أفغانستان .. الحكومة تتفاوض مع «طالبان» على تقاسم السلطة مقابل وقف العنف
صرح مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الخميس) بأن المفاوضين المجتمعين في قطر عرضوا على حركة «طالبان» اتفاقاً لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف الذي يجتاح البلاد.
وقال المصدر؛ طالباً عدم الكشف عن هويته: «نعم، قدّمت الحكومة عرضاً عبر الوسيط القطري. الاقتراح يسمح لـ(طالبان) بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد».
وشنّت «طالبان» هجوماً شاملاً على القوّات الأفغانيّة أوائل مايو (أيار) الماضي، مستغلّة بدء انسحاب القوات الأجنبيّة الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس (آب) الحالي. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً من معاقلها التقليديّة في الجنوب.
والخميس اقتربت الحركة أكثر فأكثر من العاصمة كابل بعدما سيطرت على مدينة غزنة الاستراتيجية الواقعة على بعد 150 كيلومتراً في جنوب غربي كابل، في أعقاب اجتياحها معظم النصف الشمالي من البلاد.
وغزنة أقرب عاصمة ولاية من كابل يحتلها المتمردون منذ أن شنوا هجومهم.
وتقدّمت «طالبان» بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة. وفي أسبوع واحد، سيطرت على 10 من أصل 34 عاصمة ولاية أفغانية؛ 7 منها في شمال البلاد، وهي منطقة كانت دائماً تتصدى لهم في الماضي.
وتعقد الحكومة وحركة «طالبان» محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطريّة. لكنّ مصادر مطّلعة أشارت إلى أنّ المفاوضات تتراجع مع تقدّم «طالبان» في ساحة المعركة.
وتنتشر القوّات الأجنبيّة في أفغانستان منذ نحو 20 عاماً، بعد غزو قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، لكنّ هذه القوّات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة.
وتسود مخاوف من أن يؤدّي انسحاب هذه القوّات إلى إضعاف القوات الأفغانية، لا سيّما في غياب المؤازرة الجوّية لعمليّاتها الميدانيّة.