بوتين يستقبل شركاءه الجدد من أفريقيا في سان بطرسبرغ بعد إنهاء العمل باتفاقية الحبوب

61

يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الخميس)، شركاءه الأفارقة في سان بطرسبرغ، في إطار قمة روسية أفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة بعد تخلي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين من أطنان الحبوب الأوكرانية، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد أن أصبح معزولاً على الساحة الدولية منذ إطلاق هجومه العسكري على أوكرانيا عام 2022، لا يزال بإمكان بوتين الاعتماد على دعم كثير من الدول الأفريقية أو حتى حيادها.

وقال بوتين، في رسالة ترحيب بعثها إلى المشاركين نُشرت، أمس، على موقع الكرملين: «نعتزم مواصلة تطوير التعاون» مع الدول الأفريقية.

في سان بطرسبرغ، العاصمة الإمبراطورية السابقة، يُتوقع حضور وفود من 49 دولة أفريقية بينهم 17 رئيس دولة، ضمنهم خصوصاً رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، رغم «ضغوط غير مسبوقة» يمارسها الغربيون، وفقاً للكرملين، لثني الأفارقة عن الحضور.

وقالت الرئاسة الجنوب أفريقية، في بيان أمس، إن الزعماء سيناقشون مع بوتين إجراءات لإيجاد «ظروف مواتية لطريق نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا».

خلال هذه النسخة الثانية من القمة، بعد نسخة أولى عام 2019، يعقد بوتين محادثات ثنائية مع عدد من القادة، على أن يتحدث في جلسة عامة.

ووفقاً لمستشار الرئيس الدبلوماسي يوري أوشاكوف، سيلقي الرئيس الروسي «خطاباً كبيراً» يستحضر فيه رؤيته للعلاقات الروسية الأفريقية و«تشكيل نظام عالمي جديد».

سيكون الموضوع الساخن في القمة تخلي موسكو عن اتفاقية مهمة أتاحت لأوكرانيا منذ صيف عام 2022 أن تُصدِّر، بما في ذلك إلى أفريقيا، حبوبها عبر البحر الأسود، رغم الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية.

وفي عام واحد، سمح هذا الاتفاق بنقل زهاء 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانيّة، ما ساعد على استقرار أسعار الغذاء العالميّة وتجنّب خطر حصول نقص.

في الأيّام الأخيرة، حاولت روسيا طمأنة شركائها الأفارقة، قائلة إنّها تتفهّم «قلقهم» بشأن هذا الموضوع، مؤكّدة استعدادها لتصدير حبوبها «مجاناً» إلى البلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها.

بالنسبة إلى موسكو وشركائها، «من الضروري إيجاد أرضيّة مشتركة، وشرح وجهات النظر (…) حول القضايا الحاليّة، مثل اتفاقيّة الحبوب على سبيل المثال»، وفق ما قال للوكالة فسيفولود سفيريدوف، الخبير في مركز الدراسات الأفريقيّة في مدرسة موسكو العليا للاقتصاد.