زيلينسكي ينفي تورط أوكرانيا في قضية تفجير خطي نورد ستريم

39

بعد انتشار تسريبات تربط بين أوكرانيا وبين تفجير خطي نورد ستريم، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تورط حكومته في تخريبهما، طالبا تقديم الأدلة على تورط بلاده.

نفى الرئيس الأوكراني  فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات لمجموعة الإعلام الألمانية ” أكسيل شبرنغر”، تورط حكومته في تخريب خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1و2. وقال زيلينسكي، طالبا تقديم دليل على تورط أوكرانيا، “أنا الرئيس وبالتالي أصدر الأوامر. لم تفعل أوكرانيا أي شيء من هذا القبيل. لم أكن لأتصرف بهذه الطريقة أبدا”.

وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني التي نُشرت مساء الأربعاء ردا على مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أول أمس الثلاثاء. إذ ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه قبل ثلاثة أشهر من التفجيرات التي جرت في أيلول/ سبتمبر 2022، علمت الحكومة الأمريكية من وكالة استخبارات أوروبية أن  الجيش الأوكراني يخطط سرا لمهاجمة خطوط الأنابيب  باستخدام غواصين قدموا تقارير مباشرة إلى القائد العام للقوات المسلحة.

وأوردت الصحيفة معلومات استخبارية أمريكية يعتقد أنّ موظفاً في الحرس الجوي الوطني ولديه إمكانية الاطّلاع على مواد كثيرة مصنّفة عالية السريّة، هو الذي سرّبها. وأشارت الوثائق المسرّبة إلى أنّ هيئة استخباراتية أوروبية لم يُكشف اسمها أبلغت “سي آي إيه” في حزيران/ يونيو 2022، بعد أربعة شهور على الغزو الروسي لأوكرانيا، بأنّ  غواصين عسكريين أوكرانيين  يعملون مباشرة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلّحة في البلاد يخطّطون للهجوم.

وتعرض خطا أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 لأضرار جسيمة جراء الانفجارات التي أحدثت ما مجموعه أربعة ثقوب في خطوط الأنابيب بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية. وكانت خطوط الأنابيب التي تمر تحت البحر تنقل  الغاز الطبيعي من روسيا  إلى ألمانيا، ما أدّى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان روسيا من إيرادات محتملة بمليارات الدولارات.

وأثارت العملية التي بدا أنّها تخريبية حالة طوارئ على مستوى المنطقة إذ قطعت عن أوروبا موارد طاقة أساسية بينما ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير نتيجة الحرب. وأُطلقت اتّهامات لدول عدة بينها روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، لكنّ الكلّ نفى ضلوعه في التفجيرات.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم قولهم إن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها بما في ذلك ألمانيا، عن خطة التفجير لدى تلقي “سي آي إيه” المعلومات. وأفادت أن المعلومات الاستخباراتية الأوروبية الأصلية بشأن الخطة أوضحت بأن العملية لم تتم بأيدي  مجموعة منشقة بل تم التخطيط لها بإشراف القائد العام للجيش  فاليري زالوجني لكن من دون علم الرئيس الأوكراني.

وتدعم معلومات جمعها محققون ألمان تقرير واشنطن بوست إذ خلصوا إلى أن فريقا من ستة أشخاص يستخدمون جوازات سفر مزوّرة استقلوا قاربا شراعيا من ميناء روستوك الألماني في أيلول/ سبتمبر لتنفيذ العملية. وأجّرت ما بدا أنها شركة واجهة القارب الشراعي.

وبحسب تقارير إعلامية ألمانية الأسبوع الماضي، فإن بيانات التعريف من الرسائل الإلكترونية المستخدمة لاستئجار المركب الشراعي ربطتها بأوكرانيا كما أن رئيس الشركة الواجهة مقيم في كييف. لكن الإعلام الدنماركي ذكر مؤخرا بأنه تم تصوير مركب تابع للبحرية الروسية متخصص في عمليات الغواصات في موقع عملية التخريب مباشرة قبل وقوعها.

ورغم أن الحكومة الأمريكية لم تتمكن في البداية من تأكيد التقارير بشكل مستقل، فإنها لا تزال تشارك المعلومات مع أجهزة الاستخبارات في ألمانيا ودول أخرى، كما تم إبلاغ أعضاء مجلس النواب الألماني “البوندستاغ” في وقت لاحق، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

ويُعتقد على نطاق واسع أن التفجيرات كانت جراء عمل تخريبي، رغم أنه لم يتضح بعد من نفذ الهجوم. وتجري كل من ألمانيا والسويد والدنمارك تحقيقات في الأمر.

ورفض مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي التعليق على تقرير “واشنطن بوست” أول أمس الثلاثاء. وقال كيربي، للصحفيين خلال مؤتمر صحفي، “بالتأكيد لن أشارك، هنا من المنصة، في نقاش حول الأمور الاستخباراتية”.

وأضاف كيربي بالقول: “وفي هذه الحالة، بالتأكيد لن أتحدث في أمر حتى صحيفة واشنطن بوست قالت إنه لم يتم تأكيده من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية”.