بعد الحرب.. ما خيارات “حماس” لاستعادة قوتها وهل انضمامها لمنظمة التحرير الحل؟

1

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وغياب أي أفق للحل السياسي، تدخل حركة حماس في مشهد أكثر تعقيدا، بعد خسائرها الكبيرة في هذه المعارك، لا سيما ما يتعلق بقياداتها وعتادها العسكري.

وفي ظل بحث الأطراف الإقليمية لما يسمى مرحلة ما بعد الحرب، يبقى التساؤل عن دور “حماس” في قطاع غزة، وهل يمكنها تنظيم صفوفها والعودة للحكم مجددا أم سيكون هناك مشهد مغاير.

وتركز الطروحات الأمريكية والإسرائيلية في هذا الشأن حول ما أطلقت عليه الخروج الآمن لقيادات حماس، لوقف الحرب وبحث المرحلة التالية.

وفيما يرى البعض بأن غياب حركة حماس عن المشهد قد يكون وقتيا، فيما لا يمكن إزاحتها كليا، يرى آخرون بأن هناك طريق واحد أمام الحركة هو الانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وعقد مصالحة شاملة بين كافة مقومات القوى الفلسطينية.

قال المحلل السياسي الفلسطيني، شرحبيل الغريب، إن الحديث عن انتهاء وجود حركة حماس في غزة أمر غير واقعي، حتى أكبر مراكز الدراسات والأبحاث ما زالت تعترف بهذه النتيجة، حتى إسرائيل التي تقول علنا أنها تريد القضاء على حماس هي في ذات الوقت تفاوضها عبر وسيطين المصري والقطري.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، بعد انتهاء الحرب التي أفرزت معطيات جديدة على أرض الواقع، مصيرها يرتكز إلى وجودها أولا فهي حكومة لا تزال تحكم في غزة رغم ضعفها وفقدانها السيطرة على بعض مناطق بفعل الحرب، لكن ملامح حكمها لا يزال موجودا، ثم إلى أي اتفاق سياسي يمكن أن توقعه مع إسرائيل ثانيا.

وتابع: “حركة حماس تضررت كثيرا في هذه الحرب على كل الأصعدة، وهي تحتاج بالفعل لوقت لإعادة بناء نفسها من جديد وتعويض ما لحق بها سواء بشريا من عناصر أو حتى في المجالات الأخرى”.

أما فيما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية، والكلام لا يزال على لسان الغريب- الموضوع سياسي بامتياز، وهي موجودة بالفعل في الإطار القيادي الموحد للمنظمة، وقضية الدخول الكامل هو مطلب نادت به حماس مراراً وتكراراً، وشخصيا ما زلت أعتقد أن حماس ومعها الجهاد الإسلامي لهما مطالب واضحة كاصلاح المنظمة وإعادة بناءها إزاء الانطواء الكامل تحت إطار المنظمة وليس بهذه السهولة يمكن الاعتقاد بأن هذا هو المخرج سياسيا.

ومضى قائلًا: “نحن أمام معادلة حرب إثبات الذات كما يمكن تسميتها، وفي نظري أعتقد أن سلوك حماس على الأرض يؤشر بأنها ما زالت قوية وقادرة أن تؤثر سياسياً في المشهد، كلاهما مرتبطان ببعض”.

ويعتقد أن الحديث عن مشاريع اليوم التالي للحرب إذا ما تحقق ذلك سيشهد مرحلة انتقالية ربما تغيب حماس فيها مؤقتا ليس بشكل نهائي ولكن بشكل مؤثر عما كانت عليه، لكن إذا ما قرر انتخابات فلسطينية في تقديري سيكون لها وجود وتأثير في المشهد السياسي الفلسطيني ككل.

بدوره، يقول الدكتور تيسير نصرالله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن من المهم أن تتوقف الحرب وتنتهي قبل كل شيء، وبعدها يمكن الحديث عن مصير حركة حماس.

وبحسب حديثه لـ” سبوتنيك”، في ظل التصعيد الإسرائيلي، المخاطر لا تحيط بحركة حماس وحدها، بل بكل الفصائل الفلسطينية، ولا يمكن التنبؤ بمصيرها جميعا.

وأوضح نصرالله أن التهديدات تحيط بكل الفصائل الفلسطينية، وليس حركة حماس وحسب، فيما يصعب التنبؤ بأي تحركات مستقبلية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على كامل الشعب الفلسطيني.

بدوره، قال المحلل السياسي فادي أبو بكر، إن بعد السنوار والتطورات في المشهد والحديث عن إغلاق مكتب حماس في قطر، وتوجه طهران بالحراك السياسي نحو وقف الحرب على لبنان بالتعاون مع أمريكا، دون أي حراك يذكر لوقف الحرب في غزة، يتضح وكأن الأطراف الإقليمية إيران وقطر التي كانت تستند إليها حركة حماس كداعم استراتيجي، تتخلى عنها اليوم بشكل واضح.

وأضاف في حديث سابق لـ”سبوتنيك”، أن العوامل الإقليمية والدولية المحيطة تشكل ضعفا للحركة.

 

إعلام: لبنان سلم رده على مقترح الهدنة الأمريكي

وقال إن هذا الأمر يتطلب من حماس العودة للمربع الفلسطيني، وأن تحتكم إلى منظمة التحرير، وتنخرط في عملية توحيد الصف الوطني، كون منظمة التحرير الحصن الوحيد الذي سيحمي الشعب الفلسطيني من محاولات تفكيكه والسيطرة عليه.

وقبل أيام، أعلن بلينكن أن بلاده طرحت ممراً آمناً لخروج مقاتلي حماس من غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى، من دون كشف مزيد من التفاصيل.

وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أن أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأطلقت خلالها آلاف الصواريخ تجاه إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأسر نحو 250 آخرين.

 

مصر تطالب المجتمع الدولي بتبني موقف حازم تجاه العدوان الإسرائيلي وجرائمه المشينة

وتستمر الحرب على الرغم من تبني مجلس الأمن الدولي قرارين بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير إلزامية لتجنب استهداف المدنيين؛ في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس.

وبلغت حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية، حتى الآن، 43846 قتيلا و103740 مصابا. بحسب أحدث إحصاء صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة