صحيفة بريطانية: «ترامب» سلّم الشرق الأوسط لـ«نتنياهو»
يدعي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه القائد الذي سينهي الحروب، لكن «مايكل داي» الكاتب بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، يرى أنه بإنهائه فعليًا لخطة العمل الشاملة المتعلقة باتفاق الاحتواء النووي مع إيران في ولايته الأولى، وسماحه لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالسيطرة الكاملة على الشرق الأوسط في ولايته الثانية، فإن الرئيس الجمهوري يُشعل الصراع في المنطقة.
إسرائيل تستأنف تصدير الغاز إلى مصر اعتبارًا من يوم الخميس
وقال مايكل داي في عموده بالصحيفة البريطانية، إن خيارات «ترامب»، هي التي دفعت وإيران وإسرائيل، أقوى القوى العسكرية في الشرق الأوسط، إلى شفا حرب شاملة، مع خطر التصعيد والانتشار، والاضطرابات الاقتصادية العالمية، والخسائر البشرية الجماعية.
وأوضح «داي»، أن الاتفاق النووي، الذي وقّعته الولايات المتحدة وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي عام 2015، بعيدًا عن الكمال، فقد فشل في الحد من برنامج طهران للأسلحة التقليدية ونواياها لتسليح الميليشيات التي تمتد غربًا حتى البحر الأبيض المتوسط، لكنه نجح في تجميد النووي الإيراني.
الصفقة التي باعت النووي والسلام لإسرائيل
وأوضح أن بانسحاب «ترامب»، بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، حفز، إحياء تخصيب اليورانيوم الإيراني من جديد، «نتنياهو» لإشعال فتيل الحرب الحالية.
وطرح مايكل داي، سؤالًا في غاية الأهمية، وهو لماذا أطلق «نتنياهو» حربه الآن في خضم المباحثات الأمريكية- الإيرانية حول خفض التصعيد النووي؟.
هذا السؤال الذي طرحه «مايكل»، جعل الكثير يفكر نعم، لماذا الآن!.. فرد الكاتب الصحفي قائلًا:«يكمن الجواب في السؤال. كانت إسرائيل، أو بالتحديد حكومة «نتنياهو» المتطرفة، تخشى أن تبرم إدارة ترامب اتفاق تسوية مع طهران بشأن احتواء البرنامج النووي. لذا، شرع «نتنياهو»، في عرقلتها بهجوم صاروخي واغتيالات.
«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» العذر الذي يحتاجه «نتنياهو»
تابع الكاتب:«من المؤكد أن الهجمات الإسرائيلية في الأيام الماضية لم تكن ردًا على تصعيد مفاجئ في التهديد النووي الإيراني، لأن طهران ليست أقرب بكثير إلى امتلاك القدرة على امتلاك أسلحة نووية مما كانت عليه قبل ستة أشهر، مشيرًا إلى أن انتقادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران الأسبوع الماضي منحت «نتنياهو»، العذر الذي كان يحتاجه.
وأشار إلى أن «نتنياهو»، يسعى إلى جر الولايات المتحدة إلى الصراع مع إيران، موضحًا أن من غير المرجح أن يصمد ادعاء وزارة الخارجية الأمريكية العابر بعدم تورطها، لأنه اتضح بالفعل أن القوات الأمريكية تعمل جوًا وبرًا وبحرًا لإسقاط الصواريخ الإيرانية المُطلقة على إسرائيل، مما يدفع واشنطن نحو تدخل مباشر أكبر.
وعلل ذلك، بأن إسرائيل تدرك أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك القنابل الضخمة الخارقة للتحصينات القادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية تحت الأرض، وإذا فشلت تل أبيب في إشراك واشنطن في تدمير المواقع النووية الإيرانية، وبغير ذلك سيظل القضاء على النظام الإيراني «حلم» لـ«نتنياهو».
وتحدث «داي»، مه مفكر إيراني، وهو منتقد شرس لنظام خامنئي، وقال له إن الإيرانيين، على الرغم من كرههم لحكومتهم، «يشتمون نتنياهو بقدر أي شخص آخر»، مشيرًا إلى أنه ومن الحماقة الاستهانة بعزيمة النظام الإيراني وقدرته على البقاء، فبعد أن تم استبعاده عدة مرات وسط الانتفاضات الشعبية الحاشدة- آخرها عام 2022، بعد وفاة امرأة كردية إيرانية، مهسا أميني، في الحجز، بعد اعتقالها لعدم ارتدائها الحجاب- لا تزال الثيوقراطية الإيرانية الفاسدة والوحشية في السلطة، بحسب المفكر الإيراني.
شنق قادة النظام لإيراني على أعمدة الإنارة
وفيما يتعلق الأمر بالمسؤولين، فالأمر مسألة بقاء، العديد من كبار قادة النظام هم قضاة الإعدام الذين حكموا على المعارضين بالإعدام في محاكم صورية، وإنهم يعلمون أن تغيير النظام قد يؤدي إلى شنقهم على أعمدة الإنارة.
واختتم الكاتب، مايكل داي، مقاله قائلًا:«ربما لا تزال أمام ترامب فرصة عابرة ليلعب دور صانع السلام الذي يدعي، قد تكون هناك فرصة ضئيلة لمنح إيران مخرجًا- ربما بمساعدة السعودية ودول الخليج، وحتى موسكو، لكن هذا سيتطلب أيضًا من ترامب ممارسة ضغط على إسرائيل لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن مارسه في السنوات الأخيرة.