أمريكا والأزمة السورية رؤي ضبابية وحسابات معقدة
أكد خبراء في العلاقات الدولية، أن الأهداف الأمريكية في سوريا تتباين حاليًا بسبب اختلاف السياسات بين المسؤولين الأمريكيين، حيث تسعى إدارة الرئيس إلى تعقيد الأزمات وتداخل السياسات، وهو ما قد يختلف مع توجهات الرئيس الجمهوري المنتخب، ، الذي يخطط لنهج مغاير في ملفات وإيران، بما في ذلك الملف السوري.
ومؤخرًا، استهدفت الضربات الجوية الأمريكية تجمعات للميليشيات الموالية لإيران في البوكمال قرب ، إضافة إلى غارات على مواقع تابعة لقوات الحرس الجمهوري السوري في محيط مطار دير الزور، فضلاً عن قصف مكثف على القرى السبع تزامنًا مع محاولات مجلس منبج العسكري السيطرة عليها.
هجوم الفصائل يضع سوريا على أجندة ترامب
رؤية واشنطن
ويقول المتخصص في الشؤون الأمريكية، نبيه واصف، إن “رؤية واشنطن تجاه سوريا تتراوح بين الضبابية والحسابات المعقدة، خاصة بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت قوات سورية وميليشيات إيرانية، رغم أن إزاحة نظام الأسد ليست أولوية أمريكية”.
ويضيف واصف في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن هناك “رؤى متباينة داخل بسبب اختلاف السياسات بين المسؤولين في مؤسساتها، وهو ما ينعكس في سياسات إدارة بايدن، التي تهدف إلى تعقيد الأزمات وخلق تداخلات قد تتبعها إدارة ترامب في المستقبل”.
وأوضح واصف، أن “إدارة ترامب لا ترغب في الإطاحة بنظام الأسد لأسباب عدة، منها أنه حليف ، خاصة في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة على الملف الأوكراني وتسعى لتخفيف حدته عبر التوصل إلى حل مع لوقف الحرب هناك”.
وأكد أن “الإدارة الديمقراطية والجمهورية المقبلة يتفقان على هدفين رئيسيين: حماية أمن إسرائيل وإبطال مفعول في العراق وسوريا ولبنان، وقطع الإمدادات من طهران”.
وأشار واصف أيضًا إلى أن “كلا الإدارتين تلتزمان بالحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في شمال سوريا من خلال دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، حتى لو فكر ترامب في تقليص عدد قواته في المنطقة”.
الضبابية في الموقف الأمريكي
من جانبه، يؤكد الخبير في الشؤون الدولية، محمد رجائي بركات، أن “الضبابية في حيال سوريا ناتجة عن دعم واشنطن لبعض الجماعات والفصائل المتطرفة بحجة محاربة والقاعدة”.
منظمة العفو الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في غزة
وأضاف أن “هذه الجماعات تستمر في العودة بشكل أقوى، حيث سيطرت على أجزاء واسعة من الشمال السوري”.
ويعتقد بركات أن “الهدف الأمريكي من هذه الضبابية هو منع وصول المساعدات الإيرانية إلى سوريا ومن ثم إلى في لبنان، وعزل طهران عن المنطقة بعد تغلغلها”.
حسابات معقدة
ويرى المحلل السياسي، محمد اشتاتو، أن “الحسابات الأمريكية المعقدة، في المنطقة تتعلق بأمن إسرائيل، رغم أن وتل أبيب يدركان أن نظام الأسد لا يشكل تهديدًا مباشرًا”.
وأضاف أن “الدور الإيراني في سوريا مرفوض، خاصة أن الفصائل المعارضة تسعى هذه المرة لمهاجمة الوجود الإيراني على الأراضي السورية، من خلال ميليشياتها المرتبطة بـ”الحشد الشعبي” في العراق و”حزب الله” في لبنان”.
وأوضح اشتاتو، أن “تمويل أمريكا وإسرائيل لهذه الفصائل يهدف إلى تقطيع خطوط الإمداد الإيرانية التي تهدد إسرائيل، لكن هذه الفصائل ليست لديها الإمكانيات العسكرية للوصول إلى ، خصوصًا أن روسيا لن تسمح بذلك”.