أزمة جديدة تلوح في الأفق بين السودان وإثيوبيا بخلاف سد النهضة

37

تلوح في الأفق أزمة جديدة في ملف العلاقات السودانية الإثيوبية، ليست بسبب الخلاف حول سد
النهضة أو التوتر الحدودي بين البلدين.

العمق الاستراتيجي

وطلب السودان سحب الجنود الإثيوبيين من القوات الأممية بأبيي، وهو ما يأتي تعبيرا عن تصاعد التوتر
بين البلدين، على خلفية التوترات الحدودية وكذلك الخلافات حول سد النهضة، خاصة بعد فشل مفاوضات
الكونغو الحالية.

وكانت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، ذكرت، أنه “ليس من المعقول وجود قوات
إثيوبية في العمق الاستراتيجي السوداني في وقت تحشد فيه القوات الإثيوبية على حدود بلادنا الشرقية”.

بعثة اليونيسيف

وأكدت المهدي أن بلادها طالبت الأمم المتحدة بتبديل الجنود الإثيوبيين الموجودين ببعثة “اليونسفا”
في منطقة أبيي السودانية بجنود آخرين”، بينما شددت في الوقت نفسه على أن “توتر العلاقات مع
إثيوبيا لن يمس اللاجئين الإثيوبيين في السودان الذين سيجدون الترحاب والمعاملة الكريمة دائما”.

عواقب محتملة

وبحسب وكالة “سكاي نيوز عربية”، مساء اليوم الأربعاء، نقلا عن المحلل السياسي السوداني كمال
كرار، تلك الخطوة السودانية، التي يصفها “الطبيعية” في ضوء التطورات الأخيرة وجملة التوترات بين
الخرطوم وأديس أبابا، قائلا: إنه من الطبيعي في ظل التوتر الحالي حول سد النهضة أن يتحسب
السودان للعواقب المحتملة.. وبالتالي فطلب سحب البعثة العسكرية طبيعي باعتبارها الآن قوات
تتبع نظاما معاديا للسودان.

ويستطرد: “لكن ومن جانب آخر، فيبدو أن الخلاف حول ملء السد وعدم الاتفاق قد يقود لتصعيد
عسكري من جانب مصر والسودان، وهذا يفسره الطلب السوداني بشأن البعثة الأثيوبية بأبيي”.

قوات الأمم المتحدة

وتتصاعد حدة المواجهات بين الجانبين، السوداني والإثيوبي، لاسيما منذ شهر نوفمبر الماضي،
إذ تخوض القوات المسلحة في السودان، على الحدود الشرقية للبلاد، مواجهات متفرقة مع مليشيات
وقوات إثيوبية، وذلك بعد قرار القيادة السودانية بإعادة الانفتاح على الأراضي السودانية التي تحتلها
تلك الميليشيات منذ نحو 26 عاما.

ولفت الباحث السياسي السوداني، طلال إسماعيل، إلى أن “طلب بلاده إبعاد الجنود الإثيوبيين التابعين
لقوات الأمم المتحدة في أبيي هو إشارة إلى توتر العلاقة بين السودان وإثيوبيا، دبلوماسيا وسياسيا
، بينما كانت علاقتهما متميزة في وقت سابق”، وأن ذلك “مؤشر غير جيد بالنسبة لإثيوبيا، بسبب
جهة تدهور العلاقة مع السودان؛ لأن الأخيرة دولة جارة لإثيوبيا ولديهما مصالح مشتركة”.