“لاند روفر ديفندر” الجديدة .. تجربة فريدة بسعر “83 ألف دولار”

16

من أمريكا – وكالات

 

بعد مرور بضع ساعات على القيادة في درجة حرارة تبلغ 47 درجة مئوية عبر صحراء كاليفورنيا، غمرني إحساس غريب بأني غارقة تماما فيما أفعل.

وكنت قد أوقفت سيارتي الـ “لاند روفر ديفندر” الجديدة من طراز (110) بالقرب من بحيرة “سالتون” إلى جانب كثيب رملي (بارتفاع خمسة طوابق). متجاهلة وجود أي خطر حقيقي. وتفاجأت عندما غمرت الرمال سيارة أحد السائقين معي في نفس المجموعة لدرجة لم يتمكن معها حتى من فتح باب السيارة للخروج.

وبدأ التفكير الجدي لحل المعضلة، ثم باشرنا عملية هزِّ السيارة بهدوء بينما شغّل السائق سيارته لتعود إلى الخلف. وبعد بضع لحظات، وفي حركة أظهرت وفاء السيارة لجذورها الصحراوية في فيلم (لورانس العرب) خرجت السيارة من الرمال.

 

بدأ سحر “لاند روفر” في عام 1948، عندما تبنى المزارعون والصيادون والمستكشفون البريطانيون هذه السيارة التي تشبه الصندوق، والمتأثرة بالحرب العالمية الثانية بسبب عمليتها وموثوقيتها. وبحلول عام 1983 ظهرت سيارة “لاند روفر 110″، وفي عام 1990 حملت اسمها الجديد: “ديفندر”.

بدأت مبيعات “ديفندر” في الولايات المتحدة في عام 1992 لكنها توقفت بحلول عام 1997 بسبب الأوامر التوجيهية الصارمة الخاصة بالانبعاثات. أما على الصعيد العالمي، فقد شهد عام 2016 إنتاج آخر سيارة من هذا الطراز.

الاندفاع السريع الذي اختبرته في قيادتها على طول الطرقات السريعة الصحراوية في كاليفورنيا، كان مريحا وتحت السيطرة في نفس الوقت. حيث يوجد في المقصورة العديد من مداخل الـ (يو إس بي)، وحاملات الأكواب وأرضيات من المطاط، ونظام صوتي رائع.

وتوفر المقصورة الداخلية إحساساً بالرفاهية مع فرش من جلد ويندسور الناعم وقماش من الصوف المنسوج بنسبة 30 في المئة على الجوانب. (كما يمكنك اختيار فرش من الجلد المدبوغ إن أحببت).

إنها أكثر هدوءًا وأفضل صنعاً من أي “جيب رانجلر” أو “برونكو” قدتها على الإطلاق. كما تبدو الشاشة اللمسية بقياس 10 بوصات والتي تأتي مع تطبيقات “أبل كار بلاي” و”أندرويد أوتو”. وأثبتت تجربتي في قيادتها صحة وجهة نظر المبيعات الأساسية المتمثلة في بساطة الضغط على زر ضمن حزمة ميزات راقية تأخذك بعيداً إلى البرية وتعيدك إلى الحضارة أيضاً.

أما عن السلبيات، فتصميمها الذي يستقطب البعض بالتأكيد، كنت لأصفه بأنه صورة كاريكاتير متضخمة عن الأصل. أما استهلاكها للوقود فهو سيئ للغاية للأسف، حيث تشير التقارير الأولية إلى أن غالون الوقود فيها يكفي لقطع مسافة 13 ميلاً فقط (1 ميل = 1,609 كم) .

 

بينما تمثل الإلكترونيات مصدر القلق الأكبر في السيارة، حيث اشتكى المالكون الجدد من أعطال بسيطة لكنها مزعجة فيها، مثل الساعة التي تعمل بشكل متقطع، والفشل في إدخال البيانات بدون لوحة مفاتيح. ومشاكل في نظام الترفيه والمعلومات المبرمج مسبقاً، وضعف في عمل المفصل الجانبي للباب الخلفي. حتى أن المحرك يتوقف عن العمل مع ظهور الإشارة الضوئية عند فشل وظيفة التشغيل الأوتوماتيكي.