية أرض – جو جديدة، في وقت أرسلت فيه وزارة الدفاع (البنتاجون) صواريخ “جافلين” و”ستينجر” إلى أوكرانيا، ورغم اعتبار الجيش صواريخ “ستينجر” من الأسلحة المتقادمة، فإن مسؤولين عسكريين بارزين يناقشون مع الصناعات الدفاعية سبل زيادة الكميات المنتجة منها في الوقت الراهن.

وتشير المجلة إلى أن العمل على توفير صواريخ اعتراضية جديدة من الجيل التالي، لتصبح ضمن منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدى SHORAD، يسير على قدم وساق منذ زمن طويل، وقد وردت تفاصيل بشأنها في وثائق موازنة 2022 قبل ما يقرب من عام، وطلب الجيش تخصيص 5ر1 مليون دولار في موازنة العام المالي 2022 ،لإصدار طلب معلومات وعروض وتنظيم يوم لموردي الصناعات الدفاعية قبيل طرح منافسة وعروض موردين في هذا الشأن.

وتقضي الخطة المشار إليها في وثائق الموازنة إلى أنه من المتوقع أن يبرم تعاقد في الربع الثاني من العام المالي 2023، يتعلق بمراحل التصميمات، والتطوير، والنماذج، وتقييم الأداء المستمرة حتى الربع الأخير من العام المالي 2028.

المعروف أن نظام صواريخ “ستينجر” المضادة للطائرات منتجة في ثمانينات القرن الماضي، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة الأجل محمولة على الكتف، بيد أن الجيش الأمريكي قام مؤخراً بدمجها، ضمن تسليح منظومة المنصة المتحركة للدفاع الجوي قصيرة الأجل SHORAD ضمن وحدات أرسلت إلى أوروبا العام الماضي في استجابة لمطلب عاجل لمسرح العمليات الأوروبي، ويعتزم الجيش الأمريكي نشر كتيبة كاملة من مركبات المنصة المتحركة للدفاع الجوي قصيرة المدى SHORAD بحلول نهاية العام الجاري 2022.

ومن المنتظر أن يضيف الجيش إلى منظومة “شوراد” للدفاع الجوي سلاح ليزري مداه 50 كيلومتراً، وهناك أربعة نماذج منه، فيما يخطط الجيش لطرح منافسة أمام الموردين لتقديم المزيد من تلك النوعية.

وتقول وثائق الموازنة: “إن مشغلات إعادة برمجة ستينجر ستتقادم في (العام المالي) 2023، كما أن طراز “ستينجر بلوك 1″ يخضع لتمديد في خدمته إلى أن تنتهي مدة الاستفادة منه”.

وحسب ما ورد في طلب العرض، الذي أعلن عنه الجيش الأمريكي على موقع المناقصات الحكومية، فإنه يخطط لبدء مرحلة التصميم والتطوير لإحلال الصاروخ الجديد في العام المالي 2023، وهو ما يقود إلى إنتاج 10 آلاف صاروخ “إنك.3” لدمجه على منصة M-SHORAD، للدفاع الجوي المتوسطة وقصيرة المدى.

وأشار طلب العروض والمعلومات إلى أنه ينتظر أن تكون حلول الصاروخ المطور الجديد ضمن الصواريخ المحمولة كتفاً، بيد أنه نبه إلى أن المنظومة يتعين عليها أن تكون موائمة للدمج مع “مركبة إطلاق ستينجر العالمية” (التي تعد إحدى مكونات المنصة “إنكريمنت1” الضاربة للدفاع الجوي قصيرة المدى SHORAD المنتشرة في وحدات الجيش الأمريكي حالياً).

وتوقع الجيش أن يسهم الصاروخ الجديد “في تحسين قدرات الاستهداف مع رفع معدلات التدمير ومداها بأعلى من القدرات الراهنة”، وأشار الطلب إلى أنه سيتعين على الموردين المحتملين الاستعداد لإجراء العروض التقنية في العام المالي 2024، وهي ما تتضمن “المحاكيات الرقمية، واستعراض التجهيزات المعملية أو الميدانية الحية”، على أن تكون تلك المنظومات جاهزة للقيام بعروض عملية بحلول العام المالي 2026، وهو ما يشمل إجراء تجارب اشتباكات بالذخيرة الحية للمنظومات الجديدة المتطورة.

كما يشمل طلب الجيش الأمريكي أن يضاف جهاز إلكتروني يعرف بالـ”بروكس” لتحسين فعالية الصاروخ وقدراته على مواجهة تهديدات الطائرات المسيرة، بما يعطل “خاصية الارتطام والتفجير”، وهذا يعني أن لدى اقتراب الصاروخ الجديد بمسافة معينة من الهدف، تنفجر رأسه الحربية بحيث يتم القضاء على أي شيئ في محيط الانفجار.

وكانت مستندات الميزانية القديمة أشارت إلى أن عملية إنهاء استخدام صواريخ “ستينجر” كان مقرر لها الخضوع للمراجعة في العام المالي 2023، بيد أن البيت الأبيض لم يصدر بعد أي تفاصيل بشأن مستندات موازنة 2023، وقد أشارت وثائق ميزانية عام 2020، إلى أن منظومات إطلاق “ستينجر” التي ستخضع لعملية إنهاء الخدمة بلغت 5892 قطعة.

وقد صرح رئيس مشتريات الجيش الأمريكي، دوج بوش، بأن الجيش على وشك إخطار الكونجرس بشأن خططه لإنعاش مخزونات صواريخ “جافلين” و”ستينجر” والسحب منها، أو تكثيف إنتاجهما، إذا لزم الأمر، مع مواصلة الإدارة الأمريكية تزويد أوكرانيا بتلك النوعيات من الصواريخ المحمولة كتفاً.  وكان مشرع أمريكي على الأقل قد حض البنتاجون على بحث المسألة بعناية للوصول إلى أفضل قرار ، ما بين تكثيف إنتاج سلاح متقادم لمنحه إلى أوكرانيا، بينما الجيش بحاجة إلى خطوط إنتاج لتحديثه.

ومن جهته، قال رئيس اللجنة الفرعية للقوات الجوية والبرية في الكونجرس، دونالد نوركروس، في تصريحات خاصة لمجلة “ديفينس نيوز” إن ما أود أن أسلط عليه الضوء هنا أن العديد من الأسلحة التي نحن بصدد الحديث عنها هي تصميمات من عقود مضت، فهل أفضل استخدام أن نعيد تشغيل تلك الخطوط أم نقوم بتحديثها؟ ما المدة التي سوف يستغرقها ذلك التشغيل، مقابل زمن التحديث الذي نحتاجه؟ وما الذي يحتمل أن نطلبه من أجل أوكرانيا وغيرها من الدول؟”.