واشنطن تبدأ الانسحاب من سوريا وتنقل قواتها للعراق: إعادة تموضع أم تخلي عن الحلفاء؟
في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية، بدأت الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكري في شمال شرق سوريا، ونقلت بالفعل جزءًا من قواتها إلى قواعدها في العراق، أبرزها قاعدة عين الأسد. ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد شملت عمليات النقل معدات ثقيلة وأسلحة، في حين أُبقي على عدد محدود من القوات لأغراض استخباراتية وتدريبية.
هذا التطور يأتي وسط تصاعد الهجمات التي تستهدف القواعد الأميركية من قبل فصائل مدعومة من إيران، إلى جانب تغيّر الأولويات الأميركية نحو آسيا واحتواء الصين، ما دفع إدارة بايدن إلى إعادة تقييم انتشار قواتها في الشرق الأوسط.
القرار أثار قلق حلفاء واشنطن في سوريا، وعلى رأسهم “قوات سوريا الديمقراطية”، التي ترى في هذه الخطوة تخلٍّ واضح عن الشراكة الأمنية الطويلة. في المقابل، تعتبر تركيا هذا الانسحاب فرصة سانحة لتعزيز نفوذها في مناطق شرق الفرات.
ويرى مراقبون أن هذا الانسحاب، إذا لم يُعالج سياسيًا، قد يؤدي إلى عودة نشاط تنظيم داعش، ويزيد من تعقيد المشهد السوري، ويفتح الباب أمام مزيد من التغلغل الروسي والإيراني.