أعلنت أستراليا حالة الطوارئ الوطنية، اليوم الأربعاء، لمواجهة الفيضانات المدمرة على ساحلها الشرقي، وحددت مناطق الكوارث في المدن التي غمرتها مياه الفيضانات، وفقًا لوكالة ”رويترز“ للأنباء.
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون، اليوم الأربعاء، بعد قيامه بجولة في منطقة الأنهار الشمالية الأكثر تضررًا في ولاية نيو ساوث ويلز ”تزداد صعوبة العيش في أستراليا بسبب هذه الكوارث الطبيعية“
وسيساعد إعلان حالة الطوارئ على تسريع وتيرة المساعدات، وسط انتقادات بشأن بطء التحرك لمواجهة الفيضانات التي أودت بحياة ما لا يقل عن 21 شخصًا.
وألقى السكان المحبطون في منطقة الأنهار الشمالية، الذين يعيشون بلا كهرباء أو إنترنت منذ أيام عدة، باللوم على السلطات في تباطؤ جهود الإغاثة.
وفي حديثه للمراسلين، ربط موريسون الدمار بتغير المناخ، والذي قال إنه تسبب أيضًا في كوارث حرائق الغابات السابقة، وأضاف ”التحدي الأكبر هو تقليل انبعاثات الدول الأخرى“.
ورأى أن ”ما سينقذ الناس هو التخفيف من آثار الفيضانات، وليس فرض قيود أكثر صرامة على انبعاثات أستراليا“.
وقال مسؤولون إن ”عدد الجنود المنتشرين في المنطقة للمساعدة في عمليات التطهير، سيزيد بأكثر من الضعف إلى 4000“.
ودفعت الحكومة نحو 385 مليون دولار أسترالي لضحايا الفيضانات خلال الأسبوع الماضي.
واجتاحت الفيضانات القاتلة الساحل الشرقي لأستراليا، الثلاثاء؛ ما دفع السكان إلى الاحتماء على أسطح المنازل والجسور، والسلطات إلى دعوة عشرات آلاف السكان إلى الإخلاء.
وبلغ إجمالي عدد الذين شملتهم أوامر الإخلاء أكثر من 150 ألف شخص، وفقًا لتعداد وكالة فرانس برس.
وصدرت تحذيرات من حدوث فيضانات لعشرات الأنهار في ولايتي كوينزلاند ونيو ساوث ويلز، حيث وصل مستوى الأمطار إلى متر في بعض المناطق خلال أسبوع.
وفاضت أنهار عدة وغمرت المدن؛ ما أجبر السكان على الفرار أو البحث عن ملجأ في المرتفعات.
وصدرت أوامر لملايين الأشخاص بلزوم منازلهم، وأغلق ما يقرب من ألف مدرسة في جميع أنحاء ولاية كوينزلاند.
وقال رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيت ”رأينا أشخاصًا عالقين على أسطح المنازل لساعات، ورأينا أطفالا يتم إنقاذهم، ورأينا أشخاصا عالقين على الجسور“.
وتم إنقاذ آلاف الأشخاص وارتفعت حصيلة الفيضانات إلى تسعة قتلى بعد أن عثرت الشرطة على جثة امرأة في الثمانينات من العمر في منزلها الواقع على أطراف بلدة ليسمور.
ونقلت قناة ”إيه بي سي“ في بث مباشر، عملية إنقاذ قام بها طاقم مروحية لانتشال شخصين من سطح منزلهما بعد أن داهمهما تيار من المياه الموحلة.
وأنقذ المارة رجلًا يبلغ من العمر 70 عامًا بعدما جرف نهر بريزبن القارب الذي يعيش فيه قبل أن يصطدم برصيف العبارات ويغرق بسرعة.
وأمسك المارة بعضهم بعضًا وشكلوا سلسلة بشرية؛ ليتمكنوا من انتشال الرجل من النهر، وفق ما أوضح أحد المارة لمحطة ”إيه بي سي“.
وفي ليسمور التي لم تشهد فيضانات بهذا الحجم من قبل، اضطرت النائبة المحلية جانيل سافين إلى السباحة لتنجو بعد أن علقت بسبب الفيضانات.
ومع انهماك خدمات الطوارئ بورود اتصالات لا تحصى ولا تعد، حاول السكان مساعدة جيرانهم ونقلهم على متن قوارب متواضعة.
وأقيمت ملاجئ في المدارس وأماكن اللعب ونوادي المتقاعدين.
وبالقرب من بلدة غرافتون، وصل منسوب المياه إلى أسطح المباني وجُرفت الطرق.
وجنوبًا، شهد سكان سيدني يومًا آخر من الأمطار الغزيرة، ودعتهم السلطات إلى الاستعداد ”لفيضانات كبرى“.
وتأثرت أستراليا بشدة من تغير المناخ الذي زاد وتيرة الجفاف وحرائق الغابات المميتة والفيضانات.