د. وفاء علي تكتب: وقف إطلاق النار فى لبنان إنتصار أم إنكسار

7

لاشك أن أول ما يطرأ على العقل وينحى الخلافات الظرفية يتسائل هل وقف إطلاق النار فى لبنان إنتصار أم إنكسار سواء لإسرائيل أو حزب الله ولكن الأهم أن نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار وأن ينسحب خلال ستين يوماً
وقد تعودنا أن إسرائيل لاتفعل شيئاً دون مقابل فقد حصلت على موافقة طرفين أمريكا تمدها بأسلحة وذخيرة فى صفقة شاملة وأن تتراجع فرنسا عن توقيف نتنياهو طبقاً لقرار المحكمة الجنائية الدولية أما حماس وغزة تركت وحيدة

وقد تفككت وحدة الساحات , ومن هنا نقول أن حماس لديها فرصة لتخطى الخلافات الظرفية وتجديد رأيها فى التفاهم أم أن قطاع غزة له خيارات أخرى خصوصاً بعد إنتهاء جبهة المساندة والكل تركها تواجه مصيرهاوتحدد خياراتها فى هذا السراب,

ولكن ماهى الأسباب الموضوعية التى تجعل حماس منفتحة لوقف إطلاق النار الآن ،
السياسة لاتعرف الجمود وتجعل البيئة الإستراتيجية تقرأ ما حدث مع حزب الله فهى وشعب غزة تركتهم إيران يواجهون مصيرهم ومن المهم أن تتجاوب مع رغبة إنهاء الحرب ووقف الدمار الشامل فإسرائيل تواجه أصعب أيامها داخلياً وخسائرها كبيرة خصوصاً أن نتنياهو تفاوض فى لبنان فلماذا لا يتفاوض مع حماس ويعود الرهائن إلى منازلهم وإدارة بايدن تريد أن تأخذ فرصتها الآن فأى باب سيطرق بعدما جاء بلينكن إلى المنطقة دستة من الزيارات والإدارة الأمريكية الحالية أمامها ستة أسابيع فقط لتحل المشكلة ومقاربة بايدن ليست كمقاربة ترامب فهو يدعم نتنياهو بوضوح ,

وهنا نقول أن الأمر فى غزة مختلف لأن إسرائيل تريد أن ترى حماس مدحورة وهذا بعيد عن فكر إسرائيل فى لبنان فهل لدى بايدن فرصة أخيرة للتفاوض فى غزة فقد ذهبت التهدئة فى لبنان على حساب غزة وهل تبقى شئ لم يفعله نتنياهو وقد قدم قرابين لهيكله الذى يبحث عنه ولن يجده حوالى خمسين ألف من الشهداء غير الجرحى ومن تحت الأنقاض لقد فعل كل ما يريد بغزة إلا الإفراج عن الرهائن

وهناك رئيس أمريكى منتخب وعد فى ميتشچان بوقف إطلاق النار وفى نفس الوقت نتنياهو له أحلام فى الضفة الغربية والسؤال الهام الآن كيف ستنتهى الحرب وحماس ودورها فى القطاع فحزب الله لم ينتهى بعد رغم إنفصال جبهة الإسناد ووحدة الساحات إننا ننتظر الغد الذى لم يأتى بعد أو لن يأتى أبدآ فى هذا المشهد العبثى وإلى حديث آخر.

د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة