أيقونات عالمية تحدت الصمم من بيتهوفين إلى أديسون والرافعي

7

أيقونات عالمية تحدت الصمم وتركت بصمتها على الانسانية في دروس تستحق وقفة ، في كافة المجالات ، العلمية والثقافية والفنية

من أمريكا تلقي الضوء على بعض منهم في اطار اهتمامها بنشر الطاقة الايجابية انسانيا واجتماعيا

تعد هيلين كيلر الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية من أعظم الشخصيات التى جاءت فى القرن التاسع عشر، فهى امرأة ألهمت الكثير بإصرارها وعزمها، حيث أصبحت أيقونة فى مجال الصم والبكم كأول شخص كفيف وأصم يحصل على شهادة الليسانس.
وبرعت هيلين فى تعليمها حتى التحقت بالتعليم الجامعى وسط تشجيع الكثيرين بعد تفوقها وانتشار قصتها، حتى إن أحد المعجبين بموهبتها وافق على دفع مصاريفها لحضور كلية رادكليف، وهناك كانت ترافقها سوليفان التى كانت تجلس بجانبها لتفسير المحاضرات والنصوص وخلال سنواتها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، وتخرجت فى الكلية فى سن 24 عاما بتقدير امتياز، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على الدكتوراه.

بيتهوفين

بيتهوفين المولود فى 17 ديسمبر من عام 1770م، بدأ يصاب بالصمم منذ بداية عام 1802م، وهو أحد أعظم عباقرة الموسيقى فى جميع العصور وأكثَرهم تأثيراً، وأبدع أعمالا موسيقية خالدة، وصاحب الفضل الأعظم فى تطوير الموسيقى الكلاسيكية،

وبحسب كتاب “موسوعة من عيون الكتب فى التاريخ و الفنون” للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، فإن صمم بيتهوفين، لا يحتمل الاختلاف، ورغم أن الناس يظنون أن معجزة بيتهوفن كانت فى أنه أصم يؤلف الموسيقى العظيمة.

 

توماس إديسون

توماس إديسون ليس شخصية عادية فهو رابع أكثر مخترع إنتاجًا، فكان يمتلك 1093 براءة اختراع أمريكية، إلى جانب العديد من البراءات فى فرنسا وألمانيا.

عانى إديسون من مشاكل فى السمع فى سن مبكرة، وكان يعزى سبب الصمم له لنوبات متكررة من إصابته بالحمى القرمزية خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى. خلال منتصف حياته المهنية، قيل أن ضعف سمع إديسون كان بسبب ضرب عامل القطار له على أذنيه بعد اشتعال النيران بمختبره الكيميائى فى عربة نقل وألقى به إلى جانب جهازه والمواد الكيميائية فى بلدة كيمبل بولاية ميشيجان، وفى السنوات الأخيرة من حياته عدل إديسون القصة فقال إن الحادثة وقعت عندما قام عامل القطار بمساعدته على ركوب القطار برفعه من أذنيه.

مصطفى صادق الرافعى

مصطفى صادق الرافعى أحد أقطاب الأدب العربى الحديث فى القرن العشرين، كتب فى الشعر والأدب والبلاغة باقتدار، وينتمى إلى مدرسة المحافظين وهى مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكى، ولد فى يناير من عام 1880م، يعود نسبه إلى الخليفة عمر بن الخطاب، دخل الرافعى المدرسة الابتدائية فى دمنهور، حيث كان والده قاضيا بها، وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق ثم أصيب بمرض يقال إنه التيفود أقعده عدة شهور فى سريره وخرج من هذا المرض مصابًا فى أذنيه، واشتد به المرض حتى فقد سمعه نهائيا فى الثلاثين من عمره، لم يحصل الرافعى فى تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية، وكان الرافعى يعانى من فقدان السمع، ومع ذلك فقد كان الرافعى من أصحاب الإرادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات، وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وتعلم على يد والده وكان أكثر عمل عائلته فى القضاء.

ولعل الرافعى هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربى التقليدى فى أدبنا، فقد كان يقول: “إن فى الشعر العربى قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه” وهذه القيود هى الوزن والقافية.