ننشر نص خطاب جو بايدن في مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي 46 للولايات المتحدة

20

 

رئيس القضاة روبرتس، نائبة الرئيس هاريس، رئيسة مجلس النواب بيلوسي، القائد شومر، القائد ماكونيل، نائب الرئيس بنس، ضيوفي الكرام، إخواني الأميركيون، هذا هو يوم أميركا. هذا هو يوم الديمقراطية، يوم يشكّل التاريخ ويمثل الأمل، يوم التجديد والعزيمة. بعد اجتياز اختبارات قاسية على مر العصور، واجهت أميركا مرة أخرى اختبارًا جديدًا. وقد ارتقت أميركا إلى مستوى التحدي. اليوم، نحتفل بانتصار ليس لمرشح بل لقضية، قضية الديمقراطية. لقد سُمع صوت الشعب، وإرادة الشعب، واستُجيب لإرادة الشعب.

لقد تعلمنا مرة أخرى أن الديمقراطية ثمينة. وأن الديمقراطية هشة. وفي هذه الساعة، يا أصدقائي، سادت الديمقراطية. (تصفيق)

فالآن، على هذه الأرض المقدسة، حيث كان العنف قبل أيام قليلة يسعى إلى زعزعة أساس الكابيتول ذاته، نجتمع معًا كأمة واحدة في ظل رعاية الله، غير منقسمة، لتنفيذ انتقال سلمي للسلطة كما نفعل على مدى أكثر من قرنين، بينما نتطلع إلى الأمام بطريقتنا الأميركية الفريدة، لا نهدأ ولا نتوانى، نتسم بالجرأة والتفاؤل، ونضع أنظارنا على الأمة التي نعرف أننا يمكن أن نشكلها ويجب أن نشكلها.

أتوجه بالشكر إلى من سبقوني في هذا المنصب من كلا الحزبين على حضورهم هنا اليوم. إنني أشكرهم من أعماق قلبي. (تصفيق) وأنا أعلم – (تصفيق) وأعرف مرونة دستورنا وقوة أمتنا، مثلما يعلم الرئيس كارتر الذي تحدثتُ معه الليلة الماضية، والذي لا يمكنه أن يكون معنا اليوم، لكننا نوجه له التحية على سنوات عمره التي أمضاها في الخدمة.

لقد أديتُ للتو القسم المقدس الذي أداه كل واحد من أولئك الوطنيين. القسم الذي أداه لأول مرة جورج واشنطن. لكن القصة الأميركية لا تعتمد فقط على أي واحد منا، ولا على البعض منا، ولكن علينا جميعًا، علينا نحن أفراد الشعب، الذين نسعى إلى اتحاد أكثر كمالًا. هذه أمة عظيمة. ونحن شعب طيب. فعلى مر القرون، خلال العواصف والمحن، وفي أوقات السلام والحرب، قطعنا شوطًا طويلا، ولكن لا يزال أمامنا الكثير لنقطعه.

سنمضي قدمًا بسرعة وبشكل عاجل، لأن أمامنا الكثير لنفعله في هذا الشتاء الحافل بالمخاطر والإمكانيات الكبيرة. أمامنا الكثير لإصلاحه، والكثير لاستعادته، والكثير لمداواته، والكثير لبنائه، والكثير لنستفيد منه. قلة من الناس في تاريخ أمتنا واجهوا تحديات أو واجهوا وقتًا أكثر تحديًا أو صعوبة من الوقت الذي نحن فيه الآن.

في صمت، تفشى في البلاد فيروس لا يأتي إلا مرة واحدة في كل قرن. وفي عام واحد، حصد العديد من الأرواح، في عام واحد يساوي ما فقدته أميركا من أرواح في الحرب العالمية الثانية كلها. فُقدت ملايين الوظائف، وأغلقت مئات الآلاف من الشركات، وحركت مشاعرنا صرخة تعلو منذ حوالى 400 عام من أجل العدالة العرقية. إن حلم تحقيق العدالة للجميع لن يتم تأجيله بعد الآن. (تصفيق)

وثمة صرخة من أجل البقاء تأتي من الكوكب نفسه. صرخة لا يمكن أن تكون أكثر شدة ووضوحًا مما هي عليه حاليًا، والآن تصاعد التطرف السياسي ونبرة استعلاء العرق الابيض والإرهاب الداخلي الذي يجب أن نواجهه وسنهزمه. (تصفيق)

إن التغلب على هذه التحديات، واستعادة الروح، وتأمين مستقبل أميركا، يتطلب أكثر من مجرد كلمات. هذه الأمور تتطلب الشيء الصعب المنال من بين كل الأشياء في الديمقراطية، الوحدة. الوحدة. في كانون الثاني/يناير من عام آخر، في يوم رأس السنة الجديدة في العام 1863، وقّع أبراهام لنكن إعلان تحرير العبيد. وعندما وضع القلم على الورقة، قال الرئيس، وأنا هنا أقتبس كلماته، “إذا دخل اسمي التاريخ، فسيُعزى السبب لهذا العمل، والذي كانت روحي كلها فيه.”

“روحي كلها فيه.” اليوم، في هذا اليوم من شهر كانون الثاني/يناير، روحي كلها في ما يلي: لمّ شمل أميركا، وتوحيد شعبنا، وتوحيد أمتنا. وإنني أطلب من كل أميركي أن ينضم إليّ في هذه القضية. (تصفيق)

الاتحاد في محاربة الأعداء الذين نواجههم، الغضب والاستياء والكراهية والتطرف والفوضى والعنف والمرض والبطالة واليأس. بالوحدة، يمكننا القيام بأشياء عظيمة، أشياء مهمة.

يمكننا تصحيح الأخطاء. يمكننا تشغيل الناس في وظائف جيدة. يمكننا تعليم أطفالنا في مدارس آمنة. يمكننا التغلب على هذا الفيروس القاتل. يمكننا أن نكافئ – نكافئ على العمل ونعيد بناء الطبقة الوسطى ونجعل الرعاية الصحية متاحة للجميع. يمكننا تحقيق العدالة العرقية ويمكننا أن نجعل أميركا مرة أخرى القوة الرائدة في العالم من أجل الخير.

إنني أعلم أن الحديث عن الوحدة يمكن أن يبدو للبعض مثل خيال أحمق هذه الأيام. أعلم أن القوى التي تفرق بيننا عميقة وحقيقية. لكنني أعلم أيضًا أنها ليست جديدة. لقد كان تاريخنا صراعًا مستمرًا بين المثل الأعلى الأميركي القائل بأننا جميعًا خلقنا متساوين، والواقع القبيح القاسي الذي مزقتنا فيه لفترة طويلة العنصرية والعداء للمهاجرين والخوف والشيطنة.

المعركة مستمرة، والنصر غير مضمون أبدًا. خلال الحرب الأهلية، وحقبة الكساد العظيم، والحرب العالمية، والحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وخلال الكفاح والتضحيات والنكسات، كان أفضل ملائكتنا هم من يسود دائمًا. في كل لحظة من هذه اللحظات، تكاتف عدد كاف منا – عدد كاف منا – لدفعنا جميعًا إلى الأمام، ويمكننا أن نفعل ذلك الآن.

إن التاريخ والدين والتفكير المنطقي يوضحون الطريق، طريق الوحدة. يمكننا أن نرى بعضنا البعض، ليس كأعداء أو خصوم، ولكن جيران. يمكننا أن نعامل بعضنا البعض بكرامة واحترام. يمكننا أن نوحد قوانا ونتوقف عن الصراخ ونخفض حرارة الاختلاف. فبدون الوحدة لن يوجد سلام وإنما مرارة وسخط. ولن يوجد تقدم، وإنما غضب مرهق. ولن توجد أمة، وإنما حالة من الفوضى.

هذه هي اللحظة التاريخية للأزمة والتحدي، والوحدة هي السبيل الأمثل للمضي قدما. ويجب أن نواجه هذه اللحظة كولايات أميركية متحدة. فإذا فعلنا ذلك، سأضمن لكم، بأننا لن نفشل. إننا لم نفشل أبدًا في أميركا عندما عملنا معًا.

وهكذا فاليوم، في هذا الوقت، ومن هذا المكان، دعونا نبدأ من جديد، جميعنا. دعونا نبدأ في الاستماع إلى بعضنا البعض مرة أخرى. نصغي إلى بعضنا البعض. ونرى بعضنا البعض. ونظهر الاحترام لبعضنا البعض. فالسياسة يجب ألا تكون نارًا مستعرة تدمر كل شيء في طريقها. ويجب ألا يكون كل خلاف سببًا لحرب شاملة. وعلينا أن نرفض الثقافة التي يتم فيها التلاعب بالحقائق نفسها، بل وتصنيعها. (تصفيق)

إخواني الأميركيين، يجب أن نكون مختلفين عن هذا. يجب أن تكون أميركا أفضل من هذا، وأعتقد أن أميركا أفضل بكثير من هذا. فقط انظروا حولكم. فها نحن نقف، تحت ظل قبة الكابيتول، التي ذكرت آنفا أنه اكتمل تشييدها إبان الحرب الأهلية، عندما كان الاتحاد نفسه معلقًا بين كفتي الميزان. ومع ذلك، تحملنا. وقد انتصرنا.

وها نحن نقف، وننظر إلى الحديقة العظيمة التي تحدث منها الدكتور كينغ عن حلمه. وها نحن نقف في المكان الذي حاول فيه آلاف المتظاهرين، قبل 108 سنوات في حفل تنصيب آخر، عرقلة مسيرة النساء الشجاعات من أجل الحصول على حقهن في التصويت. ونحن اليوم، نحتفل بأداء اليمين الدستورية لأول امرأة في التاريخ الأميركي تنتخب لمنصب وطني، نائبة الرئيس كاملا هاريس.

لا تقولوا لي إن الأمور لا يمكن أن تتغير! (تصفيق)

وها نحن نقف، وعبر نهر بوتوماك، مدافن أرلينغتون، حيث يرقد الأبطال الذين قدموا أكبر قدر ممكن من التفاني في سلام أبدي. وها نحن نقف هنا، بعد أيام فقط من اعتقاد الغوغاء المشاغبين أنهم يمكن أن يستخدموا العنف لإسكات إرادة الشعب، ولوقف عمل ديمقراطيتنا، وطردنا من هذه الأرض المقدسة. هذا لم يحدث. ولن يحدث أبدًا ليس اليوم، وليس غدًا ولن يحدث أبدًا. (هتاف وتصفيق)

ولكل من دعم حملتنا، إنني ممتن لما وضعتموه فينا من ثقة وإيمان. واسمحوا لي أن أقول هذا لجميع الذين لم يدعمونا. اصغوا إلي ونحن نمضي قدمًا. قيموني وتفهموا قلبي.

وإذا كنتم ما زلتم لا تتفقون معي، فليكن ذلك. فهذه هي الديمقراطية. وهذه هي أميركا. الحق في المعارضة السلمية. داخل أسوار حراسة جمهوريتنا، ربما تمثل أعظم قوة لهذه الأمة ومع ذلك اسمعوني بوضوح، يجب ألا يؤدي الخلاف إلى الانفصال. وأتعهد لكم بهذا، بأنني سأكون رئيسًا لكل الأميركيين، كل الأميركيين. (تصفيق) وأعدكم، أنني سأقاتل من أجل أولئك الذين لم يدعموني بنفس القدر من القوة التي أقاتل بها من أجل من دعموني. (تصفيق)

منذ قرون عديدة، كتب القديس أوغسطين، وهو قديس بالنسبة لكنيستي، أن الناس هم عبارة عن مجموعة تحددها الأشياء المشتركة في محبتهم. ويتم تعريفهم من خلال الأشياء المشتركة في محبتهم. فما هي الأشياء المشتركة التي نحبها كأميركيين، والتي تعرفنا كأميركيين؟

أعتقد أننا نعرفها. إنها الفرصة، والأمن، والحرية، والكرامة، والاحترام، والشرف، ونعم، الحقيقة. (تصفيق) لقد علمتنا الأسابيع والأشهر الأخيرة درسًا مؤلمًا. هناك الحقيقة وهناك أكاذيب، أكاذيب تُقال من أجل السلطة ومن أجل الربح.

وكل منا عليه واجب ومسؤولية كمواطنين، وكأميركيين، وخاصة كقادة، قادة تعهدوا باحترام دستورنا وحماية أمتنا، للدفاع عن الحقيقة ودحر الأكاذيب. (تصفيق)

انظروا – (تصفيق) – أفهم أن العديد من زملائي الأميركيين ينظرون إلى المستقبل بخوف وذعر. أفهم أنهم قلقون بشأن وظائفهم أفهم مثل والدي، أنهم يستلقون في السرير في الليل يحدقون في السقف، متسائلين، هل يمكنني الاحتفاظ بالرعاية الصحية التي لدي، هل يمكنني دفع قسط الرهن العقاري. ويفكرون في عائلاتهم، حول ما يأتي بعد ذلك. أعدكم، أنني أفهم ذلك.

ولكن الجواب هو عدم الانكفاء إلى الداخل، واللجوء إلى الفصائل المتنافسة، وعدم الثقة بأولئك الذين لا يبدون مثلكم- لا يشبهونكم أو يتعبدون بالطريقة التي تتعبدون بها أو لا يحصلون على الأخبار من المصدر نفسه الذي تحصلون عليها منه. يجب أن ننهي هذه الحرب غير المتحضرة التي تحرض الأحمر ضد الأزرق، والريفي على الحضري، والمحافظ ضد الليبرالي. يمكننا أن نفعل هذا إذا فتحنا أرواحنا بدلا من القسوة في قلوبنا.

فإذا أظهرنا القليل من التسامح والتواضع، وإذا كنا على استعداد للوقوف في مكان الشخص الآخر- كما تقول أمي- للحظة فقط، والوقوف في مكانه. لأنه ثمة شيء عن الحياة وهو أنه: لا توجد محاسبة لما يمكن أن يجلبه لك المصير.

ثمة أيام تحتاج فيها إلى المساعدة. وهناك أيام أخرى يتم استدعاؤنا فيها لتقديم المساعدة. وهكذا يجب أن يكون الأمر. وهذا ما نفعله لبعضنا البعض.

فإذا ما سرنا على هذا المنوال، فسيكون بلدنا أقوى وأكثر ازدهارًا وأكثر استعدادًا للمستقبل. وما زال بإمكاننا أن نختلف. اخواني الأميركيين، في العمل الذي ينتظرنا، سنحتاج بعضنا البعض. إننا بحاجة إلى كل قوتنا للحفاظ عليها – للمثابرة خلال هذا الشتاء المظلم. إننا مقبلون على فترة قد تكون الأصعب والأكثر فتكا من الفيروس.

ينبغي علينا أن ننحي السياسات جانبًا وأن نقف أخيرًا لمواجهة هذه الجائحة كأمة واحدة، أمة واحدة. وإنني أعدكم بذلك. وكما يقول الكتاب المقدس”ابكوا ليلًا، قد تحتملون، ولكن الفرح يأتي في الصباح.” إننا سنتغلب على ذلك معًا. معًا. انظروا يا قوم، كل الزملاء الذين خدمت معهم في مجلس النواب ومجلس الشيوخ هنا، إننا نتفهم جميعًا، إن العالم يتابعنا، يتابعنا جميعًا اليوم. لذا فإن هذه هي رسالتي إلى الذين وراء حدودنا.

إن أميركا تعرضت للاختبار، وإننا خرجنا منه أقوياء من أجلها. إننا سنصلح تحالفاتنا وسنتواصل مع العالم مرة أخرى. ليس من أجل مواجهة تحديات الماضي، وإنما من أجل مواجهة تحديات اليوم وتحديات المستقبل. (تصفيق)

وإننا سنتبوأ القيادة ليس فقط بمثال قوتنا، وإنما بقوة مثالنا (تصفيق). إننا سنكون شريكًا قويًا وموثوقًا به من أجل السلام، والتقدم، والأمن.

انظروا، إنكم جميعًا تعلمون أننا مررنا بالكثير في هذه الأمة. وإن أول إجراء لي كرئيس هو أن أدعوكم لمشاركتي في لحظة صلاة صامتة لكي نتذكر كل الذين فقدناهم خلال العام الماضي بسبب الجائحة، هؤلاء الـ 400 ألف من إخواننا الأميركيين – أمهات، وآباء، أزواج، وزوجات، أبناء، وبنات، أصدقاء، وجيران، وزملاء عمل. إننا سنكرمهم بأن نصبح الشعب والأمة التي تعلم أننا نستطيع وينبغي علينا أن نكونها.

لذا فإنني أطلب منكم أن نؤدي صلاة صامتة من أجل الذين فقدوا حياتهم ومن تركوهم وراءهم من أجل بلدنا.

(لحظة صمت)

آمين. إخواني. هذا وقت اختبار. إننا نواجه هجومًا على ديمقراطيتنا وعلى الحقيقة. فهناك فيروس مستعر، وتزايد في عدم المساواة، ولدغة العنصرية التي تحدث بشكل ممنهج ، والمناخ في أزمة. دور أميركا في العالم. وأي عامل من تلك العوامل قد يكون كافيًا ليمثل تحديًا عميقًا بأساليب مختلفة، إننا نواجهها كلها في آن واحد.

إننا نقدم لهذه الأمة أحد أخطر المسؤوليات التي واجهتنا. والآن سيتم اختبارنا.

فهل سنهب، كلنا جميعًا؟ آن أوان الجرأة، لأن هناك الكثير مما ينبغي فعله. وهذا مؤكد أعدكم، أننا سيتم الحكم علينا، عليكم وعليّ، من خلال كيفية حل الأزمات المتتالية في عصرنا. (فهل) سنرتقي إلى مستوى المناسبة، هذا هو السؤال، هل سنتقن التحكم في إدارة هذا الوقت العصيب النادر؟

هل سنفي بالتزاماتنا، ونمرر لأبنائنا عالمًا جديدًا يكون أفضل؟ أعتقد أنه ينبغي علينا أن نفعل ذلك. وإنني واثق من أنكم ستفعلون ذلك أيضًا. أعتقد أننا سنفعل. وحينما نفعل ذلك سنكتب الفصل القادم في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، حكاية أميركا، حكاية تبدو كأنها الأغنية التي تعني الكثير بالنسبة لي، اسمها “النشيد الوطني لأميركا”. وهناك بيت في كلمات ذلك النشيد له مكانة بارزة، على الأقل بالنسبة لي.

كلماته تقول: “لقد واصلنا العمل والصلاة لقرون طويلة أوصلتنا إلى هذا اليوم. فماذا سيكون تراثنا؟ ما الذي سيقوله أبناؤنا؟ دعوني أعرف في قلبي عندما تمضي أيامي. أميركا، أميركا، لقد قدمت لك أفضل ما لدي.” دعونا نضيف. دعونا نضيف عملنا وصلواتنا إلى قصة أمتنا العظيمة التي تتجلى للعيان.

وإذا فعلنا ذلك، فإنه عندما تمضي أيامنا، حينئذ سيقول عنا أبناؤنا وأبناء أبنائنا، إنهم فعلوا أفضل ما لديهم، أدوا واجبهم، لقد استطاعوا لأم بلد مصدعة. إخواني الأميركيين، إنني أختتم اليوم من حيث بدأت، بقسم مقدس أمام الله وأمامكم جميعًا. إنني أعطيكم كلمتي، سأكون معكم دائمًا. سأدافع عن الدستور. سأدافع عن ديمقراطيتنا. سأدافع عن أميركا.

سأعطي كل شيء، أعطيكم جميعًا- سأكون في خدمتكم، ولا أفكر في السلطة، وإنما في الاحتمالات، ليس في الإصابات الشخصية، وإنما في الصالح العام. ومعًا، سوف نكتب حكاية أميركية عن الأمل، وليس الخوف. عن الوحدة، وليس الانقسام. عن النور، وليس الظلام. حكاية عن اللياقة والكرامة، عن الحب ولأم الجراح، عن العظمة والخير.

قد تكون هذه الحكاية التي ترشدنا، التي تلهمنا، الحكاية التي تخبر أجيالًا ستأتي أننا لبينا دعوة التاريخ، وأننا كنا على مستوى اللحظة. إن الديمقراطية والأمل، الحقيقة والعدالة، لم تمت أمام أعيننا، وإنما ازدهرت، إن أميركا ضمنت الحرية في الداخل ووقفت مرة أخرى منارةً للعالم. وهذا ما ندين به لأسلافنا، ولبعضنا البعض، وللأجيال اللاحقة.

لهذا، فإننا بكل عزم وتصميم، ننتقل لننجز مهام عصرنا، المدعومة بالإيمان، والمدفوعة بالاقتناع، مخلصين لبعضنا البعض وللبلد الذي نحبه من كل قلوبنا. بارك الله في أميركا، وحفظ الله جنودنا. شكرا يا أميركا.