“أردوغان” يتهم الولايات المتحدة بدعم “الإرهاب” بعد إعدام 13 تركياً

88

أعادت تركيا الاثنين إحياء إحدى أبرز نقاط الخلاف العالقة مع الولايات المتحدة، مع اتهام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان واشنطن بدعم “الإرهابيين” بعد “إعدام” 13 تركياً في العراق على أيدي متمردي حزب العمال الكردستاني بحسب أنقرة.

وترافق هجوم إردوغان على واشنطن مع احتجاج دبلوماسي تمثل باستدعاء السفير الأميركي في أنقرة الى وزارة الخارجية

التركية المستاءة من رد فعل واشنطن على مقتل الرعايا الأتراك الثلاثة عشر.

وقال اردوغان في خطاب إن “تصريحات الولايات المتحدة مؤسفة. تقولون إنكم لا تدعمون الإرهابيين لكنكم بالواقع تقفون الى جانبهم”.

واتهمت تركيا الأحد حزب العمال الكردستاني بإعدام 13 تركيا، معظمهم من الجنود وعناصر قوات الأمن، كان يحتجزهم في شمال العراق منذ سنوات.

وذكر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن جنوداً أتراكاً عثروا على 13 جثة في كهف تمت السيطرة عليه في منطقة قارا بشمال

العراق حيث تشن أنقرة منذ الأربعاء عملية ضد حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه هي وحلفاؤها الغربيون بأنه “ارهابي”.

وأقرّ حزب العمال الكردستاني بمقتل مجموعة سجناء لكنه نفى رواية أنقرة، مؤكداً أنهم قتلوا بضربات جوية تركية.

توتر مع بغداد

وأعلنت الخارجية الأميركية الأحد أنها “تأسف لمقتل رعايا أتراك”، مشيرة الى انها تنتظر تأكيدا إضافيا حول ما أعلنته أنقرة عن

ظروف مقتلهم. وقالت “إذا تأكدت التقارير بأن مدنيين أتراكا قتلوا على أيدي حزب العمال الكردستاني، المنظمة التي تعتبر إرهابية، فنحن ندين هذا العمل بأشد العبارات الممكنة”.

وانتقدت وسائل إعلام تركية موالية للحكومة اللغة المستخدمة في البيان الأميركي واعتبر مصدر في وزارة الخارجية أن استخدام عبارة “اذا تأكد” ينطوي على شكوك في صحة رواية أنقرة.

واستدعت الخارجية التركية السفير الأميركي في أنقرة احتجاجاً على موقف الولايات المتحدة من القضية.

وقالت الخارجية في بيان “استدعي السفير الأميركي (ديفيد) ساترفيلد إلى الوزارة وجرى إبلاغه بأشدّ العبارات بموقفنا من البيان الأميركي”.

وفي محاولة لاحتواء غضب أنقرة حمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسؤولية مقتل الأتراك لحزب العمال الكردستاني في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود تشاول اوغلو.

وجاء في بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن “وزير الخارجية قدّم التعازي بالأتراك الذين قتلوا في شمال العراق

وأكد وجهة نظرنا التي تعتبر أن إرهابيي حزب العمال الكردستاني يتحمّلون المسؤولية”.

وبحسب أنقرة كان الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية وخلافات اخرى بين أنقرة وواشنطن مثل شراء تركيا صواريخ روسية اس-400 موضع بحث في المحادثة الهاتفية، وهي الاولى بين الوزيرين.

وفي الاتصال عبر تشاوش اوغلو لمحاوره عن “انزعاج” أنقرة “للتصريحات الأميركية في هذه الفترة” بحسب وزارة الخارجية التركية.

أردوغان الغاضب

وتعكس تصريحات إردوغان الرافضة للموقف الأميركي عدم ثقة أنقرة بواشنطن في ما يتعلق بسياستها إزاء المتمردين

الأكراد.وفي حين أن واشنطن تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكنها تدعم مقاتلين أكرادًا في سوريا مرتبطين به، في إطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وتدهورت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية دعم واشنطن لمقاتلي وحدات حماية الشعب في سوريا منذ إدارة

باراك أوباما، ولا يزال هذا الدعم مذاك في صلب التوتر بين الطرفين.

وقال إردوغان متوجهاً لواشنطن “لا يمكن لكم أن تكونوا مع الإرهابيين. إذا ما أردتم أن تكونوا طرفاً، فقفوا إلى جانبنا”.

وضاعفت السلطات التركية الاثنين الضغط على حزب الشعوب الديموقراطي الداعم للأكراد والذي تعتبره تركيا الواجهة

السياسية لحزب العمال الكردستاني.

وأعلنت الداخلية التركية الاثنين عن توقيف قوات الأمن 718 شخصاً، بينهم قياديون في حزب الشعوب الديموقراطي، للاشتباه بارتباطهم بحزب العمال الكردستاني.