العطاء بقلم الشاعر يونس البلوشي
العطاء قيمة إنسانية عظيمة، لا يقتصر على المال ولا يُقاس بكثرته، بل بجوهره ونيّته. هو سلوك راقٍ ينبع من القلب، ويعبّر عن الحب والرحمة والمروءة. حين تعطي، فأنت لا تُنقص من نفسك، بل تزيدها رفعة، وتمنح روحك نورًا داخليًا لا يُرى، لكنه يُحَس.
حتى حين تعلّم غيرك مما تعرف، أو تشارك الآخرين بخبرتك وتجربتك، فأنت تعطي. وإن أتقنت عملك بنية صادقة وحرص على نفع الناس، فأنت تمارس أحد أرقى أنواع العطاء.
العطاء ليس واجبًا ماديًا فقط، بل أسلوب حياة، لا يحتاج إلى ثروة بل إلى قلب حيّ وشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. وهو أيضًا مصدر سعادة، فالعطاء الحقيقي لا يتركك كما كنت، بل يغيّرك من الداخل، ويقرّبك من الله والناس.
وقد وعد الله عباده أن ما يقدمونه من خير، سيجدونه محفوظًا عنده، فقال تعالى: “وما تُقدِّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله” [البقرة: 110].
والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: “الكلمة الطيبة صدقة”، فكل بادرة خير، مهما كانت صغيرة، تُعد عطاءً عظيمًا في ميزان الله.
فلتكن حياتك مبنية على العطاء: بعقلك، بوقتك، بقلبك، وبكلماتك. فالعطاء لا يُفقر، بل يُغني الروح ويرفع الإنسان إلى مراتب الشرف والمحبة.