” آل- كومباني قادمون” .. بقلم منال خليل
تم افتتاح معرض المقابله ( لمجموعة الشركه ) والذي تقابل وتعاون فيه اربع أصدقاء من جيل الوسط الفنان سامح إسماعيل والفنان محمد خضر والفنان معتز الإمام والفنان ياسر جعيصة واصبحوا من أهم رموز الفن التشكيلي ..
أتوا من خلفيات ومدارس مختلفه منهم من درس الجرافيك والديكور والتصوير.. ولكن تقابلوا في هذه المنطقه المحايدة من الفن والابداع ..
– مجموعه انتهجت ثقافة الاختلاف وبعيدا عن الخلاف، اعتنقوا التغيير والبعد عن زوايا الثبات والسكون إلى الشكل والطابع الفني الواحد فأنطلقوا إلى براح “الشركة” وبمذاق ومزاج فنى عالي ورفيع المستوى ..
كل منهم خطى بقوة واعتداد ونافس وتحدى ذاته اولا ليبعث لنا باشارات فنيه غير اعتياديه..
بأن هناك الجديد والبديع وبعيدا عن الشخصنه ..
– شراكه فنيه محسوبه ومحسومة الخبرة ونتاج تجارب وخبرات و فلسفه مختلفه
أثرت من قوة ونجاح التجربه سواء فى تناول الأفكار وتطبيقها أو تقنيا كما ابدع محمد خضر وابتكر تلك التقنيه الخاصه به وحده واشتغل عليها حتى ابهرنا ” بالمقابلة” وبأنه بكل معرض يختلف عن ماقبله فنيا وتقنيا ..مرورا بتميزه في استخدام خامه الباستيل وابداعه المعروف في فن البورتريه الذى ينطق من روحه على وجوه الشخوص والمسطحات الفنيه..
مرورا بمعرض سكون والطبيعه الصامته ..اسبريسو وغيرهم كما اخذنا فى رحلته مع الترانزيت والعوده بنا بشكل مغاير مع مجموعه التريو واستراحه مع ألوان المونوكروم بمعرضه الاخير “051 “… ثم العوده الى تجسيد الطبيعه باعماله فى سمبوزيوم البانيا وقد استدعى مخزونه البصري وتفاعله مع الطبيعه وأصبح له مرجعيته الخاصه به بدون الحاجه إلى مرجعيات أخرى سوى مجموعه خبراته وتجاربه في توظيف خلاصه دراسته لمعاني وفهم بواطن فيزياء الألوان ومزجها بشكل متفرد .. ليقدم لنا تلك التجربه الرائعة والتى اتوقع ان يكون رائدها والتي استخدم فيها خامه الاكريليك والفحم وبعض الوسائط الاخري فى محاولات استكشافيه مابين :
reverse painting and transferring
بشكل قد يرى فيه المتلقي أنه بتقنيه المونوبرينت أو الطبعة الواحده ولكنه ليس بذلك .. فهناك فرق زمني في استخدام وتنفيذ التقنيه على خامه الكانفاس وما يتم التعامل به في تقنيه المونوبرينت والتي ربما كانت إحدى المراحل الاوليه فقط يليها ويسبقها كل هذا المجهود الذي بذله في مراحل الاستكشاف والاعاده والتجريب والاختزال ايضا ليصل بنا لهذه التقنيه والابداع وكذلك درجه نعومه السطح ..
قدم لنا خضر ما يقرب من ٣٧ عمل فنى مختلف المقاييس من أصل مائه عمل لمجموعه الشركاء ككل… وليس هناك عمل واحد يشبه الآخر الا في الإبداع والتجريد … والفريد هنا بأن الفنان ذاته لايستطيع تكرار نفس العمل أو نسخه مره أخري… – محمد خضر أصبح من أهم شفراته الفنيه أنه بيخرج من منطقه الثبات الفني بشكل دائم فاصبحنا لا نتوقع ماذا سيقدم لنا ..فهناك دائما الجديد ومخزونه الفني غير متوقع وفي تطور مستمر
-هو يترك لنا فقط كيفيه تفسير أعماله كلٍ من منظوره الخاص ..متنقلا بنا في فن التجريد إلى طبيعه فطريه بشكلها البدائي من جبال وانعكاسات على سطح ماء بشكل غير مألوف ولحاء الاشجار وجذوعها وشخوص وأعمال مختلفه ومغايرة لما قبل ، نهايه بعمل فني رائع بألوان مبهجه ضم فيها أعضاء الشركه من خلال عقله الباطن لاستكمال مشهد تجربه الشركة عبر فيها ولخص معرض المقابله وعلاقتهم ببعضهم وانصهارهم فنيا ولكن كل على حده من خلال وحده واحده ..
المعرض قام بتنسيقه الفنان سامح إسماعيل وقد قام باختيار اللوحات بحريه ممنوحه بثقه شديده ودون تدخل من باقي أعضاء الشركه وواضح أن كل منهم كان له دوره الخاص به لشكل منظم جدا .. وقام سامح بتوظيف الأعمال فنيا على جدران القاعات الثلاث بمركز الجزيره للفنون بالزمالك بهدوء مبدع الخصوصيه الجماعيه والفرديه معا ولكن صاخب المعنى ليصل المعرض لهذه الدرجه العاليه من التناغم والاتساق الواثق والمزج بين جميع أعمال فناني الشركه والمقابله المفتوحه للنقاش والحوار بين كل ما عرض من اعمال مختلفه التقنيه والطابع وكأنه معرض واحد ( دون الوقوع في فخ المعرض الجماعي المتعارف عليه )
– وكما أشار ا.د.الفنان احمد عبد الكريم بأن هذا العرض يعتبر عرض فني يتسم بالعاطفة والحب الذى يعبر عن مايجمع أعضاء الشركه الاربعه في الاعداد لهذه الحاله المتفرده .
حتى اننا لم نرى اسم أى من الشركاء مدون على الوصف الملاصق للوحه ولكن اسم ” الشركة ” فقط .
– ترك لنا الشركاء غموض وجاذبية أن نستمتع بالتذوق الفني لكل ما يميز أحدهم دون الآخر… مما خلق نوع من الفضول والشغف والاكتشاف.. وكذلك ابدع بتنسيق الاضاءه والتى سلطها على بعض اللوحات وتعمد اظلام أجزاء أخرى مثل لوحة رئيس مجلس الاداره لياسر جعيصه فأنار الشخص وأظلم كل ما يوضح ثراءة وممتلكاته مثل الكاديلاك الرائعه التفاصيل .. بشكل يدعم روح الفانتازيا التى ظهرت فى مجموعه اعمال الشركه لياسر وانتقل بها وبنا من تميزه وثباته على عرش الاكواريل و مرونة استخدامه المختلف في اللاندسكيب والسيتي سكيب إلى التصوير بالزيت في مجموعه اعمال خفيفه الظل تضم السكرتيره المتحرره من حقبة مختلفة وعامل البوفيه وبعثره موظفي الشركه من خدمه العملاء وفريق المصممين والموارد البشريه في الهواء بشكل صارخ اللون كما لو انها مشاهد من فيلم أكد فيه على حاله الفانتازيا.. وضمهم اخيرا بمجموعه مطابخ ليعود بنا إلى حاله لونيه هادئه تدعو إلى الاسترخاء والهدوء وهو مطبخ الشركه الذى يتقابل فيه موظفيها والاسقاط واضح هنا على مجموعه الشركه الذي كان يجمعهم مراحل الاعداد والتخطيط لهذه التجربه …
والذى استدرجنا فيه الفنان معتز الإمام إلى عالمه الخاص الذى يستند فيه على موروثه الثقافي السوداني الافريقى مستخدما الاكريلك والفحم وركن إلى الأبيض والأسود على غير المعتاد منه والذي يجيد فيه مزج بالتته الخاصة كاملة الألوان والساخنه بمشواره الفني ..
ولكنه بالمقابل جسد أعماله بشكل أكثر نعومه انطبعت على ملامح شخوصه .. وكذلك بعض من اعمال الطبيعه الصامته اللطيفه
و ربط الفنان سامح إسماعيل بين أعمال كل الشركاء بحرفيه عاليه بجميل أعماله الفنيه المختلفه والذى استند فيها على مرجعيته بدراسه الخطوط العربيه وكذلك دراسته الجرافيكيه بشكل أنيق مستخدما خامه القماش الغير سابق التجهيز مستفيدا بشكل مباشر بقوة خامه الاكريلك في التعامل مع الأسطح بدون التدخل أو محاوله تغيير ماهيتها..
وقد أمضى الفنان سامح إسماعيل رحلته فى الفنون البصريه فى مزج خبرته الجرافيكيه ومحاولة توظيفها على الأسطح المختلفه ..وقد ابدع وتميز بالفعل .
– لربما ليس كل الأعمال على نفس القوة وهذا يصعب تحقيقه جدا .. ومتعارف ومتفق عليه عالميا بمختلف الفنون البصريه وبأنه من الممكن أن يخلد عمل واحد فقط من مجمل اعمال الفنان اسم الفنان على مر العصور ..
ولكن هناك ايضا من الأعمال بمعرض “المقابله” مايكفي لاستدعاء كل هذا الزخم الفني والابتكار ومحاولات مكثفه للإبداع المختلف، وكذلك الاستحواذ على إعجاب وتقدير الغالبية من المتلقين والمتخصصين وآثاره فضول البعض الآخر…. كان هناك كم من الطاقة الإيجابيه تنبعث من الأعمال وتنعكس على كل الحضور .. الذى لم أشاهده بمعرض فردي أو جماعي من قبل
ومصدر هذه الطاقههم الشركاء الأربعة ذاتهم وإيمانهم ببعض وبقدرتهم على تقديم فن مختلف وإضافه جديده للفنون البصريه من منطلق الإجتهاد والبحث والإطلاع وعمل تجارب فنيه جديده وممتعه وتعاون أعظم .
– كما اعرب الفنان التشكيلي أمير الليثى مدير مركز الجزيره للفنون عن سعادته باحتضان وزاره الثقافه وقطاع الفنون التشكيلية لهذا العرض الأول وتميزه لما يعبر عن خبرات الفنانين الاربعه والتى قد قاموا بتحقيقها بالفعل بصالات العرض الخاص محليا ودوليا.
– هذا هو رأيي المتواضع .. مع كامل إعجابي بجمال التجربه التى اسعدتنا جميعاً
واتمنى أن تدوم الشركة والشراكه وجمال المشاركة فهكذا هى الروح الاصيله لرساله الفن والابداع كما يجب أن تكون .
– هنا بدأت المقابله قويه الصدى والأصداء وأعتقد أن القادم هو ” المواجهة ” ” آل_كومباني قادمون