وأعلنت الحكومة المنتهية ولايتها في طرابلس أنها نفّذت ضربات جوية استهدفت مهربي وقود ومخدرات وبشرا في الزاوية، وفق وكالة الأنباء الليبية “وال”، فيما يخشى مواطنون في المدينة من أن يكون الهدف هو “تصفية حسابات” بين الخصوم.

وبحسب ما نقلته مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، فقد طال القصف مقر مصلحة الجوازات، ومركز الشرطة في منطقة أبو صرة، وتمركزات للقوات التابعة لـ”حسن أبو زريبة” المؤيّد للحكومة المكلفة من مجلس النواب، إضافة لموقع في منطقة السيدة زينب بالماية شرق المدينة، وأماكن أخرى في المطرد والحرشة.

جاء في بيان لوزارة الدفاع في حكومة الدبيبة أن “الطيران الوطني، نفّذ صباح اليوم الخميس، ضربات جوية دقيقة وموجهة، ضد أوكار عصابات تهريب الوقود، وتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر، في منطقة الساحل الغربي”.

وأضاف أن “الضربات كانت ناجحة وحققت أهدافها المرجوة”.

تشهد المدينة منذ نهاية أبريل احتجاجات أهلية، يقودها حراك “تصحيح المسار” ضد الانفلات الأمني الذي تعيشه نتيجة انتشار المليشيات والمرتزقة الأجانب، وأدى إلى ارتفاع معدلات جرائم القتل والخطف وتهريب الوقود والمهاجرين غير الشرعيين.

تصفية حسابات

سارع حراك “تصحيح المسار” في الزاوية لإصدار بيان، يتبرأ فيه مما اعتبره محاولة البعض استغلال احتجاجاته ضد الانفلات الأمني والفساد في القيام بمعارك لـ”تصفية الحسابات”، جاء فيه:

• إن الحراك مدني إصلاحي وخدمي، لا علاقة له بـ”أي توجهات أو تصفية حسابات سياسية” ولا أي عمليات عسكرية.

• نسعى إلى محاسبة الخارجين عن القانون، واستعادة استقرار المدينة وأمنها ومكافحة الجريمة، ونرفض إشعال حروب في الزاوية أو جرها إلى صراعات تتسبب في إلحاق أضرار أكثر بها.

• العملية التي تجري حالا (القصف الجوي) لم تتم بالتنسيق مع “لجنة 15” المكونة من نشطاء وأعيان الزاوية مع بدء الاحتجاجات، ووظيفتها التواصل مع السلطات في طرابلس للتفاوض بشأن مطالب المدينة.

• لا يرى الحراك في تلك العملية أن الغرض منها تحقيق أهداف أهالي الزاوية في تحقيق الأمن، لكن لها “أهداف أخرى”، في إشارة إلى محاولة تصفية الخصوم السياسيين.

استغلال الحراك

يأتي إيضاح الحراك في محاولة للابتعاد عن “استغلاله سياسيا” من أي طرف، لكن هذا ما وقع بالفعل منذ بدء الضربات اليوم كما يشير الناشط من الزاوية، بشير عبد الله.

طالت الضربات عدة مجموعات حتى في ورشفانة القريبة من الزاوية، بزعم أنها مؤيدة للحكومة المكلفة من البرلمان، وفق بشير، ويأتي هذا في إطار تصفية الحسابات وإنهاء أي قوة غير مؤيدة للحكومة منتهية الولاية.

يتفق معه الناشط من الزاوية أيضا، عماد بوعوية، قائلا إن “حكومة عبد الحميد الدبيبة، استغلت الحراك الشعبي لضرب خصوم سياسيين في المدينة، بعدما استعصى عليها الأمر خلال الفترة الماضية في ظل عدم وجود مبرّر لإشعال صراع جديد”.

يخشى بوعوية من أن “تتطور الأحداث إلى إشعال حرب شاملة في المدينة بغية التخلص من الخصوم”.

يأتي ذلك فيما تتحدث مصادر عن استعدادات من قوات الحكومة المنتهية ولايتها لتنفيذ عملية في المدينة، تحت غطاء “تطهيرها من العناصر الإجرامية”.

تعيش ليبيا منذ مارس 2022 ما يسمى بـ”أزمة الحكومتين”؛ حيث كلف البرلمان حكومة بقيادة فتحي باشاغا، بينما رفضت الحكومة المنتهية ولايتها تسليم السلطة إلا عقب إجراء الانتخابات التي لم يُتفق على موعد محدد لها من الجميع.

بين الحين والآخر، تشتبك جماعات مسلحة موالية لهذه الحكومة أو تلك بشأن السيطرة والبقاء في بعض المدن غربي البلاد.