«العبء لا يُطاق».. قادة الاحتلال يعلقون على «كارثة خان يونس» والتحقيقات الأولية تكشف مفاجآت حماس
نجح كمين خلال ساعات الليل، في القضاء على 7 من جنود الاحتلال الإسرائيلي في واحدة من أكثر الضربات تأثيرًا منذ شهور، إذ تعرضت ناقلة جند مدرعة لانفجار مباغت مساء الثلاثاء، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أقل من 12 ساعة فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
ورجّحت مصادر الاحتلال أن التفجير ناتج عن عبوة ناسفة زُرعت على الطريق الذي كانت تسلكه المدرعة، دون استبعاد فرضية استهدافها المباشر بقذيفة مضادة للدروع.
قائمة القتلى كما أعلنها الإعلام الإسرائيلي
القتلى الذين تم التعرف على هوياتهم هم: الملازم ماتان شاي ياشينوفسكي (21 عامًا)، والرقيب رونال بن موشيه (20 عامًا)، والرقيب نيف رادي (20 عامًا)، والرقيب رونين شابيرو (19 عامًا)، والرقيب شاهار مانوف (21 عامًا)، والرقيب معيان باروخ بيرلشتاين (20 عامًا)، وأخيرًا الرقيب ألون دافيدوف (21 عامًا)، وجميعهم كانوا ضمن وحدة الهندسة القتالية 605 التابعة للواء 188، وسقطوا خلال تنفيذ مهمة ميدانية في القطاع الأوسط من خان يونس.
نتائج التحقيقات حول المدرعة المحترقة
أظهرت التحقيقات الأولية أن ناقلة الجند من طراز «بوما» كانت ضمن قوة مشتركة تابعة للفرقة 36، حين أصيبت بتفجير أدى إلى اشتعالها الكامل، وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، واجه الجنود الناجون صعوبات كبيرة في إخماد النيران، واستعانوا بجرافة «D-9» التي ألقت الرمال فوق المركبة طبقًا للإجراءات المتبعة، في حين لم تتمكن مروحيات الإخلاء من نقل أي من الجنود المصابين، وعادت فارغة إلى قواعدها.
وبينما استمر جيش الاحتلال في عمليات التمشيط بحثًا عن منفذي العملية من عناصر المقاومة الفلسطينية المسلحة، لم يستبعد المحققون العسكريون أن يكون الانفجار ناتجًا عن صاروخ مضاد للدروع أُطلق من مسافة قريبة، لافتين إلى أن مركبة «بوما» تفتقر إلى أنظمة الحماية المتطورة مثل «سترة الرياح»، على عكس ناقلات الجنود من طراز «نمر» المستخدمة في بعض الوحدات النظامية.
آليات الاحتلال تمشط موقع الحادث
رسائل حزن من عائلات القتلى
جاءت ردود الفعل داخل المجتمع الإسرائيلي مبشرة لكل من يؤمن بحق الفلسطينيين في أرضهم المحتلة منذ عام 1948، إذ عبّرت بلدية «كفار يونا» عن حزنها لفقدان الملازم ياشينوفسكي، مشيدة بـ«شجاعته»، أما الرقيب نيف رادي، فكان قد فقد ابن عمه في معركة 7 أكتوبر 2023، كما عبّر أصدقاء الرقيب شابيرو عن صدمتهم، ونعته بلدية «رحوفوت» التي ينتمي إليها هو والجندي رونال بن موشيه.
وبحسب تحليل القناة 14 الإسرائيلية، يُعد الحادث الأخطر منذ يونيو 2024، عندما قُتل 8 جنود في رفح إثر استهداف ناقلة أخرى بصاروخ مضاد للدبابات، ولحقت أضرار جسيمة بعشرات المدرعات من طراز «بوما» خلال المعارك الممتدة ضمن عملية «السيوف الحديدية» التي أطلقها جيش الاحتلال، لكن معظم الجنود كانوا ينجون منها قبل الانفجارات، أما في هذه الحادثة فكانت النتيجة كارثية على المستوطنين الإسرائيليين.
اشتباكات متواصلة رغم الانسحاب
على الرغم من انسحاب جزء من القوات الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين من قطاع غزة إلى جبهات أخرى مثل الحدود الشمالية والضفة الغربية، تزايدت هجمات المقاومة المسلحة الفلسطينية على من تبقى من قوات الاحتلال داخل القطاع، وأصبحت الإصابات والخسائر البشرية في صفوف الجنود شبه يومية، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية التي لا تزال تشهد اشتباكات متقطعة.
وفي نفس الليلة، أصيب جندي من كتيبة الهندسة 605 بجروح خطيرة، وآخر بجروح طفيفة، بعد استهداف آليتهم بصاروخ مضاد للدروع أطلقه مقاتلو المقاومة في محيط خان يونس، ما يعكس تصاعد وتيرة الهجمات ضد قوات الاحتلال.
ردود فعل مسؤولي الاحتلال
عبّر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن حزنه الشديد لسقوط الجنود، قائلاً إنهم «سقطوا في مهمة لحماية إسرائيل واستعادة الأسرى»، حسب تعبيره.
فيما وصف رئيس الاحتلال، إسحاق هرتسوج، المشهد في غزة بأنه «صعب والعبء لا يُطاق»، مقدمًا تعازيه للعائلات المفجوعة في أبنائها.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد قتلى جيش الاحتلال بلغ منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 879 جنديًا، وسط خسائر متزايدة في الآليات العسكرية، وبخاصة ناقلات الجند غير المحصنة، فيما تستمر المقاومة الفلسطينية في استخدام تكتيكات هجومية تستهدف ثغرات الاحتلال في المناطق المتبقية من غزة.