” أبرامز”..نجمة سمراء صاعدة في الحياة السياسية الأميركية

19

 

من هي ستايسي أبرامز؟ هي  ليست سياسية تقليدية، لكنها أيضاً ليست من التيار اليساري المتشدّد، على الرغم من إعلان السيناتور التقدمي بيرني ساندرز دعمه لها «في صفوف ثورتنا»، عندما ترشحت لمنصب حاكم ولاية جورجيا عام 2018 خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ضد منافستها ستايسي إيفانز. وهي عندما فازت بترشيح الحزب الديمقراطي، كانت أول امرأة سوداء في الولايات المتحدة تحظى بترشيح حزب رئيس لمنصب حاكم ولاية. ثم في فبراير (شباط) 2019 أصبحت أول امرأة سوداء تلقي خطاب الرد على خطاب الرئيس السنوي عن «حالة الاتحاد». وبينما يتوقع على نطاق واسع أن تترشح أبرامز مرة أخرى لمنصب الحاكم عام 2022، فهي اليوم واحدة من أكثر السياسيين الأميركيين نفوذاً مع أنها لا تشغل أي منصب سياسي رسمي حالياً.

تكاد تجمع أراء المراقبين للمشهد السياسي الأميركي على أنه للسياسية والناشطة السوداء ستايسي أبرامز يجب أن ينسب الفضل في إعادة بناء القاعدة السياسية والشعبية للحزب الديمقراطي، ليس فقط على مستوى ولاية جورجيا، بل أيضاً على مستوى الولايات المتحدة.

فأبرامز، المحامية التي نشأت وتربّت في بيت متدين، لعبت دوراً قيادياً في حث الناخبين السود واللاتينيين والآسيويين على الإقبال والمشاركة في الحملات الانتخابية والتصويت. وهذا ما انعكس في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فوزاً غير مسبوق للمرشح الرئاسي جو بايدن بأكبر تصويت شعبي فاق 81 مليون صوت، وبأعلى نسبة تصويت بين السود فاقت ما حظي به الرئيس السابق باراك أوباما. ثم، في 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، في قلب المعادلة بجورجيا، حيث انتزع المرشحان الديمقراطيان القس رافاييل وارنوك وجون أوسوف مقعدي الولاية في مجلسي الشيوخ، إثر تغلبهما على شاغلي المقعدين الجمهوريين السيناتورة كيلي لفلر والسيناتور ديفيد برديو.
منذ عام 1992، وبعد انتخاب الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، توقفت ولاية جورجيا الأميركية عن إعطاء أصواتها للديمقراطيين، إلا أنها تعود اليوم لاختيار اللون الأزرق، حيث يتقدم بايدن بـ 10 آلاف صوت في الولاية، مع فرز 99 بالمئة، رغم أن إمكانية إعادة فرز الأصوات تلوح في الأفق.

ويعود الفضل في انتصار الديمقراطيين بالولاية، إلى الجهود الحكيمة للناشطة الحقوقية، ستايسي أبرامز، التي ترشحت لمنصب حاكم جورجيا عام 2018، لكنها خسرت أمام الجمهوري براين كيمب.

ووفق تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتيد برس”، ألغى كيمب قبل الانتخابات في عام 2018، تسجيل أكثر من مليون ناخب بين عامي 2012 و2018، كما جمد ما يقدر بنحو 53 ألف مسجل معظمهم ينتمون إلى الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي، ما شكل عائقاً أمام فوز أبرامز.

وبصفتها عضواً في المجلس التشريعي للولاية، أنشأت إبرامز، المنحدرة من أصول أفريقية، منظمة غير ربحية لتسجيل الناخبين تسمى “مشروع جورجيا الجديدة”، والتي أكملت 86 ألف طلب ناخب جديد.

وبعد خسارتها في عام 2018، ضاعفت من قوتها وأصبحت واحدة من أبرز نشطاء حقوق التصويت في البلاد، وأطلقت حملة “نزال عادل” غير الربحية لمكافحة قمع الناخبين.

وبناءً على جهود “مشروع جورجيا الجديدة” وغيره، سجلت أبرامز و”نزال عادل” عدداً هائلا يقدر بنحو 800 ألف ناخب جديد منذ عام 2018، كانوا سببا أساسيا لفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بأصوات الولاية.

ويقول مدير قسم الدراسات الحكومية في مركز السياسة الحزبية، جون فورتيه، لـ”سكاي نيوز عربية” إن على الجمهوريين أن “يدرسوا ما أنجزته إبرامز، بمساعدة عوامل أخرى، في جورجيا، وما حققته من نتائج طيبة للديمقراطيين في الانتخابات، بعدما قلبت تفوق ترامب الذي حققه عام 2016 بخمس نقاط مئوية إلى فوز لمصلحة بايدن”.

ويشدد فورتيه على أن الإقبال الكبير للناخبين في جورجيا على مراكز الاقتراع، قد لا يتكرر، إذ “لا يقبل المقترعون عادة على انتخابات الإعادة بنفس حجم إقبالهم على الانتخابات العامة”.

ويأمل الديمقراطيون بأن يستفيدوا من الموجة الزرقاء في جورجيا، لحسم جولة الإعادة على مقعدي مجلس الشيوخ في الولاية، لمصلحتهم.

وقالت بيانكا كيتون، مسؤولة الحزب الديمقراطي في مقاطعة غوينيت بمنطقة أتلانتا المتنوعة والمتنامية، والتي تمنح القوة للديمقراطيين: “إنه يوم جديد في جورجيا”.

وأضافت “لم أعتقد أبدًا أننا سنكون في هذا الموقف حيث تعتمد حالة بلدنا ومجلس الشيوخ على ولايتنا”.