السيد الزرقاني يكتب .. عندما تتعامد الشمس علي وجه الحقيقة

127

تشهد مصر بعض الظواهر الفريدة التي لا مثيل لها في أي مكان اخر علي ظهر الأرض، وتعامد الشمس علي معبد أبو سمبل في التاني والعشرين من أكتوبر علي وجه تمثال الملك “رمسيس الثاني” ماهو إلا حقيقة مؤكدة ادركها العالم لتكشف لنا عن حقيقة أكبر وهي عبقرية المهندس المصري الذي صمم هذا المعبد ليكون التعامد مرتين في العام في أيام محددة من تاريخ هذا الملك، ولا أكون مبالغا اذا قلت ان المصري عنده اعتقاد علي فعل أي شيء وبدقة اذا أراد ذلك، مؤخرا في مهرجان الجونة السينمائي من داخل احدي قاعات العرض انسحب بعض الفنانين اثناء عرض فيلم سينمائي يحمل اسم (ريش) معتبرين ان بعض اللقاطات والمشاهد تمثل اساءة لمصر وان مصر ليست كذلك، ولكن عندما يكون الفن هو الشعاع علي وجه الحقيقة (العشوائيات) ومايحدث فيها، وينجح في توثيق الزمان والمكان بعين ناقلة وناقدة وحالمة، وهنا تظهر عبقرية المخرج في توصيل رسالته دون خجل، ألم يكن خالد يوسف عبقريا في فيلم (حين ميسرة) حين نقل اكبر قنبلة اجتماعية خطيرة كانت كفيلة بتدمير اي دولة ان لم تتعامل معها بشكل علمي ومجتمعي؟؟
ألم يكن ذات المخرج عبقريا حين رصد ابشع واخطر سلوكيات المناطق العشوائية واصر علي رسالته بانها ستكون الوقود الذي يثور في وجه العالم الظالم المحيط بهم وهم قادرون علي احداث الفوصي والرعب في كل المجتمعات السوية او التي نعتقد نحن أنها ذلك؟؟
ألم تكن تلك المناطق بكل ما فيها أرضا خصبة لنمو وترعرع الجماعات الارهابية؟؟ فجماعة الإخوان كانت تتخير المناطق العشوائية حول المدن والمناطق الشعبية والعزب والنجوع المترامية في مناطق بعيدة وتعاني من تدني مستوي المعيشة ومستعدون للموت بلا تمن كما هيأ لهم قادة وشيوخ الإخوان والجماعات الارهابية الجهادية بخطبهم الرنانية وفتاويهم البطالة في زمن غابت الدولة متعمدة لعدة عقود كانت كفيلة باحداث كارثة انسانية ليس لها مثيل، وتعود بي الذكرة الي اعمال كاتبنا العالمي (نجيب محفوظ) في كل اعمالة وخاصة الحرافيش، حيث كان كاتبنا في حالةةانسياب فكري وسردي لرثد كل التفاصيل ولولا تكتلك الرويات العظيمة ماعرفت الأجيال اللاحقة ما كان يحدث في مصر قديما، وكاتبنا (يوسف أدريس) الذي رصد اخطر ظاهرة اجتماعية في الريف المصري وهي عمال التراحيل وما كانوا يتعرصون له من الطبقات الاخري في رواية(الحرام) اراها من اروع ماكتب يوسف أدريس، كل ذلك مرحلة رصد لواقع من خلال شعاع الفن ليعلم العالم كيف كونا وكيف اصبحنا الآن، وشعاع الفن ماهو إلا رسالة للحقيقة وعيون الناقل هي عبقرية اللحظة.. واذا تجلت عبقرية المصري احدث تغيرا مؤكدا في ديمغرافية العالم.