آلاف جنود الاحتياط يلتحقون بالجيش الإسرائيلي استعدادا لهجوم جديد على غزة وسط خلافات سياسية وعسكرية
بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الثلاثاء الالتحاق بالخدمة العسكرية قبيل هجوم موسّع على غزة، وسط انقسامات بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وضباط الجيش حول تداعيات العملية. وتواصلت الغارات الإسرائيلية على القطاع وأسفرت عن سقوط العديد من القتلى، بينما تستمر أزمة الرهائن وتعطل مفاوضات وقف إطلاق النار منذ يوليو/تموز الماضي.
التحق عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الثلاثاء بالجيش استعدادًا لهجوم جديد على مدينة غزة، حيث يريد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تسريع وتيرة العملية رغم تحذيرات مسؤولين عسكريين كبار.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نحو أربعين ألف جندي احتياط بدؤوا الخدمة اليوم بهدف دعم الهجوم، بينما استعد الجيش لوجستيا لاستقبالهم وتأمين احتياجاتهم قبل بدء الحملة.
ترامب يقول إنّه سيطلب من المحكمة العليا الحكم بسرعة في قضية الرسوم الجمركية
الخطط العسكرية والتوتر السياسي في إسرائيل
وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بقيادة نتانياهو الشهر الماضي على خطة موسعة للسيطرة على مدينة غزة، بعد اشتباكات شرسة بين القوات الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بدايات الحرب. وتسيطر القوات الإسرائيلية حتى الآن على نحو 75% من قطاع غزة.
وعقد مجلس الوزراء الأمني اجتماعا متأخرا الأحد شهد مشادات بين نتانياهو والوزراء المؤيدين للهجوم على غزة، وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير الذي شدد على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
اقرأ أيضاحماس تحذر… الرهائن الإسرائيليون سيواجهون “الأخطار” نفسها للمقاتلين في مدينة غزة
وأبدى زامير مخاوفه من أن الحملة ستعرض الرهائن للخطر وتزيد الضغوط على الجيش المنهك، بحسب وزراء ومسؤولين عسكريين حضروا الاجتماع.
ويأتي ذلك عقب خلاف مماثل الشهر الماضي، حيث أوضح الجيش أثناء مناقشات حول خطط الهجوم أنه بحاجة لشهرين على الأقل قبل البدء، لإعطاء فرصة لجهود إنسانية.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى استياء عدد كبير من جنود الاحتياط من خطط الحكومة، واتهامها علنا بعدم امتلاك استراتيجية واضحة لما بعد الحرب أو مقاييس وأهداف محددة للنصر في غزة.
ونقل أحد جنود الاحتياط الذين يخدمون منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي تصريحا لرويترز قال فيه إنه لا يشعر بأن عمله يشكل ضغطًا حقيقيًا على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
الغارات الإسرائيلية والضحايا المدنيين
وذكرت السلطات الصحية في غزة أن 25 شخصا على الأقل قُتلوا في غارات إسرائيلية الثلاثاء على أنحاء القطاع، بينهم ما لا يقل عن 16 في مدينة غزة، وأصيب عشرات آخرون.
من بين هؤلاء، خمسة قتلوا أثناء انتظارهم في طابور للحصول على الطعام جنوبي القطاع، وتسعة قُتلوا في قصف شقة سكنية، وسبعة بقذائف دبابات إسرائيلية، كما لقي أربعة أشخاص مصرعهم شمال القطاع.
بينما لم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلبات التعليق، إلا أنه يؤكد استمرار العمليات ضد المقاتلين في أطراف مدينة غزة وتدمير الأنفاق وضبط الأسلحة والبنية التحتية.
أزمة الغذاء وعواقب الحرب
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن 13 فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال توفوا خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات بسبب هذين السببين إلى 361 على الأقل، من بينهم 130 طفلًا معظمهم في الأسابيع الأخيرة.
وتشكك إسرائيل في الأرقام الواردة من وزارة الصحة وتعتبر أن أسباب الوفاة الأساسية طبية أخرى.
حصيلة الحرب وتعثر التفاوض
شنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر بحسب إحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة بين مدنيين وأطفال إلى غزة.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، دون تحديد عدد المسلحين.
وتوقفت محادثات وقف إطلاق النار في يوليو/ تموز، وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن هناك 20 رهينة من أصل 48 لا يزالون أحياء ومحتجزين في غزة.
