أبرز المرشحين لمنصب رئيس لبنان وطريقة تقاسم السلطة
بعد شغور رئاسي لأكثر من عامين، عقب انتهاء ولاية ميشال عون الرئيس السابق، يحاول برلمان لبنان انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وتنطلق غدا الخميس في لبنان انتخابات اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية وذلك بعد 3 سنوات من الشغور الرئاسى عقب انتهاء فترة حكم الرئيس ميشيل عون.
وفى 28 نوفمبر الماضي وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار مع حزب الله، والذي تم برعاية أميركية فرنسية، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن موعد جديد لانتخاب رئيس الجمهورية في 9 يناير 2025.
ومنذ استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي في 22 نوفمبر 1943 أي منذ 82 عاما لم تشهد البلاد عملية سلسة لتسلم وتسليم السلطة بين رؤساء الجمهورية.
فغالبا ما جاءت الانتخابات ما كانت نتيجة للصراعات الداخلية أو الحروب، أو تسببت في اندلاعها أو إخمادها.
ورغم فشل الجلسات السابقة في التوصل والتوافق على رئيس للبلاد، فيعتقد مراقبون أن الجلسة هذه المرة ستكون مختلفة، ربما يصل الساكن الجديد لمقر الرئاسة اللبناني في قصر بعبدا، لما طرأ على البلاد.
ولا يملك أي فصيل سياسي في البرلمان، المؤلف من 128 مقعدًا، مقاعد كافية لفرض اختيار رئيس، إلى جانب عدم وضوح توافق على أي مرشح حتى الآن.
وبعد دعوة نبيه بري، رئيس مجلس النواب لانتخاب رئيس للبلاد، الخميس، طُرحت بعض الأسماء لمنصب الرئيس، ومن بين هؤلاء رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي كان مرشح حزب الله، قبل أن يعلن انسحابه السباق، ليدعم، جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني.
جوزيف عون
أكدت تقارير إعلامية أنه جرى اختيار عون، كمرشح توافقي تمهيدا لانتخابه رئيسا للبنان، وذلك بعد إعلان سليمان فرنجية سحب ترشحه.
وأوضحت المصادر أنه وباختيار جوزيف عون مرشحا للرئاسة، تكون قد حلت عقدة ثنائي حزب الله وحركة أمل.
يتولى العماد عون البالغ 60 عامًا منصب قائد الجيش اللبناني منذ عام 2017، وقاد قواته خلال أزمة مالية طاحنة أصابت جزءاً كبيراً من الدولة اللبنانية بالشلل بعد انهيار النظام المصرفي في عام 2019.
وفي عهد عون، استمر تدفق المساعدات الأمريكية إلى الجيش، كجزء من سياسة أمريكية تركز على دعم مؤسسات الدولة للحد من نفوذ حزب الله.
وبعد وقت قصير من تعيين عون، شن الجيش اللبناني هجوماً لتطهير جيب على الحدود السورية من تنظيم «داعش»، وهو ما أشاد به السفير الأميركي حينذاك قائلاً إن الجيش قام «بعمل ممتاز».
اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات الجديدة على رفض “مشاريع الانقسام”
وقال سياسيون لبنانيون إن ترشيح عون يحظى بموافقة الولايات المتحدة، إلا أن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أكد أن «لبنان هو الذي يختار رئيسه المقبل، وليس الولايات المتحدة أو أي طرف خارجي.
وعبَّر وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في جماعة «حزب الله»، الأسبوع الماضي عن «الانفتاح» على ترشيح عون، فيما عارض «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه جبران باسيل، وحزب «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع، ترشيح عون لمنصب الرئيس.
لكن بري نبه إلى احتياج الدستور لتعديل حتى يتمكن عون أو أي مرشح آخر يشغل منصباً حكومياً من تولّي المنصب، إذ يحظر الدستور على أي مسؤول في الدولة أن يصبح رئيساً للدولة.
جهاد أزعور
جهاد أزعور يشغل جهاد أزعور (58 عاماً) منذ عام 2017 منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، وبين عامي 2005 و2008، تولى شغل منصب وزير المالية في حكومة فؤاد السينورة، رئيس الوزراء السابق.
وحصل أزعور على درجة الدكتوراه في التمويل الدولي، ودرجة دراسات عليا في الاقتصاد الدولي والتمويل، وكلاهما من معهد الدراسات السياسية في باريس.
وفي عام 2023، برز أزعور لأول مرة كمرشح رئاسي، حين صوتت له أحزاب منها «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وحصل على 59 صوتاً في جلسة وحيدة تنافس خلالها مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
ومما يعزز مكانة أزعور، أنه متحدر من أسرة سياسية، لكونه ابن شقيقة السياسي الراحل النائب السابق جان عبيد، الذي بقي اسمه مطروحا لعقود مرشحا توافقيا تربطه علاقة جيدة بمختلف الأطراف اللبنانية.
وزير الدفاع السوري: نسعى لترميم الفجوة بين القوات المسلحة والشعب
إلياس البيسري
صحيح أن أياً من الكتل النيابية لم تخرج بعد لتبني ترشيحه، إلا أن المعلومات تؤكد حماسة «التيار الوطني الحر» لدعمه، ولم تعلن أي كتلة رفضها ترشيحه.
ويتولى إلياس البيسري 60 عاماً مؤقتاً منصب مدير المديرية العامة للأمن العام اللبناني منذ انتهاء ولاية سلفه اللواء عباس إبراهيم في عام 2023، دون توافق بين الفصائل اللبنانية على من يخلفه.
وتُعتبر المديرية العامة للأمن العام اللبناني التي يديرها البيسري أقوى جهاز أمن داخلي في لبنان وتُشرف على المعابر الحدودية اللبنانية والعمليات الاستخباراتية المحلية، كما حصل البيسري على درجة الدكتوراه في الحقوق من الجامعة اللبنانية.
المحاصصة
في ظل نظام تقاسم السلطة في لبنان منذ استقلاله عن فرنسا عام 1943، يجب أن يأتي الرئيس من الطائفة الكاثوليكية المارونية، بينما رئيس الوزراء سني ورئيس البرلمان شيعي.
وقبل انتهاء ولاية الرئيس بشهر على الأقل أو شهرين على الأكثر، يجتمع البرلمان لانتخاب خليفته، وحال عدم دعوة المجلس بواسطة رئيس الجمهورية، يتوجب على أعضاء البرلمان الاجتماع في اليوم العاشر الذي يسبق أجل انتهاء ولاية الرئيس، بحسب الموقع الرسمي للرئاسة اللبنانية.
وينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب «86 نائبًا من أصل 128» في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التالية.
مدة الرئاسة 6 سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد 6 سنوات لانتهاء ولايته، وفي حال انتهاء المهلة الدستورية للرئيس الحالي من دون انتخاب رئيس جديد يتولى مجلس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية لحين انتخاب رئيس جديد.
آلية انتخاب الرئيس
عقب دعوة رئيس مجلس النواب إلى انتخاب الرئيس تبدأ العملية الانتخابية لكن يشترط انعقاد المجلس النيابي بنصاب الثلثين على الأقل أي 86 نائبًا أو أكثر.