أفغانستان.. الحكومة تنشر قوات خاصة وميليشيات لمواجهة هجوم طالبان

63

نشرت السلطات الأفغانية يوم الثلاثاء مئات الأفراد من قوات خاصة وميليشيات موالية للحكومة بهدف مواجهة الهجوم

العنيف الذي تشنه طالبان في الشمال والذي أدى إلى فرار أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان المجاورة.

واندلعت الاشتباكات في ولايات عدة لكن المتمردّين شنّوا حملة مدمرة عبر الريف الشمالي خصوصا وسيطروا على عشرات

الأقاليم خلال الشهرين الماضيين.

وفي الأسبوع الماضي، غادرت جميع القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية قرب كابول، المركز الأساسي

للعمليات الأميركية الاستراتيجية في أفغانستان، بعد تدخل استمر عشرين عاما في البلاد. ويفترض ان ينجز الانسحاب في 11

أيلول/سبتمبر المقبل.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع فؤاد أمان لوكالة فرانس برس “نخطط لشن هجوم كبير من أجل استعادة الاراضي التي سيطر

عليها العدو” مضيفا “يجري تنظيم قواتنا على الارض من اجل هذه العملية”.

وانتشر مئات من القوات والميليشيات الموالية للحكومة في ولايتي تخار وبدخشان الشماليتين حيث سيطرت طالبان على

مساحات شاسعة من الأراضي، دون أي قتال في أحيان كثيرة.

وقال مسؤولون أفغان في مجال الدفاع إنهم يريدون تأمين المدن الرئيسية والطرق والبلدات الحدودية في مواجهة هجوم

طالبان الذي تزامن مع مضي القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي قدما في سحب جنودهما في أوائل أيار/مايو.

وقد أثارت انتصارات المسلحين مخاوف من أن القوات الأفغانية تعاني أزمة خصوصا في الوقت الحالي بعد تقليص الدعم الجوي

الأميركي الحيوي بشكل كبير بتسليم قاعدة باغرام الجوية.

وقال محلل أمني أجنبي شرط عدم كشف اسمه إن هجمات طالبان في الريف الشمالي للبلاد كانت تهدف إلى “سحق بعض

أعدائها القدامى” على غرار أمير الحرب عبد الرشيد دوستم.

وأوضح “العام الماضي، هاجمت طالبان مناطق قريبة من مدن مثل عسكر جاه وقندهار في الجنوب لكنها تعرّضت لضربات جوية

أميركية”.

وتابع “هذه المرة، استهدفت (طالبان) الشمال وحققت انتصارات كبيرة. توقيت الهجوم في الشمال كان ملائما نظرا إلى عدم

وجود القوات الجوية الأميركية الآن”.

فرار قوات أفغانية 

والاثنين، فرّ أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان المجاورة عقب اشتباكات مع طالبان، مع تكثيف المتمرّدين عملياتهم القتالية.

وكان مئات عدة عبروا إلى البلاد في الأسابيع الأخيرة في مواجهة هجوم طالبان.

وأصدر الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن أمرا “بحشد 20 ألف جندي احتياطي لتعزيز الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان” وفق ما جاء في بيان للرئاسة في وقت متقدّم من مساء الاثنين.

كما أجبرت العمليات القتالية في الشمال موسكو على إغلاق قنصليتها في مدينة مزار شريف، عاصمة ولاية بلخ وأحد أكبر المراكز الحضرية في أفغانستان قرب الحدود مع أوزبكستان.

وقال المبعوث الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف لوكالة أنباء “تاس” الحكومية الاثنين “الوضع يتغير بسرعة. القوات الأفغانية، كما يقال، تخلت عن الكثير من المناطق. وهذا يخلق توترا”.

وأوضح أن “العديد من القنصليات في مزار شريف توقفت عن العمل موقتا حتى يتضح الوضع”.

“نبذل قصارى جهدنا”

كذلك، سيطر المتمردون على منطقة رئيسية في ولاية قندهار، معقلهم الجنوبي السابق، الأسبوع الماضي، وقالوا الثلاثاء إنهم سيطروا على منطقة في ولاية نمروز القريبة.

وتعتبر السرعة والسهولة اللتان تسيطر فيهما طالبان على مساحات شاسعة من تخار وبدخشان، ضربة معنوية كبيرة للحكومة الأفغانية.

فقد كانت الولايتان في الماضي معقلين لتحالف الشمال خلال الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي ولم يتمكن

المتمرّدون يوما من السيطرة عليهما.

وقال المحلل في كابول عطا نوري “انهارت معنويات القوات الأفغانية”.

وحذّر من أن “الوضع طارئ بالنسبة إلى الحكومة الأفغانية. عليها تكثيف هجومها المضاد في أقرب وقت ممكن”.

وقال القائد الأفغاني الجنرال ميراساد الله كوهستاني، المسؤول الآن عن قاعدة باغرام الجوية، من حيث قصفت الطائرات

الحربية الاميركية مخابئ طالبان لمدة 20 عاما، عندما سئل عن المكاسب السريعة التي يحققها المتمردون “نحاول أن نبذل

قصارى جهدنا ونحقق أكبر قدر ممكن من الأمن ونكون في خدمة